ما فعله المِنش
من المواقف اللي بستعبط نفسي فيها كل ما أفتكرها رغم مرور 12 سنة عليه يوم ما عرفت إن البنت اللي كنت بحبها هتتجوز بعد 4 أيام.. ساعتها وبعد ما عرفت الخبر لقيت في واحدة من المرات اللي بتحس من خلالها إن القدر بيطبطب عليك مكالمة من صديقي الديزاينر الشاطر "أحمد المنشاوي" الشهير بـ "مِنش".. كان بيشتغل وقتها في شرم الشيخ.. اتصل مرة ماردتش.. مرة كمان ماردتش.. مرة تالتة ماردتش.. كان مُصر إني أرد وأنا كنت مُصر إني ماردش على أي حد بالمرة يومها.. في الآخر وتحت إلحاحه رديت.. من نبرة الصوت حس إن في حاجة فسألني مالك؟.. قلتله باختصار على الخبر.. سكت شوية وقالي: طب هنعمل إيه؟.. قلتله: هنعمل إيه في إيه! هنروح نجيبها من شعرها يعني! خلاص بقى ربنا يوفقها.. قالي: لأ مش قصدي؛ هنعمل إيه كمان 4 أيام؟ أنا نازل أجازة من الشغل في التوقيت ده وعايزين نخرج وننبسط.
الحقيقة أنا ماعرفتش أرد عليه أقوله إيه ساعتها وبيني وبين نفسي قلت يا برودك يا أخي وحسيت إنه في وادي وأنا في وادي تاني خالص.. بس هو مابطلش كلام وبمنتهى الصبر قعد يفنط إزاي لما نتقابل هنروح فين وهنعمل إيه!.. قال: هعدي أسلم عليهم في البيت في طنطا وأنزلك القاهرة في نفس اليوم على طول نروح الأهرامات.. تخيل يا تامر إني وفي عمري ده عمري ما روحت الأهرامات قبل كده!.. هنروح بعدها سينما، آآآآه بُص ولو في وقت ممكن كمان نروح دريم بارك بعدها ونتعشى في كذا ونقابل صاحبنا فلان برضو ونقعد على قهوة الفيشاوي.. كلام كتير كتير وبمنتهى الحماسة لواحد منظم رحلات بيخطط لكل تفاصيلها مش مجرد بيدردش.
شوية بشوية لقيت نفسي اندمجت معاه في اللي بيقوله وكأنه كان مصمم بشكل غريب إنه يخلّي اليوم ده بالذات زحمة بشكل مايسمحش إني أفكر في أي حاجة تانية.. نوع مختلف وجديد من الحنيّة.. المهم وإنه بكلامه معايا يومها حسسني إن فيه في الدنيا حاجات أكبر وأهم من فكرة إن الشخص اللي أنت كنت بتحبه خلاص فرحه بُكرة لدرجة إني استغربت نفسي إن ضيقي راح تدريجيًا!.. يمكن هو يفتكر الكلام ده.. ويمكن مايفتكرهوش.. وصحيح إن تواصلنا دلوقتي أنا وهو بقى كل فين وفين ويمكن منعدم بسبب ظروف الحياة والسفر اللي ودت كل واحد فينا في مكان بس الأكيد إني عمري ما هنسى تصرفه ولا هنسى جرعة الحنيّة اللي خرجت منك حتى ولو بدون قصد وخففت عني كتير يومها واللي طعمها لسه جوايا لحد دلوقتي.
• بسأل أمي ساعة عصاري وإحنا بنشرب الشاي زمان: خدمة لإبنك وياريت تردي بكلمة ورَد غطاها: إمتى أعرف إني حنين؟.. ردت بسرعة: لما ما يهونش عليك.. أمي زي أغلب الأمهات لما بتيجي توزع المنابات في الفراخ أو اللحمة تاخد هي الرقبة أو أقل حاجة عشان ولادها!.. متهيألي المسمى المنطقي لكده مش الأمومة لكن الحنيّة.. أعرف صديقة بتشتغل مديرة لواحد من فروع بنك كبير في القاهرة اتجوزت بعد فشكلة 3 خطوبات زمان ولما اتقدم لها العريس الرابع وافقت عليه بعد أول قعدة رغم إنها شكاكة وبتفصص في العرسان!.. ليه؟.. عشان حست بالفكاكة كده وبالحاسة السادسة بتاعت البنات إن "الحنيّة" هتبقى هي رب الأسرة بتاعتها معاه لو الجوازة تمت.. وقد كان.. من كُتر حنيّته معاها بيصمم لحد دلوقتي ورغم منصبها وعمرها يديها ساندوتشات وهي رايحة الشغل!.. بالموروث الشعبي بتاعنا لما شخص محتاج في الشارع بيطلب منك صدقة أو حاجة لله وأنت مش معاك تديله بس بتحب تطيب بخاطره بتقوله: "يحنن".. القساوة، والحنيّة حاجتين عمرهم ما بيتنسوا لما بيحصلوا في توقيتات معينة حتى لو مر عليهم عمر بحاله.