ذكرى ميلاد شوقي ضيف.. كيف رصد تاريخ الفكاهة في مصر؟
حلت اليوم ذكرى ميلاد المفكر الكبير والعالم الموسوعي الدكتور شوقي ضيف، الذي ولد في مثل هذا اليوم في 13 يناير عام 1910.
ذكرى ميلاد شوقي ضيف.. كيف رصد تاريخ الفكاهة في مصر؟
للدكتور شوقي ضيف الكثير من المؤلفات المتنوعة في الأدب والنقد والفكر عموما ومن كتبه المميزة كتاب له بعنوان الفكاهة في مصر وهو كتاب يقع في 207 صفحات، ويتناول تأريخا للفكاهة في مصر القديمة، وفي العصور الإسلامية الأولى وفي العصر الفاطمي، وفي العصر الأيوبي وفي العصر المملوكي وفي العصر العثماني وفي العصر الحديث.
يقو الدكتور شوقي ضيف في تقديمه للكتاب: من أهم ما يميز المصريين في عصرهم الحديث روح الفكاهة المنبثة في أحاديثهم، فهم مشغوفون بالنكتة على كل شخص وكل شيء. وفي أحرج المواقف، وأدقها لا تلبث بارقة الفكاهة أن تلمع وتتألق وترتسم على الأفواه والشفاه.
ويضيف: ليست هذه الروح جديدة على المصريين، فهي قديمة فيهم ترجع إلى أعتق الأزمنة وأعمقها في التاريخ، فمنذ برزوا على صفحة الزمن وهم يضحكون ويسخرون ويتهكمون، ألهتهم ذلك عصور الشدة والرخاء منذ كانوا يحملون صخور الأهرامات على كواهلهم ويرفعونها بصدورهم وسواعدهم، ويحنو عليهم واديهم فيلقى في حجورهم بحبه وثماره، ويملكون معظم العالم القديم ويلقي بين أديهم بثرواته وكنوزه.
ويتابع: وقد مضت مصر في عصورها القديمة والوسطى وفي العصر الحديث أثناء الاحتلال الإنجليزي البغيض تعاني هذين الضربين المتناقضين في الحياة: ضربي الشدة والرخاء، الشدة وما يطوى فيها من عسف بعض الحاكين وظلم المتحلين، والرخاء وما يطوى فيه من طيبات الرزق وطبيعي أن يجر هذا التناقض وما يحل من تضاد شديد إلى الفكاهة والسخرية.
ويؤكد: هيأت لمصر أوقات الفراغ الطويلة بين فصلي الزرع والحصاد أنا تأخذ الفرصة دائما كي تنفس عن نفسها وتغسل في معين الفكاهة ما قدي يقع عليها من عسف وظلم.
ويرى الدكتور شوقي ضيف أن الفكهة تحتاج إلى فضل من ذكاء ودقة في الحس ورهافة في الذوق والشعور، وكل ذلك لا ينقص المصري كما لا ينقصه حضور البديهة وسرعة الجواب. وهو لا يبارى في اللعب بالألفاظ واستخراج ما فيها من معانٍ ماكرة عن طريق التورية. واجلس في أي مجتمع للمصريين أو في مقهى من المقاهي وخاصة المقاهي البلدية حيث يجتمع العمال ومن لا عمل له فستجد الفكاهة تدور عل لسان وسرتاهم حين يعجبهم أحد المتحدثين الفكهين يقولون إنه ابن نكتة دلالة على مدى إعجابهم به.