الأعلى للثقافة يناقش أدب نجيب محفوظ وترجماته
نظمت لجنة الترجمة ومقررها الدكتور حسين محمود بالتعاون مع لجنة الدراسات اللغوية ومقررها الدكتور أحمد درويش، ندوة تحت عنوان نجيب محفوظ والترجمة.
الأعلى للثقافة يناقش أدب نجيب محفوظ وترجماته
وتحدث الدكتور أحمد درويش عن أندريه ميكيل المستعرب والكاتب الفرنسي وولعه باللغة العربية وآدابها، ووصفه بأنه كان من أذكى المستعربين المهتمين بدراسة اللغة العربية، فقد درسها في جامعة السوربون وجاء إلى مصر ليشغل منصب مستشار ثقافي بسفارة فرنسا بالقاهرة لكي يكمل حلمه في الاقتراب من الأدب العربي، وبخاصة أدب محفوظ، ولكن مصر وقتها كانت تدعم الجزائر في حربها ضد فرنسا، فأُلقي القبض على أعضاء السفارة الفرنسية وذهبوا بميكيل إلى السجن الحربي، ولكنه ظل يحب مصر، وكذلك ظل مولعًا بالأدب العربي وبنجيب محفوظ، وكان دائمًا يقول إن هناك خطأ ما.
وتابع درويش أن ميكيل قام بكتابة مذكراته، والتي تحمل عنوان وجبة المساء، وهي عبارة عن ذكريات أربعة أشهر قضاها في السجن الحربي بمصر وقد دوَّن رؤيتين له لمصر في تلك المذكرات؛ الرؤية الأولى هي الرؤية الثابتة، والأخرى هي الرؤية المضطربة، والرؤية الثابتة كانت لفترة 70 يومًا في بداية مجيئه إلى مصر واستلام عمله مستشارًا ثقافيًّا بسفارة فرنسا، وقد ترجمت تلك المذكرات الدكتورة رشا صالح أستاذة الأدب المقارن بجامعة حلوان، وصدرت عن المركز القومي للترجمة، إذ تحدث فيها عن المكان لدى محفوظ، حيث وصف محفوظ منطقة الحسين بأنها المكان الأهم في معظم أدب نجيب محفوظ، فنجد أن جميع مفرداته تحمل خفايا لن يعرفها سوى شخص يعرف جيدًا عبقرية المكان.
وأضاف درويش أن في تلك المذكرات وجه ميكيل بعض النقد إلى محفوظ بأنه لا يكاد يدرك عبقرية بروست وغيره، فقد استطاع بروست أن يشكل سيمفونية ضجيج في باريس، وهو ما لم يفعله محفوظ في حي الحسين، لكنه في المجمل وصف محفوظ في الكتابة بأنه يمتلك نفسًا ملحميًّا.
وعن تأثر نجيب محفوظ بالأدب الفرنسي تحدث الدكتور سامي مندور، أستاذ الأدب الفرنسي، موضحا أن محفوظ كان مهتمًّا بالأدب الفرنسي، وبخاصة بعض الأدباء المتميزين هناك، كما أشار إلى أن أول رواية لمحفوظ ترجمت إلى اللغة الفرنسية كانت زقاق المدق، وبعدها توالت الأعمال المترجمة، مثل همس الجنون وتحت المظلة، وغيرهما.
وأشار أنه قام في بداية دراسته بعمل مقارنات بين محفوظ وبعض الأدباء الفرنسيين، فقد كان مهتمًّا بمعرفة نتيجة ما يخرج به، وطالب مندور أن يكون هناك حصر لما تم ترجمته من أعمال هذا الأديب الكبير، رغم علمه أن هذا الشيء ليس بالأمر السهل.