بيهون على نفسه بالغناء.. قصة كفاح مسن يعمل في كسر القصب بقنا: بصحى الفجر عشان لقمة العيش
رغم تقدمه بالعمر، والذي تجاوز الـ80 عاما، ما زال يحرص على العمل في موسم كسر القصب، دون اعتبار لكبر السن، لا يشكو من أوضاعه السيئة، ولكنه لا يقوى على المكوث في المنزل حتى وإن كان مريضا.
يعلم جيدا أن الحياة لن تمنحه كل ما يريد وهو جالس في منزله دون حراك، وهو ما دفعه للسعي والعمل حتى وإن خارت قواه وتقدم في العمر، ويهون على نفسه بالغناء مستغلا موهبته في الارتجال وتأليف الأغاني.
أقدم عامل في كسر القصب
العم محمد محمود محمد الشربيني صاحب الـ80 عاما، ويقيم بقرية السماينة التابعة لمركز نجع حمادي، شمالي محافظة قنا، يعمل في الزراعة منذ نعومة أظافره، وينتظر موسم كسر القصب من السنة للسنة، لأنها حرفته الوحيدة التي تعود عليها، وينفق منها على نفسه وأسرته، كما أن شراء الكثير من المستلزمات يتوقف على بداية الموسم، ففيه يعم الخير على الجميع ويتم تزويج الشباب والفتيات بعد بيع المحصول للمصنع - بحسب قوله -.
يقول العم محمد الشربيني لـ القاهرة 24، إنه يستيقظ يوميا من الساعة الـ 4 فجرا للذهاب إلى الحقل لممارسة عمله في مهنة كسر القصب، مقابل يومية يحصل عليها أسبوعيا من كبير العمال، مشيرا إلى أنه أنجب 11 ابنا منهم 10 فتيات وشاب، ونجح في تزويجهم جميعا.
يرفض العم محمد فكرة الجلوس في المنزل، خاصة بعد تقدمه في العمر، مشيرا إلى أنه لا يستطيع الجلوس بالمنزل ويسعى وراء لقمة عيشه، ويصر على الاستمرار في عمله حتى آخر يوم في عمره، مردفا: مقدرش اتحمل قعدة البيت وممكن أموت لو جلست بالمنزل.
رغم المجهود الشاق الذي يمارسه الرجل الثمانيني، أثناء عمله في كسر القصب، إلا أنه يستغل موهبته في الارتجال والغناء لتهوين ساعات العمل التي تمتد حتى الساعة 11 صباحا، مشيرا إلى أنه يحرص على ارتجال الكلمات وغنائها، وسط مشاركة من باقي العاملين معه بالتشجيع تارة والتصفيق تارة أخرى.
يحلم العم محمد الشربيني، بالذهاب إلى أداء العمرة، وزيارة بيت الله الحرام، مردفا: نفسي أزور الكعبة قبل ما أموت.