تدمير آثار غزة حرب لطمس الهوية.. وأثريون: قصف 200 موقع تاريخي محو للحضارة الإنسانية
نصف المواقع الأثرية والتاريخية في غزة دمرها الاحتلال بإجمالي 207 مواقع من أصل 360
تقارير صحفية عبرية: إسرائيل تدمر كل شيء جميل.. ودمرت المسجد العمري وكنيسة بيرفيريوس
المؤرخ الفلسطيني حسام أبو النصر: عمليات سرقة الآثار الفلسطينية على يد الإسرائيليين قديمة
المهندسة شيرين علان: المواقع التراثية الـ3 في غزة المرشحة لليونيسكو يجرى تخريبها
داخل أروقة كلية الآثار بجامعة الأقصر، يتابع أستاذ الكتابات الأثرية الدكتور فرج الحسيني، كغيره من الملايين حول العالم ما يحدث في قطاع غزة، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، حزنا على سقوط عشرات الآلاف من الشهداء المدنيين الأبرياء خاصة من الأطفال والسيدات على يد جيش الاحتلال الإسرائيلي، لكن ما زاد من ألمه وغضبه تدمير الكثير من الأماكن التاريخية والتراثية، والتي زار معظمها وشاهدها بأم عينيه بعدما انتُدب لتدريس تاريخ العمارة والآثار الإسلامية والكتابات الأثرية في الجامعة الإسلامية؛ في القطاع منذ 13 عاما.
آثار غزة فريسة سهلة للتدمير على يد جنود الاحتلال الإسرائيلي
أُصبت بالصاعقة.. هكذا يعرب الدكتور فرج الحسيني، خلال حديثه للقاهرة 24، عن شعوره بالمرارة للتدمير الذي لحق بالكثير من المباني الأثرية في قطاع غزة على يد الاحتلال الإسرائيلي؛ ومن بينها المقبرة التاريخية التي تقع خلف المستشفى المعمداني الشهير، والتي تسمى باب البحر والشيخ شعبان بعدما جرفها جيش الاحتلال الإسرائيلي واتخذها مركزا لعملياته في المنطقة.
ويقول: شعور بالمرارة لا يتصوره إنسان.. وكأن إنسانا صحيح الجسم.. فقد عضوا من أعضائه.. خاصة وأن تلك الآثار لا يمكن تعويضها وكثيرا منها تم محوه بشكل كامل.. وهدف الاحتلال إلحاق الضرر بغزة الإنسان وغزة التاريخ.
ويشير إلى أنه منذ اللحظة الأولى التي وطأت قدمه فيها قطاع غزة في عام 2011، حرص على زيارة الكثير من تلك الأماكن والمباني الأثرية والتراثية ليكتشفها بنفسه، ويتعرف عليها عن قرب، مؤكدا أن تلك البقعة الصغيرة والتي تبلغ مساحتها 365 كم مربعا، تزخر بالكثير من الآثار لحضارات متعاقبة من الفرعونية وحتى الإسلامية، وأنها مدينة ذات طابع خاص شُيدت على أطلال مدينتين قديمتين إحداهما رومانية والأخرى بيزنطية، وكثير من أحيائها التاريخية مثل الشجاعية وحي الدرج وحي التفاح سويت بالأرض خلال المعارك الضارية؛ رغم ما بها جميعا من مبانيٍ تاريخية.
الصدفة وحدها؛ بعد رؤية شاهد أحد القبور خلال حضور إحدى الجنازات؛ قادت الدكتور فرج الحسيني، في البدء تأليف كتاب يحمل عنوان: تاريخ غزة في نهاية العصر العثماني.. من خلال شواهد القبور، مؤكدا أن تلك الشواهد تعد وثائق لا يمكن الطعن فيها للعائلات والأشخاص ويمكن وصفها بـ سجل مدني تاريخي، لكن الكثير من المقابر التاريخية جرفتها الآليات العسكرية لجيش الاحتلال بطريقة وحشية، قائلا: كنت بفحص شواهد القبور حجر حجر.. واكتشفت شواهد مملوكية لعلماء بارزين ساهموا بمؤلفات عظيمة في كثير من التخصصات.
باحثة بالتراث في غزة: القصف كان في مناطق تضم الآثار والأماكن التراثية
محاولات كثيرة وصلت لأيام من أجل التواصل مع بعض المصادر من العاملين في مجال التراث أو الآثار في قطاع غزة، لكن جميعها باءت بالفشل لانقطاع الاتصالات في كامل القطاع المحاصر، لكن حيلة ضعيفة ساقتها لي الأقدار مع كثير من التوفيق، أوصلتني بـ الباحثة سماح ياسر، والتي تعمل بمؤسسة عيون على التراث المتخصصة في جمع وأرشفة تراث فلسطين.
ردها جاء سريعا خاطفا مع كثير من التشويش قائلة: كيف حالك أستاذ أحمد.. في الوقت الحالي أنا نازحة من أماكن الضرب واللي فيها الآثار والأماكن التراثية.. مفيش الإمكانية اللي نعرف بيها بالضبط الأماكن الأثرية اللي دمرت إلا لما تتوقف الحرب.. وانقطع الاتصال!!!!
الاحتلال دمر 16 مقبرة منها تاريخي.. وشوه شواهد القبور واستخرج الجثث
في السياق ذاته، كشفت شبكة CNN الأمريكية، في تحقيق لها نشرته في الـ 21 من يناير الجاري، بأن الجيش الإسرائيلي خلال هجومه البري على قطاع غزة اجتاح ما لا يقل عن 16 مقبرة وهو ما تسبب في تدمير شواهد القبور، وقلب التربة فيها، واستخرج الجثث في بعض الحالات، والذي اعتبره التحقيق انتهاكًا للقانون الدولي، وجريمة ترتقى إلى مستوى جرائم حرب، وذلك حسب خبراء.
واستعان التحقيق بصور الأقمار الصناعية ومقاطع فيديو تداولتها وسائل التواصل الاجتماعي؛ والتي أظهرت تدمير المقابر وشواهدها، وأن جميع الأدلة تؤكد ممارسة منهجية لقوات الاحتلال في ذلك، فيما ذكر التحقيق أن المتحدث الرسمي باسم الجيش الإسرائيلي لم يتمكن من إيجاد تفسير لتدمير المقابر الـ 16 بعد مواجهته بإحداثياتها ليرد على الشبكة الأمريكية بقوله: ليس لديه خيار آخر.
وزارة الآثار الفلسطينية: الاحتلال يدمر المواقع الأثرية لمحو الهوية الوطنية الفلسطينية
انتقلنا إلى الضفة الغربية لنحصل على إجابات أكثر على تساؤلاتنا وتساؤلات الملايين الذين شاهدوا تدمير الأماكن التاريخية في قطاع غزة، ووثقتها كاميرات الصحفيين والأهالي، وأجاب علينا صالح طوافشة وكيل وزارة السياحة والآثار الفلسطينية، مؤكدا أن هناك المئات من المواقع الأثرية والتاريخية دمرت في غزة على يد الاحتلال الإسرائيلي، خاصة وأنه مسجل لدى الوزارة 131 موقعا ومعلما أثريا، وأكثر من 800 مبنىً تاريخيًا، مشددا على أنه استهداف وتدمير ممنهج على التراث، فمثالا على ذلك القصف المتعمد لـ متحف وقصر الباشا؛ والذي كان يحوي ألاف القطع الأثرية النادرة، ولا يعرف مصيرها حتى الآن.
ويوضح في حواره للقاهرة 24؛ أن الوزارة خاطبت كافة المنظمات الإقليمية والدولية المعنية بحفظ وحماية التراث، وذلك لعدم احترام الاحتلال للقانون الدولي الخاص بحماية المواقع الأثرية، من حال تعديه عليها بشكل شبه يومي كما أنه لا يفرق بين مسجد ولا كنيسة ولا متحف، وهدفه من وراء ذلك هو محو الهوية الوطنية الفلسطينية وضربها في مقتل.
ويعلق وكيل وزارة السياحة والآثار الفلسطينية، على تداول مقطع فيديو عبر منصات ومواقع التواصل الاجتماعي يظهر فيه عدد من جنود الاحتلال رفقة مسؤول آثار إسرائيلي داخل مخزن للجرار والأواني الفخارية في قطاع غزة، لافتا إلى أن جميع مقتنيات المخزن الأثري مسجلة بالفعل وأنها نتاج الحفريات التي قامت بها المدرسة الفرنسية على مدار سنوات في مواقع أثرية بالقطاع، مدللا على أن ذلك قرينة على محاولاته سرقة التراث، محملا الاحتلال مسؤولية مصير هذه القطع الأثرية والمواقع المدمرة.
مقطع الفيديو الذي نشره إيلي إسكوسيدو مدير سلطة الآثار الإسرائيلية، ويظهر من خلاله عدد من جنود الاحتلال داخل مخزن للجرار والأواني الفخارية في قطاع غزة وهو ما عرضه للهجوم من قبل مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي
الاحتلال دمر المسجد العمري وكنيسة بيرفيريوس واستهدف أكثر من 40 من المبدعين والمثقفين
يقول فادي أبو بكر مدير عام الإدارة العامة للدوائر التخصصية في اللجنة الوطنية الفلسطينية للتربية والثقافة والعلوم، بأن المواقع الأثرية والتراثية في قطاع غزة يبلغ عددها أكثر من 360 موقعا، موضحا أن مجموع ما تم رصده من تدمير طالته تلك المباني يبلغ حوالي 207 موقعا، من بينها المسجد العمري وكنيسة بيرفيريوس التاريخية والتي تعد من أقدم الكنائس عالميا.
ويتابع: الاحتلال يستهدف الأماكن التاريخية والأرشيف القديم والمخطوطات وغيرها من المؤسسات التي تحفظ بين جدرانها الوثائق التاريخية كما يدمر المراكز الثقافية والمسارح، واستهدف أكثر من 40 من المبدعين من الكتاب والمثقفين والشعراء ممن ارتقوا شهداء.
وأضاف أبو بكر، أن هدف الاحتلال من ذلك كي الوعي الفلسطيني ومحاولة مسح تدريجي لأي صلة تاريخية ومعنوية وفكرية وحضارية بين سكان غزة وأرضهم، وذلك كله يأتي تحت خطة كبيرة لتهويد جميع أراض فلسطين، مؤكدا أن اللجنة الوطنية الفلسطينية للتربية والثقافة والعلوم، تعمل على توثيق كامل جرائمه التي ارتكبها بحق الأماكن التاريخية والأثرية وسيتم فضحه بإنتاج مستقبلي لسجل مصور لما حلّ بتلك المباني قبل وبعد التعدي عليها.
صحف عبرية: إسرائيل دمرت آثار غزة
في الـ 26 من شهر ديسمبر الماضي، نشرت صحيفة هآرتس الإسرائيلية تقريرا حول استهداف وتدمير الجيش الإسرائيلي؛ للأماكن الأثرية والتاريخية في قطاع غزة بعنوان: قصف المواقع التاريخية في غزة.. إسرائيل تدمر كل شيء جميل.
وتناول التقرير العبري أن الجيش الإسرائيلي في حربه على قطاع غزة، خلف آلاف القتلى ومئات الآلاف من النازحين، وتسبب في تدمير عشرات المواقع التراثية في قطاع غزة بسبب قصفه المدفعي والصاروخي، ومن بينها المسجد العمري الكبير الذي يعود تاريخه إلى القرن الثالث عشر، وكنيسة القديس برفيريوس، وموقع التنقيب في الميناء القديم.
المؤرخ الفلسطيني حسام أبو النصر: الاحتلال اقترف مذبحة بحق الأماكن التاريخية والأثرية بغزة والعالم لم يمنع ذلك
يتفق المؤرخ حسام أبو النصر ممثل فلسطين في اتحاد المؤرخين العرب؛ بأن الهدف من سرقة الاحتلال للآثار الفلسطينية أو تدميرها يرجع إلى محاولاته إخفاء أي دلائل حقيقية حول التاريخ الفلسطيني والوجود الحضاري الكنعاني في فلسطين وكذلك السيطرة الفكرية لإسرائيل لتضليل الرأي العام العالمي وتزييف الرواية التاريخية الحقيقية والترويج لروايتها الكاذبة، ويؤكد بأن ما حدث في غزة جريمة من جرائم الحرب وتعدي على القانون الدولي، وفقا لاتفاقيتي جنيف الرابعة ولاهاي والتي توجبان حماية المواقع التاريخية والتراث الإنساني.
ويؤكد أنه منذ الأسبوع الأول من العدوان على قطاع غزة كانت أنظار العالم واهتماماته تتجه صوب استهداف المدنيين، موضحا أنه تزامن معه اقتراف الاحتلال مذبحة بحق الأماكن التاريخية والأثرية ويدمرها بصواريخه، لافتا إلى أن المكتب التابع لاتحاد المؤرخين العرب في قطاع غزة، وبالتعاون مع اتحاد الأثريين العرب، عملا على توثيق تلك الانتهاكات منذ اللحظة الأولى والتي أثمرت عن إصدار 4 تقارير لكل الأماكن التاريخية التي تم استهدافها من المساجد والكنائس والمتاحف.
وأوضح المؤرخ حسام أبو النصر؛ خلال حديثه للقاهرة 24، أن عدم وجود نية حقيقة لإصدار قرارات دولية تمنع استهداف المدنيين الفلسطينيين، تزامن معه أيضا عدم جدية من المنظمات المعنية بحفظ التراث لحماية الأماكن التاريخية من التدمير وهو ما جعلها فريسة سهلة لهذا العدوان، مؤكدا أنه تم إبلاغ اليونيسكو والأليسكو بضرورة حمايتها، لكن التباطؤ في ذلك تسبب في استهداف وتدمير أكثر من نصف المناطق الاثرية بحوالي 200 موقع نصفهم دمر بشكل كلي.
ويشير ممثل فلسطين في اتحاد المؤرخين العرب؛ إلى أن عمليات سرقة الآثار الفلسطينية على يد الإسرائيليين قديمة، ترجع لما قبل عام 1948 بدءا من تنقيب الفرق اليهودية والإنجليزية، تبعها سرقات كثير ومنها ما يسمى سرقات “موشي ديان” والتي اعترف هو بها في مذكراته، وأيضا حفريات “دوسان”، موضحا أن أعمال التنقيب الغير مشروعة للاحتلال لم تتوقف بل شملت مناطق كثيرة في غزة والضفة الغربية وسرقة50 تابوتا كنعانيا منها، ولا يمكن غض الطرف عن سرقة 700 مخطوطة قديمة من كل فلسطين المحتلة والمسجد الأقصى.
خبير سابق باليونيسكو: غزة تمتلك إرثا ثقافيا وأثريا نادرا غير معروف للعالم
بالبحث في صندوق الرسائل الواردة في بريدي الإليكتروني، تلقفت ردا قادما من جزيرة مالطا التاريخية، من الدكتور ريموند بوندين، سفير مالطا السابق لدى اليونيسكو والذي يعمل حاليا مستشارا خاصا للمدير العام لمنظمة إيكروم، مستهلا إجابته على أسئلتي بالأسف الشديد عما حدث في قطاع غزة، والذي فقد جزءا كبيرا من تراثه التاريخي الاستثنائي على حد تعبيره.
ويؤكد أنه عمل خبيرا لليونيسكو في مجال التراث العالمي، وزار غزة 3 مرات وعمل في مناطق مثل تل أم عامر وموقع القديس هيلاريون والذي يعود للقرن الرابع الميلادي، مشيرا إلى أنه وبسب القيود المفروضة من قبل الاحتلال الإسرائيلي على دخول القطاع؛ يصعب بل من المستحل زيارة هذا الإرث الأثري والثقافي، والذي يعد غير معروفا جيدا للعامة من الناس والوحيدون الذين يقدرونه ويعلمون به ثلة قليلة من الأثريين وفي المقابل يصعب عليهم زيارته أيضا.
وأضاف: غزة كان لديها أطلال الميناء القديم وهو موقع أثري في غاية الأهمية التاريخية، لأنه كان نقطة الوصول إلى منطقة الشام كما يعد البوابة الرئيسية لمنطقة غرب المتوسط بالكامل، وللأسف معظم المعالم الأثرية في قطاع غزة تم تدميرها خلال الصراع الحالي.
ويجيب الخبير العالمي في مجال حفظ التراث، عن تساؤلي بأن هناك إهمال دولي وتباطؤ للحفاظ على هذا التراث؟؛ بأنه يرى أنه كان من الممكن عمل الكثير من أجل إنقاذه، ويسترسل قائلا: أنه على سبيل المثال في عام 2022، عثر عمال الحفر داخل منطقة سكنية تحت التشييد في أقصى شمال غزة، على موقعا أثريا يضم 200 مقبرة رومانية، وتم اتخاذ كافة الإجراءات لحمايتها من قبل العلماء لمدة طويلة، لكن جيش الاحتلال الإسرائيلي دمرها بكامل خلال عدوانه الحالي على القطاع.
ويصف الدكتور ريموند بوندين، خبير التراث العالمي، ما حدث من تدمير للأماكن التاريخية في قطاع غزة خلال العدوان الإسرائيلي بأنه خسارة كبيرة للتاريخ الإنساني بالكامل لكن الخاسر الأكبر هم الفلسطينيون، مؤكدا أنه ميراث وملك للبشرية جمعاء لأن التراث يصنع الأمم.
المهندسة شيرين علان: المواقع التراثية الـ3 في غزة المرشحة لليونيسكو يجري تخريبها بعدة طرق على يد الاحتلال
تم تدمير نسيج تاريخي متصل بشكل ممنهج، هكذا تصف المهندسة شيرين علان؛ رئيسة اللجنة الفلسطينية في المجلس العالمي للمعالم والمواقع الأثرية والتاريخية ICOMOS؛ ما حدث من استهداف وتخريب للأصول الأثرية والتاريخية في قطاع غزة على يد آلة الحرب الإسرائيلية، مؤكدة أن هناك إصرارا على تدمير ومحو التراث الثقافي المادي، المتمثل في مبانٍ عمرها آلاف السنين، وأنها إبادة ممنهجة للتراث وتطهير عرقي ضد الفلسطينيين في غزة والضفة الغربية كما وصفها المتخصصون والموفدون الأمميون.
وتتوقع رئيس اللجنة الفلسطينية في الجمعيّة المهنيّة التي تعمل من أجل حفظ وحماية واستدامة أماكن التراث الثقافي في جميع أنحاء العالم، والتي تقدِّم توصيات لمنظمة اليونسكو عن مواقع التراث العالمي، بحدوث أضرار كبيرة في مواقع التراث العالمي المرشحة لقائمة اليونيسكو التمهيدية، والتي يبلغ عددها في غزة 3 مواقع، خاصة وأن المجلس أصدر 4 بيانات وتقريرين أدلة وليس رصد أضرار، حتى تاريخ الحديث معها، والتي يعتمد في إصدارها على معايير عالية في توثيق الأدلة توفر معلومة من الزملاء في غزة وصور أو فيديو مباشرة لما يقولون حتى تكون المعلومة مؤكدة وبالدليل، مؤكدة أنه لا يمكن إجراء تقييم موثوق للأضرار التي حدثت قبل التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار لعدم وجود مناطق آمنة على الإطلاق بسبب العدوان الإسرائيلي.
وتشير إلى أن الـ 3 مواقع المرشحة لتكون على قائمة التراث العالمي في اليونيسكو في قطاع غزة، هي موقع تل أم عامر الأثري والمعروف أيضًا بدير القديس هيلاريون ويرجع للقرن الرابع الميلادي، وموقع الأنثيدون البلاخية والمعروف بموقع ميناء غزة القديم، والأخير يطلق عليه موقع الأراضي الرطبة الساحلية؛ والذي يُعتبر محمية ذات قيمة استثنائية عالمية غنية بالتنوع البيولوجي النباتي والحيواني، مؤكدة أن الموقع الأخير يجرى تخريبه بطرق عدة من قبل جيش الاحتلال، من خلال إجبار السكان في شمال القطاع منذ بداية الحرب على النزوح إلى جنوب الوادي مما يهدد التوازن البيئي به، كما أنه لم يعد يمكن الوصول لهذه المواقع كونها أصبحت الحدود التي وضعها الاحتلال للنزوح جنوبها ويقتل كل من يصل إليها وبالتالي لا معلومات دقيقة حتى اليوم.
وتختتم المهندسة شيرين علان؛ حديثها بأنه مع بداية العدوان على قطاع غزة لم يكن المجلس يمتلك القدرة على الإعلان على تدمير الاحتلال لمواقع تاريخية لعدم وجود معلومات مؤكدة في هذا السياق، موضحة أن المجلس بدوره أصدر نداء عاجلا لإيقاف القصف لحماية الأرواح ومواقع التراث البارزة والتي وقعت تحت طائلة القصف العنيف والمركز في المنطقة التي تتضمن هذه المواقع الأثرية والتاريخية من خلال دعوة المؤسسات الدولية والعالمية التي تعني بشؤون التراث الثقافي كالإيكوموس واليونسكو والإيكروم ومنظمات حماية البيئة.
- الأثار
- اثار غزة
- تدمير اثار غزة
- اسرائيل تدمر اثار غزة
- قصف اثار غزة
- الاحتلال الاسرائيلي
- الاثار الاسلامية
- جرائم الاحتلال الإسرائيلي
- جرائم اسرائيلي باثار غزة
- المباني الأثرية في قطاع غزة
- قطاع غزة
- التراث في غزة
- شواهد القبور
- وزارة الآثار الفلسطينية
- الآثار الفلسطينية
- الهوية الوطنية الفلسطينية
- إسرائيل دمرت آثار غزة
- مدير سلطة الآثار الإسرائيلية
- إيلي إسكوسيدو
- اليونيسكو
- كنيسة بيرفيريوس
- المسجد العمري
- ميناء غزة القديم