أجمل ما تدعو به لنفسك.. 5 أدعية تجمع خيري الدنيا والآخرة احرص عليها يوميًا
أجمل ما تدعو به لنفسك سؤال قد يراود أذهان العديد من الأشخاص، فما هو الدعاء الذي يجب ترديده يوميا، وهل ينبغي أن يقتصر الدعاء على الأمور الدينية فقط، أم يجوز اشتماله على الأمور الدنيوية أيضا، هذا ما نوضحه لكم وفقا لآراء جمهور أهل العلم، فالدعاء أمر رباني ذُكر في القرآن الكريم، كما إنه وصية نبوية ذُكر فضلها في العديد من الأحاديث الشريفة، ولذلك سيكون الخاسر هو من يترك الدعاء لأي سببًا كان.
أجمل ما تدعو به لنفسك
ما هو أجمل ما تدعو به لنفسك؟ سؤال يستحق التأمل والتفكير مرارا وتكرارا حتى الوصول إلى الإجابة المثالية، والتي نضعها بين أيديكم في هذا التقرير عبر القاهرة 24، حيث يرغب الكثيرون في ترديد الدعاء ولكن منهم من يعجز ومنهم من يتحير في صيغة الدعاء، ومنهم أيضا من لا يحسن قول الدعاء، وأيًا ما كان السبب، 5 أدعية فقط لتكون ضمن أجمل ما تدعو به لنفسك.
الدعاء الأول
عن أنس رضي الله عنه قال: كان أكثر دعاء النبي صلى الله عليه وسلم "اللهم آتِنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة، وقِنا عذاب النار"، وهو دعاء سهل وبسيط في ترديده ويمكن المداومة عليه يوميا دبر الصلوات المكتوبة أو أثناء السجود في الصلاة، ووفق تفسير السعدي رحمه الله، فإن حسنة الدنيا يدخل فيها الزرق الواسع، والزوجة الصالحة، والولد، والعلم النافع والعمل الصالح، أما حسنة الآخرة فهي السلامة من عذاب القبر وعذاب النار والفوز بالنعيم المُقيم، والقرب من الرب الرحيم.
الدعاء الثاني
من حديث عائشة رضي الله عنها، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَّمَهَا هَذَا الدُّعَاءَ: "اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ مِنَ الْخَيْرِ كُلِّهِ عَاجِلِهِ وَآجِلِهِ، مَا عَلِمْتُ مِنْهُ وَمَا لَمْ أَعْلَمْ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنَ الشَّرِّ كُلِّهِ، عَاجِلِهِ وَآجِلِهِ، مَا عَلِمْتُ مِنْهُ وَمَا لَمْ أَعْلَمْ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ مِنْ خَيْرِ مَا سَأَلَكَ عَبْدُكَ وَنَبِيُّكَ مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا عَاذَ مِنْهُ عَبْدُكَ وَنَبِيُّكَ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْجَنَّةَ وَمَا قَرَّبَ إِلَيْهَا مِنْ قَوْلٍ أَوْ عَمَلٍ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنَ النَّارِ وَمَا قَرَّبَ إِلَيْهَا مِنْ قَوْلٍ أَوْ عَمَلٍ، وَأَسْأَلُكَ أَنْ تَجْعَلَ كُلَّ قَضَاءٍ تَقْضِيهِ لِي خَيْرًا".
يعد هذا الدعاء من جوامع الدعاء الذي يحبه النبي صلى الله عليه وسلم، فعن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها، ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لها "يا عائشة عليك بجمل الدعاء وجوامعه"، ثم قرأ عليها الدعاء المذكور في الأعلى، وقد يبدو طويلا ولكنه سهلا ومع ترديده يوميا سيتم حفظه عن ظهر قلب، ففيه طلب جميع أنواع الخير مطلقا في الدنيا والآخرة ما يعلمه العبد وما لم يعلمه، كما فيه استعاذة من الشر، وسؤال الله الجنة، وسؤاله الرضا بالقضاء.
الدعاء الثالث
عن شداد بن أوس رضي الله عنه، عن النبي ﷺ قال: سيِّدُ الاسْتِغْفار أَنْ يقُول الْعبْدُ: اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِّي، لاَ إِلَه إِلاَّ أَنْتَ خَلَقْتَني وأَنَا عَبْدُكَ، وأَنَا عَلَى عهْدِكَ ووعْدِكَ مَا اسْتَطَعْتُ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا صنَعْتُ، أَبوءُ لَكَ بِنِعْمتِكَ علَيَ، وأَبُوءُ بذَنْبي فَاغْفِرْ لِي، فَإِنَّهُ لاَ يغْفِرُ الذُّنُوبِ إِلاَّ أَنْتَ. منْ قَالَهَا مِنَ النَّهَارِ مُوقِنًا بِهَا، فَماتَ مِنْ يوْمِهِ قَبْل أَنْ يُمْسِيَ، فَهُو مِنْ أَهْلِ الجنَّةِ، ومَنْ قَالَهَا مِنَ اللَّيْلِ وهُو مُوقِنٌ بِهَا فَمَاتَ قَبل أَنْ يُصْبِح، فهُو مِنْ أَهْلِ الجنَّةِ رواه البخاري.
يدخل سيد الاستغفار في أذكار الصباح والمساء لأهميته الشديدة في حياة العبد، ولذلك نوضحه لكم ضمن أجمل ما تدعو به لنفسك، ووفقا لتفسير الطيبي رحمه الله، فإن هذا الدعاء يجمع معاني التوبة كلها، ويطلق عليه سيد الاستغفار لأنه يسود ويتقدم كل صيغ الاستغفار الأخرى في الفضيلة والرتبة، ففي هذا الدعاء، إقرار لله عزوجل بتوحيد الربوبية، ثم إقرار من العبد بتوحيد الألوهية، بالعبودية والتذلل.
كما يشتمل هذا الدعاء على اعتراف العبد بذنبه، وتحصنه بالله من جميع الشرور والآثام والمعاصي التي ارتكبها، واعترافه بنعم الله عليه وتفضله وتكرمه على عبده بشتى أنواع النعم التي لا تعد ولا تحصى، وفي نهاية الدعاء طلب المغفرة من الله عز وجل والتذلل بين يديه.
الدعاء الرابع
عن ابن مسعود رضي الله عنه عن البي صلى الله عليه وسلم كان يقول: "اللَّهُمَّ إِنِي أَسْأَلُكَ الهُدَى، وَالتُّقَى، وَالعفَافَ، والغنَى" رواهُ مُسْلِمٌ.
7 كلمات فقط يمكن أن يدعو بها المسلم ويكون أجمل ما تدعو بك لنفسك، فهي كلمات مأثورة عن النبي صلى الله عليه وسلم، وهو مستوفي الكمال في هذه الأمور الأربعة التي يسأل الله بها، فما بالنا نحن الناقصين والمفرطين، ووفقا لجمهور أهل العلم فلا يحصل العبد على هذه الأمور إلا بالاستعانة بالله وترديد الدعاء، والغِنى المراد به ف الدعاء هو غنى النفس، وغنى القلب، بحيث لا يكون فيه فقر لغير الله عز وجل.
الدعاء الخامس
عَنْ طارِقِ بنِ أَشْيَمَ، رضي الله عنه، أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم، وَأَتاهُ رَجُلٌ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، كيْفَ أَقُولُ حِينَ أَسْأَلُ رَبِّي؟ قَالَ: قُلْ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي، وَارْحَمْني، وَعَافِني، وَارْزُقني، فَإِنَّ هَؤُلاءِ تَجْمَعُ لَكَ دُنْيَاكَ وَآخِرَتَكَ.
وهو الدعاء الخامس الذي نقدمه لكم للإجابة على سؤال ما هو أجمل ما تدعو به لنفسك؟ حيث يطلب العبد من ربه الأمور الدينية بالمغفرة والعفو والرحمة، كما يطلب الأمور الدنيوية بالرزق بمفهومه الواسع، وبهذه الأدعية يمتثل العبد للأمر الرباني بالدعاء كما جاء في آيات الذكر الحكيم، "ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ"، "وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ"، "أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ"، "ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ".
وبعدما أوضحنا لكم أجمل ما تدعو به لنفسك؟ يجب التنويه كذلك بأهمية الحرص على قول أذكار الصباح والمساء لما فيها من تحصين للنفس من الشرور والآثام، وفيها انشراح للصدر واطمئنانا للقلب، فعن النبي الله صلى الله عليه وسلم إنه قال: يقول الله عز وجل أنا عند ظن عبدي بي، وأنا معه حين يذكرني إن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي، وإن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ هم خير منهم، كما جاء في آيات الذكر الحكيم " الَّذِينَ آمَنُواْ وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللّهِ أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ".