دعاء أنس بن مالك بسم الله خير الأسماء.. ما صحته وهل تعلمه من النبي؟
يتساءل الكثيرون عن صحة دعاء أنس بن مالك بسم الله خير الأسماء الذي ورد في قصته مع الحجاج بن يوسف، وقال عنه الصحابي الجليل أنه من دعا به في الصباح لم يقدر أحد على أذيته، ويوصف دعاء أنس بن مالك كأحد الأدعية ضد الأعداء والجبابرة ولمن خاف بطش أو سلطة شخص ما أو جماعة ما، وعبر القاهرة 24 نوضح ما صحة هذا الدعاء وهل له أثر عظيم في مواجهة الظالمين وبطش الجبابرة؟.
دعاء أنس بن مالك بسم الله خير الأسماء
ورد دعاء أنس بن مالك بسم الله خير الأسماء، في كثير من الكتب الإسلامية التي تتحدث عن الصحابي الجليل أنس بن مالك الذي صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم وروى عنه الكثير من الأحاديث الصحيحة وحفظ عنه الأدعية، ومن أحد الأدعية هي دعاء بسم الله خير الأسماء.
ويقول أنس بن مالك في دعائه المشهور:
"الله أكبَر، الله أكبَر، الله أكبَر.. بسم الله على نفسي وديني، بسم الله على أهلي ومالي، بسم الله على كل شيء أعطاني ربي.. بسم الله خير الأسماء بسم الله رب الأرض والسماء، بسم الله الذي لا يضر مع اسمه داء.. بسم الله افتتحت وعلى الله توكلت، الله الله ربي لا أشرك به شيئا، أسألك اللهم بخيرك من خيرك الذي لا يعطيه غيرك، عز جارك، وجل ثناؤك، ولا إله إلا أنت..اجعلني في عياذك، وجوارك من كل سوء، ومن الشيطان الرجيم.. اللهم إني أستجيرك من جميع كل شىء خلقت، واحترس بك منهن، وأقدم بين يدى: بسم الله الرحمن الرحيم {قل هو الله أحد الله الصمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد} عن أمامي ومن خلفي، وعن يميني وعن شمالي، ومن فوقى وتحتي"..ويقرأ فى هذه الست سورة الإخلاص إلى آخر السورة.
ما الدعاء الذي علمه الرسول لأنس بن مالك؟
سأل الحجاج ذاته ما الدعاء الذي علمه الرسول لأنس بن مالك، حينما وقف أمامه سيدنا أنس متحديًا إياه أنه لن يستطيع قتله كما ادعى بفضل دعاء علمه الرسول الكريم لأنس، ولكنه رفض أن يعلمه للحجاج لأنه طاغية ظالم ولا يستحق أن يتعلم هذا الدعاء.
وقال أنس بن مالك عندما أخبره الحجاج أنه أتى به إلى قصره كي يقتله شر قتلة، "لو علمت أن ذلك بيدك لعبدتك من دون الله"، فسأله الحجاج: "ولمَ ذاك؟" فقال أنس: "لأن رسول الله علمني دعاء من دعا به كل صباح لم يكن لأحد عليه سبيل، وقد دعوت به في صباحي هذا"، فقال الحجاج: علمنيه، فقال أنس رضي الله عنه: "معاذ الله أن أعلمه ما دمت أنت في الحياة".
ما هو الدعاء الذي قاله أنس بن مالك للحجاج؟
ولمن يتساءل ما هو الدعاء الذي قاله أنس بن مالك للحجاج؟، فإن جميع الروايات التي وردت عن قصة سيدنا أنس بن مالك مع الحجاج، أكدت أن سيدنا أنس قال هذا الدعاء صباحًا قبل أن يرسل إليه جنوده ليحضروه إليه في قصره، لذلك حينما تحدى أنس بن مالك الحجاج رفض أن يعلم أحدًا هذا الدعاء إلا حينما حضرته الوفاة فيقال أنه علمه لابنه أو أحد أصحابه.
وكان أنس رضي الله عنه قد قال دعاء "بسم الله خير الأسماء" في الصباح ما جعل الحجاج يرى على كتفي أنس رضي الله عنه أسدين يزأران كلما تحدث لأنس بكلمة للسخرية منه، وطلب من جنوده أن يخلوا سبيله ويتركوه يرجع إلى بيته بعدما اشتد في طلب إحضاره، وهو ما يوضح قوة هذا الدعاء في التحصين ضد الأعداء والظالمين.
من دعا بهذا الدعاء في الصباح لم يقدر أحد على إيذائه؟
وردت جملة "من دعا بهذا الدعاء في الصباح لم يقدر أحد على إيذائه" في قصة سيدنا أنس رضي الله عنه مع الحجاج، حيث أرسل الحجاج بن يوسف عبد الله بن أبان الثقفي رضي الله عنه، ليأتيه بالصحابي الجليل ليقتله، بعدما نما إلى مسامعه أن أنسًا يدعو عليه ويسبه.
فقال عبد الله بن إبان "فأتيته -أي أنس- بخيلي ورجلي، فإذا هو جالس على باب داره مادًا رجليه، قلت له: "أجب الأمير"، فقال: "أي الأمراء؟" فقلت: "أبو محمد الحجاج" فقال أنس: "قد أذله الله وما أرى أذل منه؛ لأن العزيز من عز بطاعة الله، والذليل من ذل بمعصية الله، وصاحبك قد بغى وطغى واعتدى وخالف كتاب الله والسنة، والله لينتقم الله منه".
تابع عبد الله: فقام معنا حتى حضر بين يدي الحجاج فقال له: "أنت أنس بن مالك؟" قال: "نعم"، قال الأمير: "أنت الذي تدعو علينا وتسبنا؟" قال: "نعم"، قال: "ومم ذاك؟"، فقال أنس: "لأنك عاصٍ لربك، مخالفٌ لسنة نبيك، وتعز أعداء الله، وتذل أولياء الله"، فقال له: "أتدري ما أريد أن أفعل بك؟"، قال: لا، قال: "سأقتلك شر قتلة"، قال أنس رضي الله عنه: "لو علمت أن ذلك بيدك لعبدتك من دون الله".
وسأله الحجاج: "ولمَ ذاك؟"، قال أنس: "لأن رسول الله علمني دعاء من دعا به كل صباح لم يكن لأحد عليه سبيل، وقد دعوت به في صباحي هذا"، فقال الحجاج: علمنيه، فقال أنس رضي الله عنه: "معاذ الله أن أعلمه ما دمت أنت في الحياة"، فقال الحجاج: "خلوا سبيله"، فقال الحاجب: "أيها الأمير، لنا في طلبه كذا وكذا يومًا حتى أخذناه فكيف نخلي سبيله؟" قال الحجاج: "لقد رأيت على عاتقه أسدين عظيمين فاتحين أفواههما".
وأكد عبد الله بن إبان الثقفي في الرواية الرمية عنه، أن أنسًا رضي الله عنه لما حضرته الوفاة علم الدعاء لإخوانه وهو: "بسّم الله الرحمّن الرحيم خير الأسماء، بسّم الله الذي لا يضرّ مع اسمه أذى، بسّم الله الكافي، بسّم الله المعافي، بسّم الله الذي لا يضرّ مع اسمه شيء في الأرض ولا في السّماء وهو السّميع العليم، بسّم الله على نفسي وديني، بسّم الله على أهلي ومالي، بسّم الله على كل شيء أعطانيه ربي، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، أعوذ بالله مما أخاف وأحاذر، الله ربّي لا أشرك به شيئًا، عزّ جارك، وجلّ ثناؤك، وتقدّست أسماؤك، ولا إله غيرك، اللهمّ إني أعوذ بك من شرّ كل جبّار عنيد، وشيطان مّريد، ومن شرّ قضاء السوء، ومن شرّ كل دابة أنت آخذ بناصيتها إن ربيّ على صراط مستقيم".
ما صحة دعاء أنس بن مالك بسم الله خير الأسماء؟
من الجيد أن نعرف ما صحة دعاء أنس بن مالك بسم الله خير الأسماء؟، فعلى الرغم من حسن لفظه وأنه لم يحرمه أحد من العلماء وأباحوا الدعاء به ضمن مجموعة الأدعية المباحة، إلا أن هناك إجماع على أن هذا الدعاء لا أصل له ولم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم.
وقد صنفه قطاع عريض من العلماء على أنه "لا تصح قصته ولا الدعاء به"، وأشاروا إلى أن السنة النبوية تركت ما هو صحيح ويفعل مفعول التحصين من كل جبار أو ظالم أو شيطان بقول النبي صلى الله عليه وسلم "أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللَّهِ التَّامَّاتِ الَّتِي لَا يُجَاوِزُهُنَّ بَرٌّ وَلَا فَاجِرٌ مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ وَذَرَأَ وَبَرَأَ، وَمِنْ شَرِّ مَا يَنْزِلُ مِنْ السَّمَاءِ، وَمِنْ شَرِّ مَا يَعْرُجُ فِيهَا، وَمِنْ شَرِّ مَا ذَرَأَ فِي الْأَرْضِ، وَمِنْ شَرِّ مَا يَخْرُجُ مِنْهَا، وَمِنْ شَرِّ فِتَنِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ، وَمِنْ شَرِّ كُلِّ طَارِقٍ إِلَّا طَارِقًا يَطْرُقُ بِخَيْرٍ، يَا رَحْمَنُ". وقول "بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم".