كيف استفادت الصين وروسيا من اضطرابات حركة السفن في البحر الأحمر؟
اتجهت عدة خطوط شحن صينية وروسية إلى الاتجاه للإبحار عبر البحر الأحمر مرورا بمضيق باب المندب وقناة السويس المصرية، في طريق لاستعادة تسيير حركة السفن والشحن عبر البحر الأحمر والمتوسط إلى أوروبا من جديد.
استمرار حركة تسيير السفن الصينية والروسية في البحر الأحمر يأتي بالتزامن مع العلاقات الوطيدة بين الصين وروسيا حلفاء دولة إيران، في وقت تستمر فيه شركات الشحن العالمية في أمريكا وهولندا وألمانيا والدنمارك وغيرها، من تغيير حاويات الشحن عن البحر الأحمر والاتجاه للعبور من طريق رأس الرجاء الصالح والدوران حول إفريقيا رغم تكلفتها الباهظة واستغراقها مدة أطول من المدة التي كانت تستغرقها تلك السفن أثناء عبورها من البحر الأحمر.
تستهدف جماعة الحوثي اليمنية، حاويات الشحن التي تنقل أي واردات إلى الموانئ الإسرائيلية أو تتعامل بدورها مع إسرائيل، في محاولة من الحوثيين للضغط على الإسرائيليين بتهدئة الأوضاع في غزة ووقف إطلاق النار والحملات الممنهجة التي تشنها دولة الاحتلال على الأراضي الفلسطينية وعلى أهالي غزة، وكل ذلك بعيدًا عن السفن الصينية والروسية.
وبحسب تقرير نشرته صحيفة فاينانشال تايمز البريطانية، فإن شركات الملاحة في الصين وروسيا يحاولون الاستفادة من وقف شركات الشحن الأخرى تسيير سفنها عبر البحر الأحمر، لتقوم بخدمة الموانئ في الخط الملاحي المضطرب في البحر الأحمر، ومد الموانئ العربية بكل احتياجاتها في ظل التحالفات المشتركة بينها وبين دول البحر الأحمر.
وتستفيد الشركات الصينية والروسية من تراجع عدد سفن الشحن والناقلات للشركات الكبرى التي تعبر البحر الأحمر منذ بدأ الحوثيون تهديد الملاحة في المنطقة العربية منتصف نوفمبر الماضي، وزاد التصعيد في الشهر الأخير بعدما بدأت الولايات المتحدة وبريطانيا التصدي للتهديدات والهجمات بقصف مواقع تابعة للحوثيين في اليمن.
سفن الشحن الصينية
جاءت شركة «ترانسفار» للشحن البحري من بين شركات الشحن البحري الصينية التي حولت سفنها إلى العمل على خط البحر الأحمر، حيث تصف الشركة نفسها على موقعها الإلكتروني بأنها لاعب صاعد في سوق النقل البحري عبر المحيط الهادئ، إذ تركز على خطوط التجارة بين الصين والولايات المتحدة.
فقد حولت شركة «ترانسفار» سفينتين من أصل 3 سفن بحوذتها للمرور من البحر الأحمر وتسيير حركتها بين الصين وأوروبا، فتعمل السفينتان "تشونغ غو جي لين" و"تشونغ غو شان دونغ" الآن في الشرق الأوسط، حيث أظهرت مواقع تتبع السفن مرورهما من البحر الأبيض المتوسط عبر قناة السويس بنهاية الشهر الماضي في وقت علقت معظم شركات الشحن البحري العالمي المرور من هناك.