حذّروها من كلية التربية الرياضية فأصبحت أشهر سباحة بالإسكندرية.. قصة فتاة أدخلت الزومبا والأيروبكس في السباحة
إن الله لا يضيع أجر من أحسن عملا.. آية قرآنية تجسدت في قصة واحدة من الفتيات اللاتي حققن نجاحًا ملموسًا بعد أن تحدت الصعاب ورفضت الاستسلام لمحاولات الرفض تارة والإحباط تارة أخرى، إذ اختارت لنفسها طريقًا، ووضعت هدفًا واضحًا هو الوصول له، لتصبح قصتها حديث الشارع السكندري، إنها قصة السبّاحة الكابتن منة عبد السلام، ابنة الإسكندرية التي أصبحت أشهر مدربة سباحة وأيروبكس، بل إنها أصبحت داعما لمن لم يتعلم السباحة في سن مبكرة، وأصبحت مدربا لمن اقتربوا من الـ 60 من أعمارهم.
منة نموذج نجاح سكندري
القاهرة 24 أجرى لقاءً مع واحدة من النماذج الشابة الناجحة لتكون مثالا يحتذى به خاصة لفئة الشباب، اذ أنها تحقق النجاح وهي في سن مبكر، فالتحقت كابتن منة عبد السلام بكلية التربية الرياضية لحبها الشديد في ممارسة الرياضة بشكل عام والسباحة بشكل خاص.
وعن ذلك تقول منة، عقب حصولي على شهادة الثانوية أجريت اختبارات القدرات قبل ظهور النتيجة ثم التحقت بكلية التربية الرياضية، على الرغم من اعتراض المحيطين، مضيفة: كنت بسمع كلام محبط وعبارات سلبية وإن الكلية صعبة وإنها كلية للولاد أكثر من الفتيات.
التخرج كان أول رد على تحقيق هدفي.. هكذا أكدت منة، لافتة إلى أنها بدأت العمل ككابتن سبّاح دون أن تتقاضى أي مقابل منذ التحاقها بالكلية، لافتة إلى أنها كانت تعمل 9 ساعات متواصلة يوميًا، وذلك من أجل الحصول على الخبرة فقط.
النجاح يحتاج للتطور وهو ما سعت إليه منة، مشيرة إلى أنها لم تكتفِ بالحصول على الشهادة، فحصلت على كورسات وطورت من نفسها، مؤكدة أنها وجدت نفسها في الفتنس والسباحة والزومبا المائية، لتؤكد أنها سعت وتعبت حتى أنشأت أكاديمية خاصة وفريق عمل، وأصبحت منتشرة فى كل مكان بالإسكندرية.
المهنة مش بتديني مقابل على قد ما بتديني حب ودعم وطاقة إيجابية من الناس.. كانت تلك هي كلمات منة، لتتنفس نفسا عميقا مؤكدة: هذا ما يجعلني أشعر بأن تعب السنين لم يذهب هباء.
وواصلت كلامها، كنت بصمم إني أنزل مع ناس عندها فوبيا من المياه عشان أتحدى نفسي إني هحببهم في السباحه، حتى أصبحت فخورة بنفسي.
وتضيف منة: تزوجت من خارج المجال ثم رزقني الله بطفلة أسميتها كيان كرم صلاح، تبلغ من العمر سنة واحدة وثلاثة أشهر فقط، لكن كنت أحارب لمواصلة عملي، حتى حينما كنت أشعر بالتعب، أتذكر أن تعب السنين من الممكن يضيع فأواصل الجهد والعمل، وكنت أوفق بين العمل والبيت.
وأشادت منة، بدعم زوجها لها لتستكمل حلمها، موجهة نصيحة إلى أي شخص له رغبة في الالتحاق بالمجال، وهي عدم التركيز مع أي سلبيات، وفقط عليه العمل والاجتهاد والسعي، وأن يحول أي سلبيات يتعرض لها إلى إيجابيات.
وترى منة، أن إحساس الأمومة شيء رائع، ولذلك كانت المسئولية كبيرة وليست سهلة، قائلة: كنت أتركها نائمة وأذهب لعملي ثم أعود وأنا ارتدي ملابس اللعبة - المايوه - أسفل الملابس لتوفير الوقت، مؤكدة أنها بدأت فى اصطحاب طفلتها معها للعمل واصبحت تعشق السباحة، موضحة: أشعر بتعب كبير لكن عوض ربنا كبير وكرمه عليا كبير.
وأشارت إلى أن لعبة السباحة انتشرت وأن هناك مدربين كُثر من الفتيات، لافتة أن فكرة تدريب كبار السن أصبحت فكرة أساسية فى التمرين، وأن بعص الوصفات الطبية للمصابين من كبار السن علاجهم الرياضة المائية.
كما أكدت أنها أول من أدخل الزومبا والأكوا في الإسكندرية، وهو أمر حديث أن يحدث في المياه.