كيف توصلت إسرائيل لـ صالح العاروري داخل معقل حزب الله بعلم أمريكا؟
لا تزال عملية اغتيال القيادي البارز في حركة حماس صالح العاروري، نائب رئيس المكتب السياسي بالحركة المتزعمة للحرب الدائرة حاليًا في قطاع غزة؛ تثير العديد من التساؤلات بشأن كيفية استهدافه من قبل طائرة مسيرة، حال تواجده بمكتب للحركة في الضاحية الجنوبية من العاصمة اللبنانية بيروت، وتحديدًا منطقة الضحى.
إذ يحرص قادة الحركة وأعضاءها المتواجدين خارج قطاع غزة على اتباع نظام صارم للتأمين والتخفي من أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية منذ سنوات، وخاصة منذ بداية الحرب الحالية على خلفية عملية طوفان الأقصى، بعدما أعلنت تل أبيب عن تشكيل ما بات يعرف بوحدة نيلي لاستهداف قيادات حماس بمختلف أنحاء العالم، لتبرز تساؤلات عدة بشأن عملية اغتيال نائب رئيس الحركة وأحد أبرز قادتها صالح العاروي، خلال تواجده في لبنان، تحت مظلة من حزب الله اللبناني أحد أبرز حلفاء الحركة الخارجيين، والذراع الإيرانية الطولي في المنطقة.
اغتيال صالح العاروري في لبنان
استهداف صالح العاروري واستشهاده جاء في منطقة الضحى معقل حزب الله اللبناني بالعاصمة بيروت، عبر طائرة مسيرة تمكنت من التسلل في الأجواء اللبنانية والانزلاق وصولا إلى المبنى الذي تواجد به القيادي الحمساوي لحظة استشهاده، بعدما تمكنت من الوصول إلى شرفة الطابق الذي زُعم أن العاروري تواجد بداخله.
عملية اغتيال العاروري باعتبارها الأهم في صفوف حركة حماس منذ بداية الحرب الضارية التي أودت بحياة أكثر من 22 ألف فلسطيني غالبيتهم من النساء والأطفال، جاءت بالتزامن مع نشر حزب الله اللبناني لمنظومة دفاع جوي متنقل في المنطقة المتاخمة لمقر العاروري، حسب موقع إنتل تايمز، المقرب من الاستخبارات الإسرائيلية، ما تسبب في حالة من الإحراج والذعر للحزب اللبناني الذي يخوض مواجهات متكررة ضد قوات الاحتلال الإسرائيلي جنوب لبنان.
وأشار الموقع الإسرائيلي إلى أن الطائرة تمكنت من الإفلات من أنظمة الكشف ووصلت بالحمولة الثقيلة التي كانت تحملها إلى شرفة المكتب، لتنفجر بالطابق الثالث الذي تواجد به العاروري، في منطقة الضاحية معقل حزب الله اللبناني إلا أن أسرائيل لم تعلن مسؤوليتها صراحة عن الاغتيال.
اغتيال العاروري في سيارة
إلا أن موقع نداء الوطن اللبناني، أشار وفقًا لمعلومات أمنية حصل عليها، أنه تم اغتيال العاروري لحظة خروجه من المنزل الذي كان تواجد به عقب انتهاء اجتماع له رفقة أعضاء من كتائب القسام وحماس، موضحًا أنه عقب خروجه من مكان الاجتماع في بناية على أوتوستراد هادي نصرالله، وركوبه السيارة، استهدفته مسيّرة إسرائيلية بصاروخ مباشر، كما استهدفت المكتب الذي غادره بصاروخ أو صاروخين.
أمريكا تعلم باغتيال العاروي
فيما نقل موقع أكسيوس الأمريكي عن مسؤول إسرائيلي واثنين من المسؤولين الأمريكيين، أن إسرائيل كانت وراء الهجوم، إلا أنها لم تخطر إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن مسبقًا، واكتفت بإبلاغها أثناء تنفيذ العملية، التي أودت بحياة صالح العاروري نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، واثنين من القيادات العسكرية للحركة، وأربعة أعضاء آخرين.
اغتيال العاروري إحراج لحزب الله
إلا أن نشر حزب الله اللبناني لمنظومة دفاع جوي بالقرب من موقع استشهاد صالح العاروري، قبل أيام من استهدافه، من شأنه أن يسبب حرجًا أمنيًا ودوليًا للحزب المقرب من إيران، كونه دائمًا ما يعلن عن امتلاكه للقدرات العسكرية التي تتيح له مواجهة مباشرة مع جي الاحتلال الإسرائيلي، إذ يتواصل التبادل شبه اليومي لإطلاق النار بين حزب الله والقوات الإسرائيلية منذ بداية الحرب بين إسرائيل وقطاع غزة، لكن المواجهات مقتصرة حتى الآن على المنطقة الواقعة على طول الحدود الإسرائيلية اللبنانية، حيث تعتبر تل أبيب حزب الله كمنظمة إرهابية.
وتسبب عملية اغتيال صالح العاروري في استشهاده رفقة كل من سمير فندي، المعروف داخل الحركة باسم أبو عامر، وعزام الأقرع، المعرف باسم أبو عمار، وهما القياديين بكتائب القسام الذراع العسكري لحركة حماس، إضافة الى أعضاء في الحركة هم أحمد حمّود ومحمود شاهين، ومحمد الريّس ومحمد بشاشة.
