لا تشرب الماء.. أسباب الإصابة بارتجاع المريء وعلامة ليلية تكشف المرض الصامت
تتنوع أسباب الإصابة بارتجاع المريء والذي أصبح مرض العصر الأكثر شيوعًا، نظرًا لانتشار عادات صحية خاطئة، ولكن قد لا يعلم الكثيرون ما هو مرض ارتجاع المريء وهل هو خطير أم لا، وهل يمكن علاجه بالمشروبات المنزلية، بل وهل قد يصل العلاج منه إلى مرحلة التدخل الجراحي؟، كل تلك الأسئلة نجيب عليها عبر القاهرة 24 مع بيان أعراض المرض المنتشرة وتعريف ارتجاع المريء الصامت.
أسباب الإصابة بارتجاع المريء
حول أسباب الإصابة بارتجاع المرئ، قالت الدكتورة رشا أحمد إبراهيم، استشاري الباطنة والسكر والغدد الصماء، إن ارتخاء وضعف العضلة العاصرة أو القابضة للمرئ، والتي تتحكم في انقباض المريء بعد مرور الطعام، هو السبب وراء رجوع حمض المعدة إلى المريء ومنه إلى الحلق، وينتج هذا الضعف في العضلة القابضة عن عدة أسباب منها:
- الأمراض العضوية التي تسبب ارتجاع المريء مثل الفتق في الحجاب الحاجز والذي قد يكون وراثيًا.
- الوزن الزائد الذي يتسبب في الضغط على الأحشاء والمعدة ويُسبب إضعاف عضلة المرئ.
- العادات الغذائية السيئة وأبرزها عدم تقسيم الوجبات.
- تناول الطعام قبل النوم على الأقل بساعتين.
- تناول الطعام الحارة والزيوت والدهون والكحوليات.
- شرب الكثير من الشاي والقهوة والمشروبات الغازية والكحوليات.
ما هو ارتجاع المريء بدون حموضة؟
وأجابت الدكتورة رشا على سؤال ما هو ارتجاع المريء بدون حموضة؟، فقالت إن الارتجاع الصامت، هو نوع من الإصابة بارتجاع المريء، والذي ينتج عن ممارسات غذائية خاطئة، لا يصاحبه الشعور بالحموضة كالحالات الأخرى، بل يُفاجأ المريض بمضاعفاته.
ونوهت إلى أن الارتجاع الصامت، والذي يتضح من مسماه لا يسبب للمريض أعراض واضحة وصريحة، بل يشعر المريض ليلًا بنوبات من السعال الشديد نتيجة ارتجاع الحمض للقصبة الهوائية، أو بطء تفريغ المعدة واضطراب في تقلصات المريء.
أعراض ارتجاع المرئ الشديد
وأكدت الدكتورة رشا في تصريحات خاصة بالقاهرة 24، أن مريض ارتجاع المريء يلاحظ ظهور أعراض تتفاوت في شدتها حسب نسبة الإصابة ومعدل تطور الإصابة، ومن الأعراض المعتادة أن يشعر المريض بوجود طعم حامض في الحلق، ويظهر ارتجاع المريء لدى الأطفال في تسوس الأسنان السريع مع فقدان الشهية والاستيقاظ من النوم فجأة بسبب ضيق التنفس أو الإحساس بالحرقة.
وأضافت الدكتورة رشا: بينما أعراض ارتجاع المريء الشديد فتظهر لدى أصحاب الأمراض العضوية ومن تطورت إصابتهم وتكون غير شائعة بنسبة كبيرة، وهي:
- خروج بعض مكونات الطعام في نهاية الفم أو الحلق.
- السعال الليلي الذي لا يستجيب لعلاجات السعال المعتادة.
- ضيق التنفس ليلًا والاستيقاظ من النوم على شرقة أو حرقة في الصدر.
- صعوبة شديدة في البلع على فترات متقاربة ومتكررة.
- الشعور بآلام في الصدر تشبه آلام الذبحة الصدرية جهة القلب.
- التهاب الحلق المزمن والذي لا يستجيب لعلاج.
هل ارتجاع المريء مرض خطير؟
وأوضحت استشاري الباطنة للرد على هل ارتجاع المريء مرض خطير؟، أن ارتجاع المريء ليس مرضًا خطيرًا إذا تم تداركه في بداياته، وإن كان ناجمًا عن زيادة الوزن أو العادات الصحية الخاطئة مما يمكن التحكم فيه وتغييره.
وقالت إنه في بعض الحالات الشديدة قد تظهر مضاعفات خطيرة أبرزها تغيير في بطانة المريء، إذ ليست من وظيفة المريء استقبال الحمض من المعدة، مما ينتج عنه التهاب الحلق العنيف ومشاكل الأسنان وصولًا إلى التهاب المريء المزمن والتدخل الجراحي لعلاج ارتجاع المريء.
مشروبات لعلاج ارتجاع المريء
وشددت الدكتورة رشا أحمد إبراهيم، على أنه لا توجد مشروبات تعالج ارتجاع المريء علاجًا نهائيًا، بل يمكنها فقط التخفيف من حدة الأعراض، مثل مشروب العسل المخفف بالماء، وذلك بإذابة ملعقة من العسل الأبيض في الماء وتناولها، مما يقلل من ارتجاع حمض المعدة.
وأوضحت أنه لا يوجد أساس علمي يثبت علاج ارتجاع المريء بالمشروبات العشبية كالزنجبيل، فكل مشروب عشبي مفيد للمعدة يمكنه التقليل فقط من أعراض ارتجاع المريء إن تغير نمط الحياة وتناول المريض الأطعمة الصحية.
علاج ارتجاع المريء نهائيًا
وأفادت استشاري الباطنة والسكر والغدد الصماء، بأن علاج ارتجاع المريء نهائيًا لا يوجد إلا مع الحالات التي تنتج الإصابة فيها عن أمراض عضوية وتنتهي أعراض الارتجاع بمجرد علاجها، مثل مرضى الفتق في الحجاب الحاجز، أو السمنة المفرطة القابلة للعلاج.
وشددت على أن ارتجاع المريء مرض شائع جدًا ويرتبط بالعادات الصحية في تناول الطعام، وعادة ما يتم تشخيص الحالات البسيطة منه بوصف المريض للأعراض، وتستجيب معظم الحالات للعلاج الدوائي، وإلى جانب الأدوية لابد من اتباع النصائح والسلوكيات التالية على الأقل خلال فترة العلاج الأولى:
- تغيير نمط الحياة وتقليل الوزن وتقسيم الوجبات وعدم تناول وجبة كبيرة.
- شرب الماء يقلل من حدة ارتجاع المريء.
- عدم شرب الماء مع تناول الطعام أو بعده مباشرة؛ لأن ذلك يزيد من حمض المعدة وفرص الارتجاع ويقلل من فرص هضم الطعام.
- تقليل البهارات الحارة والزيوت والشاي والقهوة والمشروبات الغازية.
- الحرص على تناول الطعام الصحي.
- عدم تناول طعام قبل النوم بـ 3 ساعات.
- المشي بكثرة 4 مرات أسبوعيًا وممارسة الرياضة مما يحسن من المرض.
ووفقًا للدكتورة رشا أحمد إبراهيم، فإن الحالات التي لا تستجيب للعلاج الدوائي والسلوكي وتستمر لديها الأعراض، يتم الاستعانة بالمنظار لتشخيص حالتها
ولمعرفة إن كان هناك سبب عضوي يمكن التخلص منه مثل الفتق في الحجاب الحاجز، وتتحسن حالة المرضى كثيرًا بعد إجراء عملية جراحية للتخلص من السبب العضوي.