وزعت أموالي كلها على أولادي أثناء حياتي وأريد الرجوع في ذلك فهل يجوز؟.. أزهري يوضح الحكم
تلقى الدكتور عطية لاشين، أستاذ الفقه بجامعة الأزهر، سؤالا من أحد المتابعين نصه: وزعت أموالي كلها على أولادي أثناء حياتي وأريد الرجوع في ذلك فهل يجوز؟.
وزعت أموالي كلها على أولادي أثناء حياتي وأريد الرجوع في ذلك فهل يجوز؟
وقال العالم الأزهري عبر حسابه بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك: قد رغب الإسلام أتباعه في أن تسود بينهم المودة والمحبة والإخاء لكي يكون الجميع على قلب رجل واحد وشرع من أجل تنمية هذه العلاقة وسائل كثيرة تؤدي إليها منها إفشاء السلام على من تعرف ومن لم تعرف وإطعام الطعام، وإجابة دعوة الأخ المسلم لوليمة عنده أو عقيقة ولو كان المدعو صائما ومنها التبسم في وجوه الناس والكلمة الطيبة، واحترامه مشاعر الآخرين.
وتابع: ومنها فضلا عما تقدم الهبة أو الهدية وهي تمليك شيء للغير بلا عوض حال حياة الواهب قال بشأن ذلك سيدنا محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم: تهادوا تحابوا، وكان من أخلاقه صلى الله عليه وسلم قبول الهدية ويرد أكثر منها، وحينما تصدق بلحم على بريرة قال صلى الله عليه وسلم بعد أن أكل منها هو: عليها صدقة ولنا هدية.
وأكمل العالم الأزهري: وبخصوص واقعة السؤال نقول: إن ما قام به الأب من توزيع ثروته كلها على أولاده حال حياته إنما يكيف هذا التصرف على أنه وهبهم إياها وهو الآن يريد الرجوع عما فعل وعودة أمواله له كما كانت فنقول:
- إن الهبة إذا كانت في المكيل والموزون لا تلزم إلا بالقبض أي بقبض الموهوب له الشيء الموهوب وأما قبل القبض فالواهب بالخيار بين إمضائه فيما وهب وإتمامه بالقبض وله العدول عن ذلك، ما بعد القبض وقبل موت كل من الواهب أو الموهوب فيكون الرجوع عن الهبة حراما.
وواصل: ما تقدم يكون فيما إذا كان الموهوب له أجنبيا عن الواهب أما إذا كان الواهب والدا والموهوب له ابنا أو بنتا فيجوز للوالد الواهب أن يرجع فيما وهب وهذا مذهب مالك والأوزاعي والشافعي وإسحاق وأبي ثور ورواية أخرى عن الإمام أحمد بن حنبل، على أنه يشترط لجواز رجوع الوالد فيما وهب لولده شروط منها:أن يكون الموهوب لا يزال في ملك الموهوب له فإن خرج عن ملكه بأي وجه من وجوه التصرف كان الرجوع غير جائز ومنها ألا يزيد الشيء الموهوب زيادة متصلة عند الموهوب له أما إذا كانت الزيادة زيادة في القيمة نظرا لانخفاض القوة الشرائية للنقود فلا تمنع من الرجوع.