الإعلامي عبد الله بانخر عن تقديم قصة العطل في مسرحيتين: أناشد بإثراء المسرح وترشيد الإبداع
علق الإعلامي السعودي عبد الله بانخر على تقديم قصة العطل للكاتب السويسري فريدريتش دورينمات في مسرحية جديدة بعنوان جريمة بيضاء على مسرح الهوسابير، بعد تقديمها مؤخرًا في مسرحية النقطة العميا على مسرح الغد.
تقديم قصة العطل في مسرحيتين
وكتب الإعلامي السعودي عبد الله بانخر عبر حسابه على فيسبوك: المسرح حياة وإثراء وترشيد الإبداع الفني العربي.. إذا كانت الثقافة حياة الحضارات والامم والشعوب.. فإن المسرح أب لفنون الحياة نصًا وصوتًا وصورة وتجسيدًا شكلًا ومضمونًا وإبداعًا وتنويرًا.. وعندما تضاء انوار وأضواء المسرح تشع الحياة مغلقة بذلك ظلمات الجهل كمدًا وقهرًا.. حضرت العرض المسرحي الفني الرائع والمتكامل النقطة العميا علي مسرح الغد وباللغة البيضاء أو المصرية العامية ضمن منظومة البيت الفني للمسرح التابع لوزارة الثقافة في مصر.
وأضاف الدكتور عبد الله بانخر: ولازلت أتنفس ابداع ذلك العرض مع مرور الايام والأوقات.. ولكن فوجئت في عدد جريدة الأهرام ليوم الجمعة الماضي بخبر العزم في إخراج عمل مسرحي بعنوان جريمة بيضاء آخر عن نفس القصة العطل للكاتب السويسري فريدريتش دورينمات في 1956 م.. وقد ترجمها عن اللغة الالمانية د. سمير جريس في 1992.. وقد سبق ان اقتبسها الكاتب الكبير يسري الجندي في سهرة تليفزيونية في 1999 م.. ومن المتوقع تقديم العمل مجددًا من أحد المسرح الخاصة بعنوان جريمة بيضاء أيضًا وعن نفس القصة في مصر.. ولقد توقعت ان هناك التباس في الصياغة او الطباعة في نشر الخبر الاخير.. وبعد التحري والسؤال فوجئت ان الخبر صحيح في الصياغة والطباعة والنشر.. وانزعجت من الأمر للوهلة الاولي ولكن عندما تواصلت مع الدكتور سامح مجاهد مدير عام مسرح. الغد في هذا الخصوص.. رد علي بهدوء العلماء وحنكة النبلاء قائلا ماتعلمناه من أساتذتنا في المجال الابداعي مفتوح لطرح الرؤي المختلفه كل حسب وجهة نظره ومخزونه الفني والثقافي والذي يصب في النهايه في مصلحة المتلقي الذي نأمل جميعا ان ننال رضاه فنيًا بتلك الكلمات الطيبة الواعية اشفى غليلي وأرح حيرتي.. وايضا تواصلت مع الاستاذ احمد فؤاد معد ومخرج النقطة العميا.
وأردف الإعلامي عبد الله بانخر: وقد كان رده في نفس السياق والمذاق وذكر قائلًا أن حرية الابداع مكفولة للجميع والمتلقي هو الحكم وأنتظر بفارغ الصبر مشاهدة مسرحية جريمة بيضاء حتى يتثني لي الاطلاع والوقوف علي العملين معًا بروح الاثراء المسرحي للمتلقي العربي في كل مكان وكل زمان وبعد التمعن بهدوء شديد وتروي اشد في فحوي ما اطلعت عليه وتواصلت فيه والتأكد من مضمون الخبر وصحته وتداعياته..نجد انفسنا امام عملين مسرحيين مختلفين في الرؤية والمعالجة عن نص واحد ووحيد مترجم ومتاح في المكتبيات.. احد العملين في مسرح من مسارح الدولة والآخر في مسرح خاص يعرض قريبًا وفي توقيت متقارب جدًا في الفترة الزمنية ليس أعوام أو اشهر أو أسابيع بل ايام قليلة جدًا.. وفقًا للمعلومات المتوفرة حتي تاريخه فقد بدأ التحضير لعرض مسرحية النقطة العميا منذ بدايات عام 2023م.. ثم بدأ العرض الاول في 1 ديسمبر 2023 م.. ويستمر العرض إلى 28 يناير 2024 م قابلة للتمديد نظرًا لنجاح العرض فنيًا وجماهيريًا على حد سواء.. ووفقًا لما أوردته جريدة الأهرام يبدأ عرض مسرحية الثانية جريمة بيضاء عن نفس القصة العطل ولكن باللغة العربية الفصحى على مسرح الهوسابير.
واستكمل الدكتور عبد الله بانخر حديثه، قائلًا: في القاهرة وسوف يبدأ العرض في 26 يناير 2024 م.. وبصرف النظر على ملابسات وتداخل وتقارب مواعيد العرضين عن نص واحد في مسرحين من مسارح وزارة الثقافة المصرية فان الأمر يطرح العديد من الملاحظات والآراء.. وربما التساؤلات المشروعة أكثر من الأجوبة غير المشروعة.. صحيح انه في وجود اي عرض مسرحي مبني علي قصة واحدة في اي مكان او اي زمان فيه إثراء وثراء للحياة الثقافية علي مطلق العموم والحياة الفنية المسرحية علي وجه الخصوص.. ولكن للأسف ودائمًا للاسف تطرح للاستدراك طلبًا للمزيد من التوضيح والتفسير.. ويمكن النظر في هذا الأمر من عدة وجهات نظر مختلفة او رؤي او اتجاهات متعددة.. نذكر منها علي سبيل المثال وليس الحصر.
كما عبّر الدكتور عبد الله بانخر عن رأيه في الأمر بثلاث اتجاهات مختلفة ما بين الإيجابي والسلبي والمختلط، وهم على النحو التالي، حيث قال عن الجانب الإيجابي: بالتأكيد عديدة في عمومياتها انطلاقًا من مبدأ أعطني مسرح أعطيك حياة.. ليست كأي حياة ولكن حياة ثقافية وهاجة ومضيئة.. ولعل كتاب المسرح في العالم ابدعوا في تقديم العديد من الأعمال المسرحية الرائدة امثال أعمال شكسبير وغيره من مبدعي النص المسرحي محليًا واقليميًا ودوليًا علي مر الازمنة والأمكنة.. وعايشنا العديد من الاعمال الفنية المسرحية او السينمائية او الاخري المعتمدة علي نصوص ادبية معروفة برؤية مختلفة لمخرجيها ومبدعيها.. واذكر هنا علي سبيل المثال لا الحصر مسرحية شكسبير " الملك لير " والتي قدمتها العديد من مسارح العالم علي مر الازمنة والعصور.. وقد قدمها الممثل القدير يحيى الفخراني علي المسرح القومي قبل عدة سنوات ثم علي المسرح التجاري في فترتين مختلفتين وبرؤية ربما مختلفة نسبيًا وطاقم فني مختلف في كل عرض.. ونجح العملين نجاحًا كبيرًا وان كنت اميل اكثر لجودة وتميز العمل الاول في المسرح القومي ونجومه.. وإن غلب الإبهار الشكلي اكثر في العمل بالمسرح التجاري دون اي اقلال او اضرار في المضمون للمسرحيتين.. ولعل الرابط هنا بالاضافة لنص شكسبير الشهير كان روعة اداء النجم القدير يحيي الفخراني.. وانا علي يقين ان مثل هذه التجارب كان فيها الخير الكثير لصالح الاعمال الفنية اولا وجمهور المشاهدين بكل تأكيد والامثلة بدون ادني شك عديدة ومتميزة في جميع بلدان العالم بمنافسة ايجابية محمودة بل مرجوة او منشودة في اغلب الاماكن والأزمان.
أما عن الجانب السلبي، أردف عبد الله بانخر: الجوانب السلبية: ولعل من أبرزها ما يكمن في إهدار الطاقات والمقدرات والإمكانيات خصوصًا في فترات قصيرة متقاربة ومن جهات إنتاجية يفترض أنها مشتركة في سوق او منطقة واحدة.. ناهيك بالطبع علي ان التكرار في وقت قصير او علي الاقل في نفس الوقت ربما يخلق مقارنات غير منصفة او يزيد من حدة المنافسة السلبية أحيانًا.. وقد ينجح احداهما ويخفق الآخر بأسباب هذه المنافسة السلبية وعدم التوفيق في اختيار التوقيت المناسب للعرض.. ويحضرني هنا تجربة سينمائية مميزة وربما فريدة من نوعها لعملين تم استلهامهما من عمل ادبي واحد جريمة في حي الماعز للكاتب الإيطالي أوغو بتي في 1947 م.. وتم انتاج الفيلمين وعرضهما في نفس التوقيت تقريبًا بإصرار وربما عناد من صناعيه.. الفيلم الأول الراعي والنساء لعلي بدرخان والثاني رغبة متوحشة لخيري بشارة.. ورغم وجود نجوم كبار جدًا في كلا العملين امثال سعاد حسني واحمد زكي ويسرا في الفيلم الاول.. وكل من نادية الجندي ومحمود حميدة وسهير المرشدي في الفيلم الثاني.. وربما كلمة الاول والثاني هنا كلمة غير منصفة وان اقتصرت علي رتيب العرض ليس اكثر.. وقد كان الرابط المشترك غير النص الأصلي المشترك وجود الكاتب الكبير وحيد حامد وراء كتابة السيناريو في كلا العملين بداية.. حيث يقال أنه اختلف مع علي بدرخان في اختيار الممثلين وانتقل الي خيري بشارة لنفس القصة مع تعديل في السيناريو.. بعد أن اتفقا علي الاختيارات المناسبة أكثر أو ربما هناك اسباب اخري ولكن هذا ما ذكر علي حد علمي.. وقد عرض الفيلمان في نفس التوقيت تقريبًا وللأسف لم يحققا كلاهما النجاح الجماهيري المأمول علاوة على انتقادات النقاد.
وأخيرًا الجانب المختلط، هو: مما لا شك فيه أنه في غياب التنسيق بين الجهات الإنتاجية خصوصًا إذا كانت مختلفة المقاصد أمر في غاية الأهمية فنيًا واقتصاديًا ومهنيًا وأخلاقيًا.. فما بالنا إذا كان الحالة التي نتحدث عنها هنا في مدينة واحدة وفي توقيت متداخل أو متقاطع.. مع كامل التقدير وعظيم الاحترام لكلا العملين.. شاهدت العمل الأول زمنيًا المتميز نصًا ورؤية واداء وتنفيذًا إخراجًا.. وانتظر بفارغ الصبر مشاهدة العمل التالي زمنيًا عن نفس بعد عدة أيام بإذن الله.. فقط ما أنشده من وراء كل ما تقدم هو إثراء الفن المسرحي مع ترشيد الإبداع الفني خصوصًا على ندرته في جودة لمستها بقوة في العمل الأول في مسرحية النقطة العميا وأتوقعه بإذن الله ايضا للعمل القادم الكذبة البيضا.. مع أخلص الأمنيات وأطيب الدعوات للجميع بكل النجاح والتوفيق.. وللمسرح العربي خصوصًا كل الازدهار والتميز شكلًا ومضمونًا وتوقيتًا وإنتاجًا.. وربى ضارة نافعة وفي انتظار المزيد من الخير الوفير والإبداع الرشيد.. ويستمر الإبداع باذن الله.. عمار يا مصر.