جمال علام وحازم إمام وبركات وآخرون.. هل ينام هؤلاء الليلة بضمير مرتاح؟
دخل منتخب مصر كأس الأمم الإفريقية الجارية في ساحل العاج بتطلعات مرتفعة لتحقيق اللقب الإفريقي، بعد الفشل في النسخة الماضية وخسارة المباراة النهائية أمام السنغال، التي منعتنا أيضا من الوصول إلى نهائيات كأس العالم بالنسخة الوحيدة التي تقام على أرض بلاد العرب، اتحاد الكرة في خياله أنه وفر الإمكانيات للجهاز الفني واللاعبين طوال الفترة التي سبقت كأس الأمم، التي دخلناها بمجموعة متوازنة جدا - على قد إيدنا-.
ومن المباراة الأولى فوجئنا جميعا بأداء مخيب للآمال للإدارة الفنية واللاعبين، وظهر مدى الضعف على كل الخطوط هجوما أو دفاعا، مقارنة بفرق إفريقية أخرى لا تحظى بربع إمكانياتنا على جميع المستويات، وظهرت أيضًا القدرات الفنية المتواضعة للمدرب روي فيتوريا الذي تولى مهمة التعاقد معه بركات وحازم إمام خلفًا لإيهاب جلال، الذى تمت إقالته عقب الخسارة برباعية أمام كوريا الجنوبية وديا في 2022.
ومع المستوى الفني السيء، فؤجنا باستمرار مسلسل المستوى الإداري الأسوأ بعد إصابة محمد صلاح في ثاني مباريات المنتخب أمام غانا والتعتيم على حالة اللاعب، وأصبحت الصحافة المصرية ناقلا للمعلومات من نادي اللاعب نفسه، وكأن مسؤولي اتحاد الكرة لا يعلمون شيئًا عن الأمر، ومن بعدها إعلان ليفربول رحيل اللاعب إلى إنجلترا للعلاج؛ لتسأل الصحافة عضو اتحاد الكرة ليرد: مش عارف حاجة وفي سوهاج!.
ولا أعرف أين أقلّ معاني الإدراك لدى من هاجموا محمد صلاح واتهموه بخذلان المنتخب بعد قراره بالسفر إلى إنجلترا من أجل العلاج، وكأن ساحل العاج بلد على طراز أوروبي يمتلك تقنيات علاجية فريدة، ولا يخفي أيضًا حالة الضيق التي تظهر على صلاح مع وجوده كل مرة مع منتخب مصر، وهو بالقطع له ألف حق في ذلك، فلا يمكن لشخص قادم من أكثر بلاد العالم تنظيمًا على مستوى رياضة كرة القدم أن يتعامل مع فوضى جمال علام وبركات وحازم وإمام.. ومن فضلك لا تسألني عن باقي اللاعبين، فـ حال الأندية من حال اتحادها.
لم أفرط في توقعاتي على الاطلاق قبل بداية البطولة، فعلى المستوى الفني كانت الاختيارات قمة في العناد من جانب المدرب فيتوريا، ويبدو أن أحدًا لا يناقشه فيما يتخذه من قرارات، وعلى المستوى الإداري حدّث ولا حرج، فلا أعلم بأي نظام وطريقة يدار هذا الاتحاد بوجود جمال علام، الرجل الذي يسافر كل يوم -سفرية شكل- فيظل أيامًا لا يعلم شيئًا عن الاتحاد، وهناك خناقة معروفة للجميع في الوسط الرياضي بينه وبين خالد الدرندلي، نائب رئيس الاتحاد.
لم أتحمس لترشح جمال علام لرئاسة اتحاد الكرة في الانتخابات الأخيرة، بعد فترة اللجان التي أرهقت الكرة في مصر وأرهقت معدي البرامج الرياضية، وأعلم كيف وصل علام إلى منصب رئيس الاتحاد مرة أخرى بعد سلسلة طويلة من الإخفاقات على مدى السنوات التي قضاها في العمل الرياضي، منها مثلًا السداسية الشهيرة أمام غانا في تصفيات كأس العالم 2014، ومن بعدها توالت، ويحمل سجله الشخص ما لا يسر على الإطلاق من فشل، وحتى قبل عام عندما حرم هو اتحاده بفشلهم في التخطيط وإسناد المهام لصاحبها، في عدم وجود مصر في كأس العالم الوحيد الذي يلعب على أرض العالم.
لا أعرف هل ينام جمال علام الليلة مرتاح الضمير هو واتحاده؟ بعد المستوى الذي ظهر عليه منتخب مصر في البطولة وأثبت أن انهيارًا تامًا أصاب كرة القدم المصرية وأصبحنا في حاجة إلى إعادة هندسة هذا الملف بشكل كامل بوجوه محترفة ولها تجارب تليق بمنتخب كان الأقوى بين فرق القارة.
وعلى نفس الأمر محمد بركات مقدم البرامج في قناة المحور، وحازم إمام محلل قنوات أون تايم، ما هو موقفهم الآن بعدما كانا مسؤولين عن اختيار المدرب فيتوريا، وهو بلا تجربة في قيادة أي منتخب!.. هل من المنطقي أن يصل المنتخب المصري إلى دور ما بعد المجموعات بتعادلات ثلاثة أمام منتخبات من أضعف فرق القارة؟!
والسؤال نفسه أيضًا إلى باقي أعضاء الاتحاد، خاصة أبو الوفا في سوهاج، ونائب رئيس الاتحاد وباقي الأعضاء.. وهل سيعود جمال علام مرة أخرى إلى ساحل العاج بعدما غادرها قبل ساعات من المباراة الحاسمة أمام الرأس الأخضر؟!