معرض الكتاب يناقش ثقافة الزواج عبر الإنترنت
استضاف الصالون الثقافي في معرض القاهرة الدولي للكتاب ندوة نظمها المركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية تحت عنوان ثقافة الزواج عبر الإنترنت.
معرض الكتاب يناقش ثقافة الزواج عبر الإنترنت
شارك في الندوة من المركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية الدكتورة نشوى الحوفي التي أدارت الندوة، والدكتور كامل كمال سعد، والدكتور وليد كمال زكي، كما شارك في الندوة بالتعقيب الدكتور عمرو الورداني مدير مكتب الإرشاد الزواجي وأمين الفتوى بالازهر، والمهندس زياد عبد التواب عضو لجنة الثقافة الرقمية بالمجلس الأعلى للثقافة.
وفي تقديمها للندوة أكدت نشوى الحوفي أننا نستفيد من أبحاث المركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية ونحتاج لطروحاته طول الوقت لأننا نحتاج دائما أن نفهم ونعرف ما نحن فيه وما يدور حولنا بناء على دراسات دقيقة.
وأردفت بأن الزواج عبر الإنترنت أصبح منتشرا حاليا، فالفرد الواحد يمكن أن يتزوج الكثير من المرات عبر الهيلوجرام وعالم الميتافيرس.
وفي كلمته أكد الدكتور كامل كمال سعد أن الزواج عبر الإنترنت موضوع صعب، والذي يتزوج عن طريق النت له شخصية مختلفة.
وأردف: قديما كان الفرد يختار عن طريق العائلة أو من خلال الوالدة، ثم ظهرت ما تسمى الخاطبة، ثم ظهر الزواج عبر إعلانات التليفزيون والجرائد، ومع الإنترنت حدث تطور في القصة، فقد أزاح الإنترنت حاجزا كبيرا وأصبح الزواج قرارا فرديا، كما قضى على الحدود المكانية.
واستكمل: عندنا في المركز القومي للبحوث أجرينا دراسة حول ثقافة الزواج عبر الإنترنت، انقسمت لجزءين، الأول عينة من 1800 فرد معينة عشوائية، ثم كانت العينة الثانية عن حالات تزوجوا بالفعل عبر الإنترنت ودرسنا حالتهم وقيمنا تجربتهم في الزواج عبر الإنترنت، وخرج الدراسة في 5 فصول.
وواصل: اكتشفنا خلال الدراسة أن البعض يفضل اختيار شريك الحياة عبر الإنترنت باعتباره يناسب الناس الخجولة، والذين ليس عندهم وقت للعلاقات الواقعية كما أنه غير مكلف، فيما أن هناك رأي آخر يرى أنه الزواج عبر الانترنت خروج على المعايير التقاليد المتعارف عليه.
فيما أكد وليد رشاد زكي من المركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية، أن قضايا الأسرة ذات حساسية شديدة في العالم كله، فهناك تفكك اجتماعي كبير في العالم كله، وخاصة في عصر الإنترنت لأن الإنترنت غيّر في قيم وسلوكيات الأسر المصرية وعلاقة أفرادها.
واستكمل: في دراستنا حول الزواج عبر الإنترنت توصلنا إلى عدد من النتائج، منها أن فئة الشباب هم الأكثر زواجا عبر الإنترنت خصوصا أن الإنترنت جعل الشباب يتحولون من العلاقات الجمعية إلى العلاقات الفردية.
وأضاف من النتائج التي توصلنا لها أيضا أن الشباب بشكل عام تحول من العالم الواقعي إلى العالم الافتراضي، والتحرر من السلطوية الوالدية خصوصا فيما يتعلق في مسألة الزواج والطلاق.
وتابع: في العينة العشوائية للدراسة وجدنا نصف العينة يؤيد زواج الإنترنت، وظهر ذلك في المدن اكثر الريف باعتبار النت أصبح أسلوب حياة والنصف الآخر رفض زواح الإنترنت باعتبار الأنترنت فيه غش وخداع.
وكشف: وجدنا الإناث أكثر دخولا على صفحات ومواقع الزواج عبر الانترنت وذلك لتأخر سن الزواج، كما أكد الشباب أن الزواج عبر الإنترنت تكون نسب الطلاق فيه كبير.
وأردف: وفي سؤالنا مع شباب تزوجوا عبر النت وجدنا أن 55 بالمئة منهم تعليمهم جامعي، وكشفوا أن أهاليهم رفضوا الزواج عبر الإنترنت، لكنهم أصروا أن يتموا الزواج عبر الإنترنت، كما كشفت الدراسة أيضا أن أكثر الشباب يتزوج عبر الأنترنت من أجنبيات ويسافرون معهم للخارج.
وفي نهاية الحديث أكد وليد رشاد أن 80 حالة حالة ممن تزوجوا عبر الإنترنت هناك 17 وقع بينهم الطلاق و24 أبدوا عدم اطمئنانهم في علاقتهم معا في المستقبل.
فيما أكد المهندس زياد عبد التواب، عضو لجنة الثقافة الرقمية بالمجلس الأعلى للثقافة أن الزواج عبر الإنترنت موضوع في غاية الأهمية وشائك، مقدما الشكر لفريق البحث للمركز القومي للبحوث الاجتماعية، على دراسته عن الزواج عبر النت وهي دراسة كبيرة ودقيقة.
وأردف: هناك بعض الحالات تزوجوا عبر لعبة بابجي على الإنترنت وفي المستقبل سنجد الآباء يعترفون بالزواج على الإنترنت.
وأوضح أن الإنترنت استخدامه يتوقف على الوعي فإذا كان الإنترنت به غش فالأمر الواقعي فيه غش، فهو أداة مثله مثل أي أداة لكن يجب إجادة استخدامها.
فيما علق الدكتور عمرو الورداني مدير مكتب الإرشاد الزواجي وأمين الفتوى بالأزهر بأن الظواهر البسيطة انتهت والآن نحن نعيش زمن الظواهر المركبة والزواج عبر الإنترنت من الظواهر المركبة.
واختتم بأن الزواج عبر الإنترنت يجعل هناك مشكلة ثقة ووجود حالة من التوجس بين الطرفين، كما أن إلكترونية الزواج تسهم في تسليع الزواج فقد اصبح الزواج هنا عرض وطلب مثل السوق، كما أن الزواج الالكتروني "يرقمن" الإنسان وهذا خطر على منظومة القيم.