الأحد 29 ديسمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

الدكتور خالد قنديل في ندوة القاهرة 24: استغرقت 8 سنوات لكتابة موعد مع الكعكة القرمزية.. وفؤاد سراج الدين كان شخصية كاريزماتية ويتمتع بذكاء فائق

الدكتور خالد قنديل
سياسة
الدكتور خالد قنديل
الخميس 18/يناير/2024 - 07:39 م

استغرقت 8 سنوات لكتابة موعد مع الكعكة القرمزية

الرواية محاولة وحث للنظر إلى أمورنا وأحوالنا المتقاطعة من زوايا قريبة

أتمنى أن تتيح الظروف لي كتابة روايات أخرى

عودة حزب الوفد إلى الساحة السياسية كانت مليئة بالعراقيل

السياق السياسي يشهد حالة من التجهيل خاصةً تجاه حزب الوفد

الصدام بين الوفد وضباط ثورة يوليو جاء نتيجة لرغبة بعض الضباط في إلغاء الأحزاب وتحقيق السيطرة على الحكم

 فؤاد سراج الدين شخصية ذات كاريزما ويتمتع بذكاء فائق ومعرفة واسعة وقدرة استثنائية

تراجع العمل السياسي بشكل عام طوال العقود الثلاثة الأخيرة انعكس على العمل البحثي

 

استضاف القاهرة 24 الدكتور خالد قنديل نائب رئيس حزب الوفد وعضو مجلس الشيوخ في ندوة حوارية تحدث فيها عن إنتاجه الثقافي المستمر والمؤلفات التي أصدرها في السنوات الماضية ومن بينها الرواية الأخيرة “ موعد مع الكعكة القرمزية” و‏"حادث 4 فبراير قراءة جديدة للتاريخ" و"‏الوفد الجديد  ‏حكاية نصف قرن"  حيث تحدث قنديل عن الرواية قائلًا “ هناك ربما دلالتان أردت التعبير عنهما، الدلائلة الأولي «الكعكة» وهي القاعدة الواقعة فى منتصف ميدان التحرير، فالكعكة إشارة لدائرية المكان أولًا ولتقاطع المصائر في دوائر رغم الاختلافات، أما القرمزي فهي الدرجة القانية من لون الدم، وهو القيمة الأسمى التي تُبذل لمعنى أسمى”.

خالد قنديل في ندوة القاهرة 24

وعن أسباب كتابة الرواية قال قنديل “أسباب عدة في الواقع، أبرزها هو تلك المعايشة المباشرة كالجميع لحدث فارق في حياتنا وهو ماحدث في ثورة 25 يناير 2011 وماتنج عنه من أحداث، غير أن لكل منا مقارباته ورؤاه، العامة أولًا، لكن دائمًا هناك ما بين السطور الذي قد يكون فتيًلا أهم في موقد الحكايات”.

وفيما النص الكامل للحوار مع الدكتور خالد قنديل خلال الندوة:

عنوان الرواية عميق وله دلالة واضحة.. ولكن لماذا موعد عند الكعكة القرمزية؟

هناك ربما دلالتان أردت التعبير عنهما، الدلائلة الأولى «الكعكة» وهي القاعدة الواقعة فى منتصف ميدان التحرير، فالكعكة إشارة لدائرية المكان أولًا ولتقاطع المصائر في دوائر رغم الاختلافات، أما القرمزي فهي الدرجة القانية من لون الدم، وهو القيمة الأسمى التي تُبذل لمعنى أسمى. 

الدكتور خالد قنديل والكاتب الصحفي محمود المملوك

 - متى بدأت في الرواية ولماذا استغرقت كل هذه السنوات؟

ربما 8 سنوات تقريبًا، أما أمر الاستغراق، فلأن المشاهد التي تسكن في مكان ما من الوعي، تحتاج دائمًا إلى لا وعي مواز ومتعلق بحالة تداعي وتدافع وحي الكتابة، وهذا أمر لم يكن باليسير مع حياة عملية مزدحمة، كما أن الفكرة والرؤية أكبر ـ في تصوري ـ من مجرد السرد المتوالي المنظم المرتب.

ـ  الرواية تتحدث عن محطة مهمة من تاريخ الوطن.. مرحلة كانت تبدو ضبابية في وقتها ولكن مع الوقت اتضحت أمور كثيرة أثرت أن تبرزها في الرواية.. فكيف يمكن أن تقدم الرواية للقارئ؟

أقول رغم كل شيء إنها محاولة وحث للنظر إلى أمورنا وأحوالنا المتقاطعة من زوايا قريبة، قد لا نراها، وخصوصًا في حدث يعد من أبرز الأحداث في التاريخ المصري الحديث وهو ثورة 25 يناير 2011، والذي تلته متغيرات كبيرة على مستويات عدة.

الدكتور خالد قنديل والكاتب الصحفي محمود المملوك وصحفيو الموقع

ـ  الخلفية السياسية التي تتمتع بها اتضحت جليا في أحداث الرواية.. لماذا لم تحاول إخفاءها؟

ربما التأثر الأكبر في الجانب الإنساني، ورؤيتي كمواطن مصري لوطنه في ظرف دقيق، أما الخلفية السياسية فالطبع لها دورها، ورغم ذلك اتضح بشكل كبير التراكم المعرفي بالأدوار الوطنية المختلفة في محاولة مني أن اقدم بل التيارات السياسية والتوجهات المختلفة التي برز بشكل كبير أثناء ثورة يناير.

ـ  الرواية فيها العديد من الأحداث التي تتناول العلاقات الإنسانية.. كيف استطعت أن تقدمها بهذه السلالة رغم أن هناك بعض النماذج الصادمة بل يمكن أن يرفض المجتمع وجودها؟

كما قلت سابقًا، في داخل كل إنسان تكمن ألوان العدم، وقبل أن يكون، تراقب أرواحها العالم من الظلمة العميقة للوجود، إنَّها لا تتسم بالشكل أو الحجم، بل تتموج في الفضاء وتنبثق كنجوم لامعة في الكون المظلم، في تلك اللحظات الخفية، يكون الإنسان مجرد شيء بين الأشياء، فما هو إلّا ذرة طين تنتظر أن تشكل بأيدي الزمن والتجارب.

 

الدكتور خالد قنديل والكاتب الصحفي محمود المملوك

ومع هذا الوجود المترقب، يتسابق البشر جميعهم، يتحدون الزمن ويخوضون معركة الحياة بحثًا عن قيمة أكبر وهم يستقبلون الحظ الذي قد يكون حكمًا بأمورهم، يسعى الجميع إلى تحقيق هذا المعنى الكبير، وهذه القيمة "الإنسانية" التي تلفت قلوبهم وتضيء دروبهم في طريق الحياة، فكل حدث يمر بالإنسان، كل تجربة تخوضها، تعتبر اشتباكًا مع تلك القيمة الإنسانية، في لحظات الفرح، يرقص الإنسان بانسجام مع هذه القيمة، يعبّر عن جمالها في لحن أفراحه، أما في لحظات الألم، يتحد معها بقوة، يتأرجح في مدى قوته وإرادته.

في صراعه مع الزمن، يظهر الإنسان بوجهين: وجهٌ يتجدَّد باستمرار، وآخر يبقى ثابتًا كالجبال، إنه يتشكل وفقًا لتلك الاشتباكات، وكل تحد يصقله ويجعله أقوى. الحب، الفقد، الانتصارات والهزائم، كلها تحمله في رحلته الإنسانية، تنمِّيه وتشكله.. وهو ماحاولت التركيز عليه في الرواية في اطار أحداث يناير، مع عودة للوراء للتعرف علي خلفيات الشخصية وعيشتها قبل 2011.

الدكتور خالد قنديل 

-  ماهي الأسباب التي دفعتك لكتابتها في الأساس؟

أسباب عدة في الواقع، أبرزها هو تلك المعايشة المباشرة كالجميع لحدث فارق في حياتنا وهو ماحدث في ثورة 25 يناير 2011 وماتنج عنه من أحداث، غير أن لكل منا مقارباته ورؤاه، العامة أولًا، لكن دائمًا هناك ما بين السطور الذي قد يكون فتيًلا أهم في موقد الحكايات.

- هل ننتظر روايات أخرى للدكتور خالد قنديل؟

أتمنى أن تتيح الظروف لي ذلك حقًا، فهناك الكثير من التجارب الإنسانية عبر تأملات الحياة، ففي أعماق كل إنسان تتشكل التجارب كلوحات فنية، تتداخل فيها ألوان الفرح والحزن، وينبثق من ورائها تأملات الحياة كأغنية تمزج بين لحن البدايات ولحن النهايات، إنّ الظروف تعد ورقة بيضاء تنتظر قلم الزمن ليرسم عليها الرواية الفريدة لكل إنسان.

وفي تلك التأملات تنعكس الحكمة، يكتشف الإنسان أن كل لحظة هي درس، وكل تحدي هو فرصة للنمو، يفتح أبواب الفهم والتقدير ليدرك أن الحياة ليست مجرد مجرة من الأحداث، بل هي سفر إلى أبعد من حدود الظاهر.

- كيف تقيم تجربة الوفد الجديد بعد نصف قرن؟

كانت العودة الشاقة لحزب الوفد إلى الساحة السياسية مليئة بالعراقيل، لكنها تحققت بفضل عزيمة قيادة وأعضاء الحزب، وعلى رأسهم فؤاد باشا سراج الدين، حيث واجه حزب الوفد تحديات كبيرة في عودته إلى الساحة السياسية، ومع ذلك، إرادة قيادته وتفاني أعضائه ساهما في تحقيق نجاحات واضحة رغم الصعوبات المستمرة، وبالتالي من الصعب قياس النجاح الفعلي للحزب في مثل هذه الحالات، ولكن من المهم مراقبة تفاعل المشاركين في الحياة السياسية لقياس النجاح الفعلي للحزب في الفترة الحالية وفي المستقبل.

- هل ترى أن هناك حالة جهل عند كثير من المصريين بحزب الوفد؟ 

يشهد السياق السياسي عمومًا حالة من التجهيل، خاصةً تجاه حزب الوفد الذي تعرض لحملة شديدة من التشويه بعد حدوث حركة الضباط الأحرار في 23 يوليو 1952، تم تصوير الحزب بشكل يفترض أنه كان تابعًا للسراي والإنجليز، على الرغم من الحقائق التاريخية التي تظهر عكس ذلك، تم تجسيد قادة الحزب كإقطاعيين كبار يسيئون معاملة الفلاحين ويستعبدونهم، ورغم تحسن مناخ الحريات والعمل العام في بعض الفترات، استمر تسويق هذه الصورة السلبية.

للأسف، استمرت حالة الجهل بين الأجيال، وأصبحت جزءًا من مفاهيم مختلطة تحتاج إلى توثيق من خلال أفلام تسجيلية وأعمال سينمائية وقراءات نقدية، وهذا ما دفعني لإصدار كتب تقوم بتوضيح الحقائق، بل وتهدف إلى تقليل مدى الجهل بين الأجيال الجديدة، وأسعى من خلال الكتب التي قدمتها والتي سأصدرها إلى تحقيق هذا الهدف، حيث تعتبر هذه القراءات ذات أهمية بالغة، خاصة لفهم العديد من الأمور التي يجب على الأجيال الجديدة معرفتها. 

الدكتور خالد قنديل والكاتب الصحفي محمود المملوك وصحفيو الموقع

- لماذا كان الصدام بين الوفد وضباط يوليو وهل كان صداما واجبا أم كان من الممكن تفاديه؟ 

حدوث الصدام بين حزب الوفد، الذي يعبر عن الأغلبية المصرية، وضباط ثورة يوليو، جاء نتيجة لرغبة بعض الضباط في إلغاء الأحزاب وتحقيق السيطرة على الحكم، مما أدى إلى عدم إتاحة الفرصة للأحزاب للمشاركة في الحياة السياسية وتمثيل مختلف قوى وشرائح المجتمع المصري.. يجدر بالذكر أن الصدام لم يكن حتميًا، حيث كان هناك وجهات نظر مختلفة داخل، حيث كان للواء محمد نجيب وبعض ضباط الثورة رؤية ترى ضرورة تسليم الحكم للأحزاب المصرية، وكان حزب الوفد هو الأكثر جماهيرية، ومع ذلك، خسر تيار اللواء نجيب في محاولاته لإعادة الحياة السياسية وتطبيق نظام ديمقراطي خلال أزمة مارس 1954، انتصرت وجهة نظر جمال عبد الناصر التي رأت ضرورة أن تظل السلطة في أيدي الضباط لفترة. وبالفعل، تم استخدام حزب الوفد كذريعة لتبرير ذلك، حيث تم الادعاء وتسويق فكرة أن الحزب قبل بتولي الحكم تحت ضغط من الجيش البريطاني، خاصة في حادثة 4 فبراير، وهو ما زاد من التوتر والشقاق الذي لم يكن حتميًا، رغم وجود رؤى مشتركة بين البرامجين، إلا أن الخلاف تصاعد حول التوجه الديمقراطي.

- فؤاد سراج الدين.. كيف تضعه بين زعماء الوفد؟ 

كان فؤاد سراج الدين شخصية ذات كاريزما، متمتعًا بذكاء فائق ومعرفة واسعة وقدرة استثنائية على اتخاذ المواقف في اللحظات الصعبة، نجح في إعادة إشعاع شديد لحزب الوفد، ما أثار قلق الرئيس أنور السادات، وجعله يخشى عودة الوفد إلى السلطة، فكانت شعبية الحزب تحت قيادته هائلة، مما أسفر عن فقدان السادات للسيطرة على حركة الحزب وسلطته القائدة، وأضفى فؤاد سراج الدين مكانة له كامتداد للزعامة التاريخية التي شهدها حزب الوفد تحت قيادة كل من سعد زغلول والنحاس.

الدكتور خالد قنديل والكاتب الصحفي محمود المملوك

- لماذا في العقود الثلاث الأخيرة أصبحت هناك حالة من الندرة البحثية عن تاريخ الوفد؟ 

تراجع العمل السياسي بشكل عام طوال العقود الثلاثة الأخيرة، التي تميزت بالتكلس، وضعف نشاط الأحزاب إلا داخل مقارها، وكان من الطبيعي في ظل التراجع أو الجمود أن يكون العمل البحثي التاريخي متألقا، فكلا النشاط الحزبي والبحثي من أبناء الحالة العامة للحريات والعمل السياسي، وحزب الوفد لأنه الأكبر والأكثر عراقة تأثر بالطبع بتلك المرحلة. 

 - كيف ترى حادثة 4 فبراير وتأثيرها على التاريخ المصري؟ 

كانت بريطانيا، التي كانت تواجه صعوبات في حربها العالمية، ترغب في استقرار مصر، ولضمان هذا الاستقرار، كان من الضروري أن تستجيب لرغبة الشعب المصري في أن يتولى حزب الأغلبية "الوفد" الحكومة، على الرغم من تفضيل بريطانيا عادةً لأحزاب الأقلية الضعيفة وسراي الملك، كان هناك عناد واضح بين الطرفين.

في سياق الحرب العالمية، لم يدرك السراي اتجاه الرياح بشكل صحيح وظل مصممًا على حكومة الأقلية.، فجاء التدخل البريطاني بتهديد بالتدخل إذا لم يتول حزب الأغلبية الحكم، وبذلك قادت الأحداث إلي مايسمي بحادث في 4 فبراير، وقد تبين موقف النحاس باشا بوضوح خلال الاجتماع مع السفير البريطاني سير مايلز لامبسون حيث قبل النحاس باشا تشكيل الحكومة، وفي هذه المقابلة تبادلوا حديثًا عنيفًا انتهى بفرض النحاس شروطه على بريطانيا، بما في ذلك تمثيل مصر في مؤتمر السلام وعدم التدخل في الشؤون الداخلية وتوفير إمدادات القمح، قد يكون من المتوقع أن يرفض السفير البريطاني هذه الشروط ويتصدى للنحاس باستخدام أمين عثمان كوسيط. ومع ذلك، لا نجد أي دليل على حدوث ذلك.

وفي الواقع، كان قبول النحاس باشا بتشكيل الحكومة في ظل هذه الظروف الصعبة هو في الواقع قرار لحماية البلاد من الفوضى، بل وتعتبر الخطوة التي اتخذها النحاس باشا بقبول تشكيل الحكومة، جزءًا من التضحيات التي قدمها لوطنه، فقد أنقذ هذا القرار البلاد والعرش والديمقراطية في مصر بشكل عام.

 - ولماذا ينظر البعض نظرة نقدية لموقف الوفد؟ 

الحساسية الدائمة تجاه الاحتلال هي التي تسببت في الموقف النقدي، فالنقد موجه إلى رفض تشكيل حكومة تحت ضغط التدخل بالدبابات، وهي صورة أظهرت الاحتلال وكأنه هو من يحدد من يحكم، بينما الأمر أن الاحتلال البريطاني أراد أن تكون مصر هادئة بقيادة أكثر أحزابها شعبية حتى تتمكن من اجتياز الحرب العالمية الثانية، ولهذا وجدنا من يهتفون: إلى الأمام يا روميل، ليس حبا في هتلر، إنما كرها في الاحتلال البريطاني. 

تابع مواقعنا