10 سنوات خدمة.. مُعلمة تُضرب عن الطعام بعد فصلها من التدريس بالمنيا (مستند)
قرارٌ اتخذه مستشار مادة الرياضيات داخل وزارة التربية والتعليم، موضوع داخل فاكس مرسل إلى الإدارات التعليمية بمختلف المدارس، والتي من ضمنها مديرية المنيا، كان كفيل بوضع “كرستين” في أزمة صحية، بعد إضرابها عن الطعام.
وترقد كرستين في مستشفى بني مزار العام، بعد تدهور صحتها نتيجة الإضراب عن الطعام، بعدما حاربت ضد متخذي قرار إبعادها عن التدريس في الثانوية الفنية، فأرهقت ولم تيأس مادفعًة عن حقها حتى أنفاسها الأخير، وعن حق أولادها في تأمين مستقبلهم وتربيتهم.
قضت الأم 10 سنوات وهي تدرس مادة الرياضيات في المرحلة الثانوية، وتعول ثلاثة أطفال وتحارب الأيام وقسوتها من أجلهم، إلا أن القرار الذي يقضي بأنه لا يجوز لها التدريس في المدارس المصرية جاء قاضيًا على أحلامها وآملها، وكان كفيل أن يوصلها للحالة التي تعاني منها الآن.
القصة تبدأ بفاكس
ترجع البداية إلى عامين من الوقت الحالي، حينما أرسلت وزارة التربية والتعليم، فاكس لمديرية التعليم بالمنيا، تفيد بقرار مستشار الرياضيات في الوزارة، يفيد بحصر تدريس الرياضيات على حاملى بكالوريوس التربية والعلوم أو دبلوم المعلمين أقسام الرياضيات.
وجاء في نص القرار “ولا يجوز لغيرهم تدريس الرياضيات فى المدارس المصرية”، وفوجئ الجميع أنه بالفعل تم تطبيق هذا القرار على الجميع دون استثناء لقدامى المعلمين فى التعليم الثانوى الفنى تجارى وزراعى.
ماذا فعل موجه الإدراة؟
وبحسب تصريحات مينا كيليني، شقيق المعلمة المفصولة، فإن موجه بني مزار سأل الموجه العام عن حالة “كرستين” وزملائها، فقال الموجه العام، إنه سيتم توزيع المتضريين من هذا القرار على المدارس الابتدائية والإعدادية، تحت بند “سد العجز” وبمخالفة لقرار مستشار الوزارة، “لا يجوز لغيرهم التدريس”.
وبناءً على قرار الموجه العام، تم بالفعل نقل 9 من قدامى المعلمين بالثانوى الفنى، إلى مدارس بالمرحلة الإعدادية، يتابع “مينا”: “ولا يليق البوح بالأسباب الخفية وراء تطبيق هذا القرار بأثر رجعى بالمخالفة للقانون، ولكن المحصلة كانت أن المعلمات الفضليات وجدن أنفسهن يصارعن طواحين الهواء بلا فائدة”.
أوراق رسمية تؤكد أحقيتها للتدريس
نفذ المعلمات القرار متضررات ومضطرات قهرًا، ماعدا “كرستين”، وظلت المعلمة تأخذ إجازة تلو الأخرى، فهي لا تقبل بالقرار الجارف، خاصة أن صحيفة أعمالها تؤكدة تعيينها على مرحلة التعليم الفنى التجاري ثلاث سنوات، وأن هناك قرار صريح من الشئون القانونيه منذ خمسة أعوام أكدت حقها فى هذا الأمر.
ومنعت “كرستين” نقلها ظلما وقتها، وساندها فى حقها منذ خمسة أشهر عددًا من الكوادر وقيادات مديرية التعليم ممن لا يخشون فى الحق لومة لائم، حسب تصريحات شقيقها مينا، والذي أكد أن النائب مجدى ملك، عضو مجلس النواب عن الدائرة، لم يتوان عن المساعدة، كما ساندها وكيل وزراة التربية والتعليم الحالي بالمنيا.
بعد تأشيرة وكيل الوزارة.. مدير الإدارة يضيع حقها
وعلى الرغم من الحصول على تأشيرة من المديرية التعلمية، إلا أن الأزمة لم تنتهي بعد، قام مدير إدارة بنى مزار التعليمية محمد سليمان، بإخلاء كرستين من مدرستها إخلاء إداريًا، والحجة أن هناك من يشكونه “لماذا نقل الآخرين؟”، مع العلم أنها لم تنفذ قرار النقل فى حين نفذه غيرها.
قررت كرستين الإضراب عن الطعام، بعدما انتباها شعور أن كل الوعود والقرارات من كبار المسئولين يمكن في النهاية أن تتحطم على يد صغارهم بكل الأسف، بعدما أرهقت ولم تيأس مادفعًة عن حقها حتى أنفاسها الأخير، مؤمنة بقوله “لا يضيع حق وراءه مطالب”.
ويناشد مينا، مسئولي ملف التعليم في مصر، وعلى رأسهم الدكتور طارق شوقي، وزير التربية والتعليم، والدكتور محمد عمرو، نائب وزير التربية والتعليم لشئون المعلمين، وقيادات محافظة المنيا، بالتدخل لإنهاء مشكلة كرستين وإنهاء معاناتها.