داعية أزهري يوضح حكم زيارة الزوجة لخدمة أمها دون إذن زوجها
كشف الشيخ محمد حماد، الداعية الإسلامي بالأزهر الشريف، حكم منع الزوج لزوجته في حال أرادت زيارة أهلها، وهل إذا وافقته الرأي تعتبر آثمة؟ قائلًا: إن الأصل في الزواج طاعة الزوجة لزوجها؛ فلا تخرج الزوجة من بيتها إلا بإذن زوجها؛ متسائلًا: ولكن هل للزوج أن يمنع زوجته لأَن تذهب إلى أهلها؟
وأكد الداعية الإسلامي أنه ليس للزوج حق منع زوجته من الذهاب لبيت أهلها؛ فللمرأة يوم في الأسبوع تزور فيه أهلها، ولا يمنعها زوجها من ذلك؛ مؤكدًا أن الزوج إذا منع زوجته من الخروج، وخرجت هي من بيتها رغمًا عن زوجها، أي غصب عنه؛ فهذا حقها الشرعي، ولا يجوز للزوج أن يمنعها؛ وفي هذه الحالة يجوز لها أن تخالفه، وتزور أهلها.
لا حرج في ذهاب الزوجة إلى أهلها مرة واحدة كل أسبوع
وأشار حماد خلال تصريحات لـ القاهرة 24، إلى أن هناك أمرين في حالة طلب الأم من ابنتها أن تأتي لخدمتها؛ إلا أنه تساءل عن الأمر، قائلًا: هل تحتاج الأم إلى خدمة لأنها امرأة قعيدة في الفراش ومريضة، أو تقوم بأخذها إلى الحمام لتنظيفها وتغير لها الثياب؛ أم الأم صحيحة ولا تعاني من مرض؟
وقال حماد إنه في حال كانت الأم مريضة؛ ففي هذه الحالة وجب على الابنة أن تذهب لخدمة أمها، حتى ولو لم يوافق الزوج؛ وإن وصل الأمر إلى طلاقها؛ لأن الجنة تحت أقدام الأمهات؛ متسائلًا: هل هذه الأم قادرة على أن تأتي بامرأة لتخدمها أم لا؟
فإذا كانت هذه الأم ليس لها أولاد سوى هذه الابنة، وكانت هذه الأم فقيرة، وعاجزة تحتاج إلى خدمة؛ وعصت الابنة زوجها، وذهبت إلى خدمة أمها، وطلقها زوجها؛ يكون لهذه الابنة الأجر عند الله.
ولفت حماد إلى الأمر الثاني، وهو إن كانت الأم متيسرة ماديًا؛ فتأتي بخادمة تخدمها؛ وكانت لهذه الأم أولاد، وبنات أخريات غير ابنتها المتزوجة؛ ففي هذه الحالة لا يجب على الابنة أن تعصي أمر زوجها، بل وجب عليها طاعته؛ فزوجها سيكون متسببا في قطيعة الرحم بين الابنة وأمها؛ ولا ذنب عليها في هذه الحالة.
كما أكد حماد أن الأم كانت سليمة، وصحيحة ليس بها مرض، وتخدم نفسها، وتحتاج إلى مجيء ابنتها عندها كل يوم كل يوم؛ ومنعها زوجها من زيارتها كل يوم لأمها؛ فله الحق في ذلك، ولكن ليس له حق في أن يمنع زوجته أن تزور أهلها مرة واحدة في الأسبوع على الأقل.
واختتم: وإذا أصرت الزوجة على الذهاب إلى أمها كل يوم رغمًا عن زوجها؛ وأدى هذا إلى طلاقها؛ فهذه الزوجة عاصية لزوجها، ومخالفة لشرع الله عز وجل؛ وتكون آثمة إذا طلقت في هذه الحالة.