هشام ابن الفيوم مصاب بشلل رباعي.. تدرب بلسانه على الكتابة حتى أصبح باحثا تاريخيا له 6 مؤلفات
كيف يمكن للأمل والإرادة أن يكونا هما فقط المحركين لشخص أفقده القدر حركته الكاملة؟ كيف يمكن أن يغني اليقين بالله عن الأيدي والأقدام ومئات التحديات الموجعة التي قد يواجهها هذا الشخص كل يوم؟ كيف يمكن لنا نحن "الأصحاء" أن يكون لنا مكان في الجنة بجانب مثل هذا الإنسان؟
إصرار وعزيمة بعد تعرضه لحادث
تعرض هشام ابن محافظة الفيوم لحادث أفقده 80% من حركته، وأصابه بشلل رباعي مر بعده بـ 7 سنوات من الألم والعمليات الجراحية وما أسماه بـ القهر الدوائي، لكنه قرر أن تغلب إرادته هذا كله فتعلم الكتابه بلسانه من خلال "ماوس" الكمبيوتر ليطل على العالم بعد قراءة مئات الكتب في التاريخ والفلسفة والعلوم الإنسانية، ويصبح باحثا ومؤلفا تاريخيا وتصدر له 6 مؤلفات مهمة، تم تكريمه على إثرها من جهات متعددة ويصبح صانع محتوي، حيث يقوم بسرد التاريخ بأسلوبه الشيق، كما جعل له 40 ألف متابعا على مواقع التواصل الاجتماعي.
هشام نادي، ابن قرية بهيت الحجر التابعة لمركز سنورس بمحافظة الفيوم، شاب مثابر وإصراره أسهم في تحقيق إنجازات لا تصدق بعد تعرضه لشلل رباعي، ورغم تحديات الحياة، اختار هشام قضاء وقته بمشاهدة الأفلام على الكمبيوتر، حيث ألهمته هذه اللحظات للبدء في مغامرة جديدة.
يقول هشام في حديث لـ القاهرة 24، بدأت رحلتي بتعلم كتابة الحروف باستخدام لساني على لوحة المفاتيح، وكانت هذه الخطوة الأولى نحو تحقيق الأحلام، بفضل إصراره، أصبح هشام محترفًا في استخدام الحاسوب، وفتحت له أفق جديدة في عالم الإلكترونيات.
لم يتوقف هشام هنا، بل انغمس في عالم القراءة والتثقيف الذاتي، مما أسهم في تطوير مهاراته وتوسيع أفقه الفكري، استمر هشام في مسيرته العلمية ونجح في الالتحاق بكلية الخدمة الاجتماعية، حيث تحدى التحديات وتفوق على الظروف الصعبة.
بفضل إرادته القوية وتحصيله المستمر، استطاع هشام نادي تأليف ست كتب، تعكس قوته وإلهامه للآخرين، وليكون ذلك ليس كفاية، حصل هشام على درجة الدكتوراه الفخرية تقديرًا لتفانيه وإسهاماته الرائعة.
وفي الختام، يظهر هشام نادي كقدوة للجميع، فقد تحدى الإعاقة وحقق أحلامه بفضل إصراره وعزيمته الصلبة، حيث يحلم أن يكون مذيعا.