هل هناك نسب ثابتة لتحقيق هامش الربح؟.. المفتي يوضح
كشف الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية، عن حكم ضوابط تحديد التجار لهامش الربح، موضحًا أنه لا توجد نسبة ثابتة محددة ولكن ينبغي ألا تخرج أرباح التجار عن المألوف أو تخالف الضوابط التي تضعها المؤسسات المختصة، وكذلك ينبغي ألا يضيِّق التجار على الناس بأي صورة كانت، سواء بالاحتكار أو غيره؛ فلا خلاف بين الفقهاء في أن الاحتكار حرامٌ في الأقوات؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «لا يَحْتَكِرُ إِلَّا خَاطِئٌ» وغيره من الأدلة.
هل هناك نسب ثابتة لتحقيق هامش الربح؟.. المفتي يوضح
وأكد المفتي، خلال لقائه ببرنامج نظرة، والمذاع على قناة صدى البلد، تقديم الإعلامي حمدي رزق، أن المحتكر منعدم الضمير وآثم إذا قصد حجب السلع عن أيدي الناس إضرارًا بهم حتى يصعب الحصول عليها وترتفع قيمتها؛ وبهذا يحصل المحتكرون على الأرباح الباهظة دون منافسة تجارية عادلة، وهو من أشدِّ أبواب التضييق والضرر، والسلع التي يجري فيها الاحتكار هي كل ما يقع على الناس الضرر بحبسها، ولا مانع من اتِّخاذ الدولة لأي إجراءات تراها مناسبة في هذه الأمور.
ولفت المفتي إلى أن حواره بمناشدته للتجار بضرورة الكسب الحلال وتحري الصدق والأمانة وتفعيل وترسيخ قيمة المراقبة، وهي قيمة عظيمة في الشريعة الإسلامية؛ حيث إنها أساس تربية الضمير، وإرساء قواعد التعامل مع النفس ومع الآخر ومع الله، وذلك من خلال المكاشفة التي تحافظ على اتساق الإنسان مع نفسه؛ فإذا ما التزم كل واحد منا بهذه القيمة العظيمة في نفسه أولًا ومع غيره ثانيًا فضلًا عن علاقته بربه يصبح عامل بناء في مجتمع يحاول أن تكون نفوس أبنائه سوية، وعلاقاتهم صحيحة، بعدها يبدأ بناء الحضارة والرقي والازدهار وإفشاء السلام والأمان في المجتمعات.
المفتي يحدد عوامل التي تساعد على الالتزام بتنفيذ القانون
وخلال الحلقة، قال الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية، إن للإيمان ثمرات عظيمة، تغرس في الفرد يقظة الضمير، ومعاملة أفراد المجتمع بالحسنى، والإحسان مما يجعل بنيان الوطن قويًّا، متماسكًا، وثيق الروابط والأواصر، ووفير التعاون على البر والتقوى، فضلًا عما يثمره من تصفية الإنسان لنيته، ومراقبته لخالقه في تصرفاته وسلوكياته على جميع أحواله، مع الحرص على ملءِ الوقت بالطاعة والعمل النافع، واستواء السر والعلن، ومن ثم تَقِلُّ أدواء المجتمعات، وتعظم مواقعها في كافة المجالات.
وشدد المفتي، على أن التزام الإحسان، والعمل بمقتضياته في النية، والأفعال، والأقوال، من محاور التربية الفاضلة، الواعية، والواقعية التي أمر الله تعالى عباده باتباعها، وسلوك طريقها، والتحقق بمقاصدها، وإذا غلبتهم الشهوات، وطباع النفس، داوموا على التخلي عن الصفات الذميمة، والأخلاق السيئة، والتحلي بالقيم الفاضلة والأخلاق الحسنة، ولا يركنون إلى نقصٍ أو تقصيرٍ حتى يبلغوا الكمال المستطاع.
وأضاف مفتي الجمهورية أن هناك عدة عوامل تساعد على الالتزام بتنفيذ القانون كما أشار إليها العلَّامة الطاهر ابن عاشور -رحمه الله- منها الباعث والدافع أو الاستعداد الفطري الناتج عن التنشئة السليمة، وكذلك غرس القيم والمبادئ والرقابة الذاتية، وثالث هذه العوامل هو العلاج والتهذيب والتأهيل أو تصحيح المسار، ولا بد من التكامل بين هذه العوامل لتؤدي دورها.
المفتي: الأمل ضرورة إنسانية بدونها تفقد الحياة قيمتها
وقال الدكتور شوقي علام -مفتي الجمهورية، إن التأمل في انتهاء عام وبداية عام جديد يُعد مراجعة للذات ومحاسبتها على عملها في العام المنقضي، وهو أمر مطلوب في أيام الله تعالى، وكان النبي صلى الله عليه وسلم كثير الاستغفار تطلعًا للدرجات العُلى وأن يكون عبدًا شكورًا، فقضية الاستغفار عندنا جميعًا دليل على محاسبة النفس لتلافي السلبيات والتقصير فيما سلف.
وأوضح المفتي، أن المسلم الحقَّ ينبغي أن يكون صابرًا على مختلف المتاعب وشتى التحديات، مؤمنًا بالأمل ومستشرفًا للمستقبل، وموقنًا بما عند الله تعالى الذي بشَّرنا بأن بعد العسر يسرًا وأن الفرج يعقب الضيق والكرب.
ولفت المفتي النظر إلى أن الحاجة تشتد في هذه الآونة من عمر الأمة إلى صناعة الأملِ وحسن العمل باعتبارهما من أهمِّ محاور صناعة شخصية الإنسان المعاصر وسمات تكوينه؛ فالأملُ هو ضرورة إنسانية بدونها تفقد الحياة قيمتَها ولا يعرف الإنسان مقصود وجوده، والغاية من وراء صبره على التحديات، وتحمله للشدائد والمحن، وحرصه على تحقيق أهدافه وتطلعاته المختلفة.
وأكد مفتي الجمهورية أن الأمل صنو الإيمان وقرينه، من فقده فقد إيمانه بربه، وضاعت ثقته بقدرة مولاه سبحانه، وفي المقابل فإن اليأس صنو عدم الإيمان لأنه سوء ظن بالله، قال الله تعالى آمرًا المؤمنين بعدم اليأس ومحذِّرًا منه: ﴿وَلَا تَيْأَسُوا مِنْ رَوْحِ اللهِ إِنَّهُ لَا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ﴾
المفتي يكشف أهمية التفاؤل في الحياة
كما أشار إلى أن التفاؤل يبعث على حسن ظن العبد بالله، كما أنه ترويح للمؤمن وإدخال السعادة إلى نفسه وقلبه، وفيه تقوية للعزائم وباعث على الجدِّ والعمل، فعلينا أن نتفاءل ونحسن الظن بالله رب العالمين، وأن نعلم بأن القادم كله خير إن شاء الله.
وأكد المفتي، أن التشاؤم سوء ظن بالله سبحانه وتعالى، وإبطاء الهمم عن العمل، ومن أخلاقه صلى الله عليه وسلم أنه كان يعجبه الفأل الحسن والكلمة الطيبة؛ فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: "كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُعْجِبُهُ الْفَأْلُ الْحَسَنُ، وَيَكْرَهُ الطِّيَرَةَ". وقد تفاءل رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم في غزواته وحروبه.
وتابع: وهناك بعض النماذج والدروس المستفادة من سيرة النبي صلى الله عليه وسلم منها ما حدث في غزوة الأحزاب قائلًا: وبرغم ما كان يواجه المسلمين في غزوة الأحزاب مِن تحديات وصعوبات في حفر الخندق، كان النبي صلى الله عليه وسلم يغرس في أصحابه الأمل ويبشرهم بالانتصارات العظيمة، عندما كان يكسر إحدى الصخور الصلدة، وقد نصر الله عز وجل المسلمين في غزوة الأحزاب انتصارًا سطره التاريخ، بل تحقق لهم كل ما بشرهم به النبي صلى الله عليه وسلم.