جيش تحرير بلوشستان يعيد صراع إيران وباكستان إلى القمة.. ما القصة؟
كان قرار باكستان، الخميس، بالرد على الهجوم الإيراني بضربات بطائرات دون طيار وصواريخ على الأراضي الإيرانية غير مسبوق، مما دفع العلاقات بين البلدين إلى أسوأ حالاتها منذ سنوات، وفاقم المخاوف من صراعات إقليمية جديدة.
وعلى مدار الأيام الثلاثة السابقة، ازدادت حدة الصراع بين الجارتين إيران وباكستان، عقب الهجمات التي شنها الحرس الثوري الإيراني، مستهدفا جماعة جيش تحرير بلوشستان في باكستان.
وتسببت الضربات الأخيرة من قبل الحرس الثوري الإيراني على جيش تحرير بلوشستان في إثارة أزمة جديدة بين إيران وباكستان، مما يشير إلى اندلاع صراع جديد بين البلدين رغم المحافظة على العلاقات الدبلوماسية بينهما.
ماذا نعرف عن بلوشستان؟
هي منطقة ذات هوية ثقافية وتاريخية متميزة، وهي مقسمة الآن بين ثلاث دول: باكستان وإيران وأفغانستان، وهذا الأسبوع، شنت إيران وباكستان ضربات عبر حدود بعضهما البعض استهدفت المسلحين في منطقة بلوشستان.
أصل تسمية بلوشستان
تأخذ المنطقة اسمها من قبيلة البلوش، التي بدأت تسكن المنطقة منذ قرون مضت، وتعرضت للقتال والتقسيم منذ فترة طويلة بين الحكام، بما في ذلك الفرس والبريطانيون.
الجزء الأكبر من المنطقة يقع في جنوب غرب باكستان، والتي انضمت إليها عام 1948 بعد الاستقلال، على الرغم من أنها أكبر مقاطعة في باكستان، حيث تضم 44% من إجمالي مساحة اليابسة، إلا أن مناظرها الطبيعية القاحلة والصحراوية إلى حد كبير هي المنطقة الأقل سكانًا والأقل نموًا اقتصاديًا في البلاد، وقد عانت من المشاكل لعقود من الزمن.
بلوشستان وفصول الصراع مع الحكومة الباكستانية
وتتمتع بلوشستان بتاريخ طويل من المقاومة ضد الحكومة الباكستانية، وقد بدأ جيش تحرير بلوشستان، والذي يقاتل من أجل دولة مستقلة للشعب البلوشي في عام 1948، وظهرت مرة أخرى في الخمسينيات والستينيات والسبعينيات وبشكل ملحوظ بعد عام 2003، حيث شعر شعب بلوشستان منذ فترة طويلة بأن منطقتهم مهملة من حيث التنمية والتمثيل السياسي، مما أدى إلى تأجيج الاستياء تجاه المؤسسة الحاكمة.
وردًا على التمرد المسلح، أشرفت القوات العسكرية وشبة العسكرية والقوات الاستخباراتية الباكستانية على حملة دموية طويلة الأمد لمكافحة التمرد وقمع المنطقة، حيث اختفى عشرات الآلاف من الأشخاص وتعرضوا للتعذيب والقتل دون عقاب، حسب الصحيفة البريطانية.
الصراع بين إيران وباكستان
كان التمرد المسلح، لجيش تحرير بلوشستان، أيضًا مصدرًا طويل الأمد للتوتر بين باكستان وجارتها إيران، حيث اتهم كل منهما الآخر بإيواء إرهابيين انفصاليين، وأدت الهجمات عبر الحدود إلى مقتل العشرات من الجنود وضباط الشرطة والمدنيين خلال السنوات الخمس الماضية.
واتهمت إيران، على وجه الخصوص، باكستان بالسماح لمسلحين من جماعة جيش العدل الانفصالية السنية بالعمل بحرية من بلوشستان وتنفيذ هجمات على السلطات الإيرانية، وفي ديسمبر 2023، قُتل 11 ضابط شرطة إيرانيًا وأصيب عدد آخر عندما هاجم مسلحو جيش العدل مركزًا للشرطة في مقاطعة سيستان وبلوشستان الإيرانية.
وفي عام 2023 أيضًا، قُتل 10 جنود وأفراد أمن باكستانيين في ثلاث هجمات منفصلة في بلوشستان نفذها مسلحون يقال إنهم يعملون من الجانب الإيراني.
وبينما تبادلت الدولتان الانتقادات اللاذعة واتخذت إيران إجراءات انتقامية منخفضة المستوى على مثل هذه الهجمات، فإن قرار طهران بتنفيذ غارات جوية شاملة ضد باكستان يوم الثلاثاء، مستهدفة قواعد مسلحة مزعومة لجيش العدل في بلوشستان، يمثل تصعيدًا غير مسبوق في التوترات.