دعاء أنس بن مالك.. من يقرأه صباحًا يحصنه الله من شرور الناس

اشتهر دعاء أنس بن مالك بدعاء رد كيد الأعداء والتحصين من كل ظالم وفاجر ومعتدٍ، ولفظه مستحسن لدى الكثير من المسلمين، خاصة أنه يقال في كل صباح من أجل التحصين ضد شرور الخلق، وهو ما أثبتته قصة الصحابي الجليل مع الطاغية الحجاج بن يوسف، فقد حصنه هذا الدعاء من القتل والسوء وجعله مرفوع الرأس شجاعًا.

ووردت روايات عدة حول دعاء أنس بن مالك في كتب التراث الإسلامي، وقد تناولت سرد قصة أنس مع الحجاج بأكثر من صيغة، ورغم أن دعاء "بسم الله خير الأسماء" ضعيف الإسناد، إلا أن أهل العلم يستحسنون لفظه ولا يرون فيه حرمة ويوصف على أنه دعاء تحصين النفس، وعبر القاهرة 24 نستعرض تفاصيل الدعاء وروايات العلماء والفقهاء لأدعية أنس بن مالك.

دعاء أنس بن مالك

يتداول الكثيرون دعاء أنس بن مالك الذي حصنه من شر الحجاج وعلمه الصحابي الجليل لابنه، ذكر الطبراني قصته في كتابه "الدعاء"، حيث أورد أن "أنسا كان عند الحجاج وهو يعرض خيلًا. فقال: يا أبا حمزة؛ أين هذه من الخيل التي كانت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: تلك والله كما قال الله عز وجل: "وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ"، وهذه هيأت للرياء والسمعة.

فغضب الحجاج وقال: "لولا كتاب أمير المؤمنين عبد الملك إلي لفعلت ولفعلت.."، فقال له أنس: "إنك لن تستطيع ذلك، لقد علمني رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أحترز به من كل شيطان رجيم، ومن كل جبار عنيد".

 فجثا الحجاج على ركبتيه وقال: "علمنيهن يا عم"، فقال: "لست لها بأهل"، قال: "فدس إليه عياله وولده فأبوا عليه".

واستكمل الطبراني "قال محمد بن سهل راوي الحديث: قال أبي: حدثني بعض بنيه أنه قال: "بسم الله على نفسي وديني، بسم الله على ما أعطاني ربي عز وجل، لا أشرك به شيئا، أجرني من كل شيطان رجيم ومن كل جبار عنيد، إن وليي الله الذي نزل الكتاب وهو يتولى الصالحين، فإن تولوا فقل حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم".

دعاء أنس بن مالك بسم الله

وعلى الرغم من أن أهل العلم ضعفوا سند دعاء أنس بن مالك بسم الله، إلا أن ذكره في العديد من الروايات ولفظه الحسن يشفعان له ويجعلانه من الأدعية التي يحتج إليها من أجل التحصين بعد القرآن والأدعية النبوية.

وروي عن أنس رضي الله عنه أنه قال: "علمني رسول الله صلى الله عليه وسلم كلمات لن يضرنى معهن عتو جبار ولا عترسته، مع تيسير الحوائج ولقاء المؤمنين بالمحبة: 

"الله أكبَر، الله أكبَر، الله أكبَر، بسم الله على نفسي وديني، بسم الله على أهلي ومالي، بسم الله على كل شيء أعطاني ربي، بسم الله خير الأسماء بسم الله رب الأرض والسماء، بسم الله الذي لا يضر مع اسمه داء..

بسم الله افتتحت وعلى الله توكلت، الله الله ربي لا أشرك به شيئا، أسألك اللهم بخيرك من خيرك الذي لا يعطيه غيرك، عز جارك، وجل ثناؤك، ولا إله إلا أنت..

اجعلني في عياذك، وجوارك من كل سوء، ومن الشيطان الرجيم، اللهم إنى أستجيرك من جميع كل شىء خلقت، واحترس بك منهن، وأقدم بين يدى: بسم الله الرحمن الرحيم {قل هو الله أحد الله الصمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد} عن أمامى ومن خلفى، وعن يمينى وعن شمالى، ومن فوقى وتحتى، يقرأ فى هذه الست قل هو الله أحد، إلى آخر السورة.

دعاء أنس بن مالك لرد كيد الأعداء pdf

ومن الروايات التي تحدثت عن دعاء أنس بن مالك لرد كيد الأعداء pdf، ما ورد في "موسوعة تاج الذاكرين" مما أخرجه البخاري أن عبدالله بن الرومي روى عن أنس بن مالك رضي الله عنه أنه قيل له: "إن إخوانك أتوك من البصرة وهو يومئذ بالزاوية لتدعو الله لهم".

وقال أنس: "اللهم اغفر لنا وارحمنا وآتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار"، فاستزادوه فقال مثلها، فقال: "إن أوتيتم هذا فقد أوتيتم خير الدنيا والآخرة".

دعاء انس بن مالك ضد الأعداء

أيضًا حول دعاء انس بن مالك ضد الأعداء، ذكر عبد الله بن أبان الثقفي رضي الله عنه، ما دار في قصة أنس والحجاج فقال: "وجهني الحجاج بن يوسف في طلب أنس بن مالك رضي الله عنه فظننت أنه يتوارى عنه، فأتيته بخيلي ورجلي، فإذا هو جالس على باب داره مادًا رجليه، قلت له: "أجب الأمير"، فقال: "أي الأمراء؟" فقلت: "أبو محمد الحجاج" فقال غير مكترث: "قد أذله الله وما أرى أذل منه؛ لأن العزيز من عز بطاعة الله، والذليل من ذل بمعصية الله، وصاحبك قد بغى وطغى واعتدى وخالف كتاب الله والسنة، والله لينتقم الله منه"، فقلت له: "أقصر عن الكلام وأجب الأمير"، فقام معنا حتى حضر بين يدي الحجاج فقال له: "أنت أنس بن مالك؟" قال: "نعم"، قال الأمير: "أنت الذي تدعو علينا وتسبنا؟" قال: "نعم"، قال: "ومم ذاك؟".

قال: "لأنك عاصٍ لربك، مخالفٌ لسنة نبيك، وتعز أعداء الله، وتذل أولياء الله"، فقال له: "أتدري ما أريد أن أفعل بك؟"، قال: لا، قال: "سأقتلك شر قتلة"، قال أنس رضي الله عنه: "لو علمت أن ذلك بيدك لعبدتك من دون الله"....

قال الحجاج: "ولمَ ذاك؟" قال: "لأن رسول الله علمني دعاء من دعا به كل صباح لم يكن لأحد عليه سبيل، وقد دعوت به في صباحي هذا"، فقال الحجاج: علمنيه، فقال أنس رضي الله عنه: "معاذ الله أن أعلمه ما دمت أنت في الحياة"...

فقال الحجاج: "خلوا سبيله"، فقال الحاجب: "أيها الأمير، لنا في طلبه كذا وكذا يومًا حتى أخذناه فكيف نخلي سبيله؟" قال الحجاج: "لقد رأيت على عاتقه أسدين عظيمين فاتحين أفواههما".

يقول عبد الله بن إبان الثقفي إن أنسًا رضي الله عنه لما حضرته الوفاة علم الدعاء لإخوانه وهو:

"بسّم الله الرحمّن الرحيم خير الأسماء، بسّم الله الذي لا يضرّ مع اسمه أذى، بسّم الله الكافي، بسّم الله المعافي، بسّم الله الذي لا يضرّ مع اسمه شيء في الأرض ولا في السّماء وهو السّميع العليم، بسّم الله على نفسي وديني، بسّم الله على أهلي ومالي، بسّم الله على كل شيء أعطانيه ربي، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، أعوذ بالله مما أخاف وأحاذر، الله ربّي لا أشرك به شيئًا، عزّ جارك، وجلّ ثناؤك، وتقدّست أسماؤك، ولا إله غيرك، اللهمّ إني أعوذ بك من شرّ كل جبّار عنيد، وشيطان مّريد، ومن شرّ قضاء السوء، ومن شرّ كل دابة أنت آخذ بناصيتها إن ربيّ على صراط مستقيم".

دعاء أنس بن مالك بسم الله خير الأسماء

ورد دعاء أنس بن مالك بسم الله خير الأسماء في كتاب مفاتيح الفرج لترويح القلوب وتفريج الكروب، وقد روى قصته عمر بن أبان وأن الصحابي الجليل قال للحجاج بن يوسف عندما طلب منه أن يعلمه الدعاء "معاذ الله أن أعلمه أحدًا ما دمت حيًا" لما حضرت الوفاة أنسًا علمه ابنه. 

ونص الدعاء كالتالي:

• بسّم الله الرحمّن الرحيم خير الأسماء، بسّم الله الذي لا يضرّ مع اسمه أذى.
• بسّم الله الكافي، بسّم الله المعافي.
• بسّم الله الذي لا يضرّ مع اسمه شيء في الأرض ولا في السّماء وهو السّميع العليم.
• بسّم الله على نفسي وديني، بسّم الله على أهلي ومالي، بسّم الله على كل شيء أعطانيه ربي.
• الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، أعوذ بالله مما أخاف وأحاذر.
• الله ربّي لا أشرك به شيئًا، عزّ جارك، وجلّ ثناؤك، وتقدّست أسماؤك، ولا إله غيرك.
• اللهمّ إني أعوذ بك من شرّ كل جبّار عنيد، وشيطان مّريد، ومن شرّ قضاء السوء، ومن شرّ كل دابة أنت آخذ بناصيتها إن ربيّ على صراط مستقيم.

دعاء أنس بن مالك رياض الصالحين

من الكتب التي تناولت دعاء أنس بن مالك رياض الصالحين، حيث ورد فيه الكثير من الأحاديث التي رواها الصحابي الجليل عن النبي صلى الله عليه وسلم، وهي ليس أدعية خاصة بالصحابي الجليل، بل هي روايات له عن النبي الكريم.

ومن أهم ما روى أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله: "كان أكثر دعاء النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم: "اللهم آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة، وقنا عذاب النار" مُتَّفَقٌ عَلَيهِ.

كما ورد عن أنس أنه حكى عن رسلو الله صلى الله عليه وسلم نص الدعاء الذي إذا دعا به المسلم استجيب له، حيث قال: "دَخَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَسْجِدَ وَرَجُلٌ قَدْ صَلَّى وَهُوَ يَدْعُو وَيَقُولُ فِي دُعَائِهِ: اللَّهُمَّ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ الْمَنَّانُ بَدِيعُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ ذَا الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ. فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَتَدْرُونَ بِمَ دَعَا اللَّهَ؟ دَعَا اللَّهَ بِاسْمِهِ الْأَعْظَمِ الَّذِي إِذَا دُعِيَ بِهِ أَجَابَ وَإِذَا سُئِلَ بِهِ أَعْطَى.