القصة الكاملة لـ ميناء بربرة الصومالي.. ولماذا تبحث إثيوبيا عن التواجد على البحر الأحمر؟
تبحث إثيوبيا بشتى الطرق للتواجد على البحر الأحمر، لذلك وقع آبي أحمد رئيس الوزراء الإثيوبي، مع رئيس أرض الصومال موسى بيهي عبدي، مذكرة تفاهم تاريخية تضمن لها الوصول إلى مياه البحر الأحمر.
ذلك الأمر الذي أغضب الحكومة الصومالية والتي سارعت إلى إعلان رفضها القاطع اتفاق جارتها إثيوبيا مع إقليم أرض الصومال الانفصالي، لاستخدام ميناء بربرة على الساحل الجنوبي لخليج عدن.
أين يقع ميناء بربرة على البحر الأحمر؟
وتعتبر بربرة مدينة ساحلية تقع شمالي الصومال في خليج عدن، وتبعد حوالي 260 كم عن جنوب اليمن، حيث تتميز بمينائها البحري، وهو الميناء الوحيد المتواجد في الساحل الجنوبي من خليج عدن.
أهمية ميناء بربرة الصومالي
من جانبه، قال الدكتور عباس شراقي، أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية بجامعة القاهرة، إن إثيوبيا من الدول التي ليس لها أي منفذ على البحار، لذلك يطلق عليها دولة “حبيسة”، معقبًا: هذه الأراضي في الماضي كانت تسيطر عليها إريتريا الموجودة على البحر الأحمر لذلك كانت تستخدم هذه الموانئ.
وأضاف شراقي لـ القاهرة 24 أنه عند انفصال إريتريا عن إثيوبيا في 93 أصبحت إثيوبيا دولة حبيسة، الأمر الذي كان له تأثير على الاقتصاد الإثيوبي، مشيرًا إلى أنها دولة تعتبر زراعية، تملك العديد من المنتجات الزراعية التي تريد تصديرها للخارج، بالإضافة إلى أنها تستورد العديد من منتجاتها، ومن هنا تأتي قيمة هذا الميناء.
ولفت شراقي إلى أن إثيوبيا كانت تتعاون مع جيبوتي في استيراد وتصدير بعض المنتجات، إلا أن هذا الأمر يعتبر مكلفًا لها ماديًا، فأصبح حلم إثيوبيا مؤخرًا الحصول على منفذ في البحر الأحمر ومن هنا تم اللجوء إلى أرض الصومال.
ما هي مجموعة أرض الصومال
أوضح أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية بجامعة القاهرة، أن أرض الصومال هي مجموعة غير رسمية، وليست دولة، وتتطلع إلى أن يعترف بها العالم كدولة مستقلة، لذلك لجأت إليها إثيوبيا للتواجد على البحر الأحمر وإنشاء قاعدة عسكرية.
لماذا يرفض الصومال سيطرة إثيوبيا على ميناء بربرة؟
شراقي أشار إلى أن دولة الصومال لها خلافات عديدة مع إثيوبيا، خاصة في ظل وجود إقليم كامل في الصومال يعاني من السيطرة الإثيوبية، وبالتالي فإن الصومال لا تنسى أن لها أراضي تم الاعتداء عليها من قبل إثيوبيا، بالإضافة إلى إقامة إثيوبيا لسدود مائية منعت وصول المياه إلى الصومال، وبالتالي زادت معاناة الصوماليين، رغم وجود الظروف الطبيعة مثل الجفاف.
وأردف: هناك عداوة كبيرة بين الصومال كـ دولة وبين إثيوبيا، ومن هنا إثيوبيا لم تجرؤ على الطلب من الصومال امتلاك ميناء بربرة، وعلاقات إثيوبيا مع أغلب دول الجوار ليست جيدة عكس ما يدعي آبي أحمد.
خطورة سيطرة إثيوبيا على ميناء بربرة الصومالي بشأن قناة السويس والملاحة في البحر الأحمر
وفي ذات السياق، قال اللواء سمير فرج، المفكر والخبير الاستراتيجي، إن وجود إثيوبيا في مدخل البحر الأحمر يؤثر على الأمن القومي المصري، معقبًا: إثيوبيا لا تضمن الخير لمصر، فقد تتخذ أي قرار يؤثر على الملاحة في البحر الأحمر وقناة السويس، وبالتالي يؤثر على الأمن القومي المصري.
وأضاف فرج لـ القاهرة 24: شاهدنا اضطرابات البحر الأحمر وتأثير ذلك على قناة السويس بعد هجمات الحوثيين، لذلك من الممكن في حالة وجود إثيوبيا على البحر الأحمر تفعل نفس هذه التهديدات، وبالتالي وجودها يؤثر على الأمن القومي المصري.
