الإفتاء تحسم الجدل حول حكم تهنئة الأقباط بعيد الميلاد المجيد
يشغل حكم تهنئة عيد الميلاد المجيد، بال الكثير من الأشخاص في الوقت الحالي، وذلك تزامنًا مع اقتراب عيد الميلاد المجيد، والذي من المقرر أن يكون غدًا الأحد 7 يناير، حيث يريد البعض من المسلمين معرفة حكم التهنئة لـ أخواتهم الأقباط بمناسبة حلول عيد الميلاد المجيد.
حكم التهنئة بعيد الميلاد المجيد
ويستعرض القاهرة 24، حكم تهنئة عيد الميلاد المجيد في السطور التالية، حتى يكون جميع المسلمين على علم به في السطور التالية، حيث جاءت التفاصيل على النحو التالي:
وعن حكم تهنئة عيد الميلاد المجيد… قالت دار الإفتاء المصرية، إن ليس هناك في الشرع ما يمنع من المشاركة في الاحتفال بيوم ميلاد سيدنا المسيح عيسى ابن مريم عليهما السلام؛ فالإسلام نَسَقٌ مفتوح يُؤْمِنُ أتباعه بكل الأنبياء والمرسلين ويحبونهم ويعظمونهم، ويحسنون معاملة أتباعهم، والاحتفال بحلول العام الميلادي المؤرَّخ بميلاده عليه السلام لا يخالف عقيدة المسلمين في شيء، بل يندرج في عموم استحباب تذكر أيام النعم وإظهار آيات الله تعالى والفرح بها.
التهنئة بعيد الميلاد المجيد
وحول التهنئة بعيد الميلاد المجيد استشهدت الدار في فتوى سابقة لها عبر موقعها الرسمي بقوله تعالى: ﴿قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ﴾، وقوله تعالى: ﴿وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ وَقُولُوا آمَنَّا بِالَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَأُنْزِلَ إِلَيْكُمْ وَإِلَهُنَا وَإِلَهُكُمْ وَاحِدٌ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ﴾.
وأوضحت، أن الادّعاء بأن الاحتفال بميلاد سيدنا عيسى عليه السلام يستلزم الإقرار بما لا يوافق الإسلام من عقائد أهل الكتاب فهو غير صحيح؛ فإن الله تعالى أمرنا بتعظيم المشترك بين الأديان السماوية من غير أن يكون في ذلك إقرار بما لا يوافق العقائد الإسلامية؛ مضيفةً: وفي رحلة الإسراء صلَّى النبيُّ صلى الله عليه وآله وسلم في بيت لحم حيث ولد السيد المسيح عيسى عليه السلام؛ تبركًا به وبمولده المعجز، وقد رَوَى ذلك عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم ثلاثةٌ من الصحابة رضي الله عنهم.
حكم التهنئة بعيد الميلاد المجيد
فرواه الإمام النسائي في المجتبى، والطبري في تهذيب الآثار، والطبراني في مسند الشاميين: من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه، بإسناد لا بأس به؛ كما قال الحافظ ابن كثير في البداية والنهاية، والحافظ ابن حجر في الإصابة، وصححه الكمال بن أبي شريف في إتحاف الأخصا بفضائل الأقصى؛كما رواه الإمام الترمذي في السنن- وعنه البيهقي في "دلائل النبوة" وصححه-، والبزار في مسنده، والطبري في تهذيب الآثار، والطبراني في المعجم الكبير ومسند الشاميين: من حديث شداد بن أوس رضي الله عنه. ورواه ابن حبان في "المجروحين"، وابن الجوزي والضياء المقدسي في فضائل القدس: من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
كما أفاد الدكتور محمد عبد السميع، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، بأن حكم تهنئة المسلمين للمسيحين بأعياد ميلادهم أمر مباح، وجائز، ولا مانع منه شرعًا؛ بل هو من الإحسان الذي أمرنا الله سبحانه وتعالى به؛ مستشهدًا بقوله تعالى: {وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا}؛ كما وردت آية تنص على ذلك لقوله تعالى:( لَّا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ).
وأضاف أمين الفتوى، أنه لا مانع شرعًا من تهنئة المسلمين لإخوانهم المسيحين في أعياد ميلادهم ( عيد ميلاد المجيد) وفي جميع أعيادهم للمشاركة في وطن واحد.