بين نارين.. الدولار الأمريكي والجنيه المصري بين الرسمي والموازي
سيناريوهات مؤسفة.. تحركات الدولار والذهب والدواجن واللحوم والبيض تتضاعف في 2024 | تقرير
شهدت السوق المصرية خلال الأيام الماضية، تحركات كبيرة في أسعار المنتجات الغذائية والسلع والعملات الأجنبية والمعدنية، بشكل كبير، نتيجة ممارسات السوق الموازية في احتكار السلع والخامات المستخدمة في تلك المنتجات سواء الغذائية أو العملات الأجنبية أمام الجنيه المصري، والذي تضاءل بنسبة تتجاوز النصف مقارنة بالسعر الأساسي له وفقًا للبيانات الرسمية في البنك المركزي المصري.
ويترقب العديد من المواطنين بشكل حذر في مصر اجتماعات البنوك المركزية الكبرى حول العالم، بشأن تحديد مصير معدلات الفائدة في الدول، والذي يسبقهما دائما في الاجتماعات؛ بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، والذي اجتمع أمس الأربعاء الموافق 31 من فبراير 2024، وقرر الإبقاء على معدلات الفائدة في الولايات المتحدة الأمريكية حتى إشعار آخر في الاجتماع المقبل، للسيطرة على معدلات التضخم العالمية التي تصيب جميع البلاد.
في هذا الإطار، يترأس حسن عبدالله محافظ البنك المركزي المصري، اليوم الخميس 1 فبراير 2024، أول اجتماعات لجنة السياسات النقدية بالبنك المركزي هذا العام، لبحث أُطر معدلات الفائدة في مصر خلال الفترة الحالية، وتحديد مصير حاسم للعدول عن مسار التضخم المتذبذب خلال الفترة الماضية.
لذا، فإن السوق المصري في حالة من الترقب الشديد لهذه الاجتماعات، والتي تؤثر بنسبة كبيرة على الأسعار داخل مصر، وارتباطها بالعملة الأجنبية في عملية استيراد مستلزمات إنتاج بعض المواد الغذائية والاستهلاكية من الخارج، وفي سياق التقرير التالي، نرصد لكم تحركات الدولار والذهب والدواجن واللحوم والبيض داخل الأسواق المصرية والتي شهدت سيناريوهات مؤسفة للغاية، فنتابع في السطور التالية ما حدث:
ارتفاع الدولار والذهب في مصر.. والسوق الموازية السبب
هدد السوق الموازية استقرار جميع أنواع العملات الأجنبية في السوق الرسمية، وكان للعملة الخضراء (الدولار) نصيبا كبيرا من هذا التهديد، حيث يبلغ سعر الدولار داخل أروقة البنك المركزي المصري؛ نحو 30.82 جنيه للشراء، و30.95 جنيه للبيع، في حين وصل سعر الدولار مقابل الجنيه في السوق الموازي؛ عند مستويات تتراوح بين 64 جنيهًا و71 جنيهًا.
تضارب سعر الدولار أمام الجنيه في مصر بالسوق الموازي، أحدث ضربة كبيرة في السوق الرسمي، نتيجة شح العملة الخضراء في السوق الرسمي، في ظل لجوء المواطنين إلى تغيير العملة داخل السوق الموازي، ما تسبب في رفع الأسعار بصورة هائلة تقارب الضعف وأكثر في بعض الأحيان، وهو ما تسعى إليه إدارة البنك المركزي المصري باتخاذ قرار حاسم لموقف الدولار أمام الجنيه المصري في اجتماعها اليوم الخميس 1 فبراير 2024.
تحركات الذهب في أسواق الصاغة
وفي سوق الصاغة، أصبح هناك فارق كبير بين السعر الرسمي للذهب في الشعبة العامة لتجارة الذهب التابعة لاتحاد الغرف التجارية، وبين المنصات الإلكترونية التي يستعين بها تجار المحلات في تسعير الذهب للشراء والبيع.
ومن بين هذه المنصات، فقد ثبت تجار محلات الذهب؛ التعامل على الشراء والبيع، من خلال منصة آي صاغة لتداول الذهب والمجوهرات، والتي باتت تعطي أعلى سعر في سوق المعدن الأصفر والذي يعد ذلك بمثابة مكسب كبير لجميع التجار، حيث يوجد فارق بين سعر الشعبة وسعر المنصة يصل في بعض الأحيان إلى 200 جنيه.
سعر الذهب عيار 21
على سبيل المثال لا الحصر، يسجل اليوم سعر الذهب عيار 21 نحو 3875 جنيهًا وفقًا لأسعار الشعبة العامة للذهب، في حين يسجل نفس العيار نحو 4050 جنيهًا بحسب آخر الأسعار المعلنة على منصة آي صاغة لتداول الذهب والمجوهرات، أي بفارق 175 جنيهًا بين السعرين.
ارتفاع أسعار الدواجن والبيض في السوق المصرية
قال عبدالعزيز السيد رئيس شعبة الدواجن باتحاد الغرف التجارية، إن سعر كيلو الدواجن في الأسواق ارتفع قبل الأزمة الأخيرة من 59 جنيهًا إلى أكثر من 90 جنيها، معللًا ذلك بعدم توافر مستلزمات الإنتاج من الذرة وفول الصويا والأعلاف نتيجة استيراد كميات كبيرة منها من الخارج بالعملة الصعبة، فضلًا عن ارتفاع أسعار المتوفر منها داخل السوق الموازية ولكن بأسعار مرتفعة لا تلائم الأسعار الطبيعية.
وأضاف السيد خلال تصريحات له، أن سعر كرتونة البيض في المزرعة حاليًا وصل إلى 155 جنيهًا، في حين كان قبل عام يسجل 115 جنيهًا، ليكون قد ارتفع بذلك سعر البيضة الواحدة من 3 جنيهات ونصف تقريبًا إلى نحو 5.5 جنيه حاليًا بالأسواق.
هل هناك أزمة؟.. أسعار اللحوم تصعد والدولار السبب
وفيما يتعلق بأسعار اللحوم في مصر، فقد أشار محمد مصطفى رئيس مجلس إدارة شركة هيلثي ميلك المتخصصة في إنتاج الألبان واللحوم، إلى أن سعر اللحوم في شهر رمضان 2024؛ سوف يصل إلى 550 جنيهًا للكيلو الواحد، على الرغم من تداوله حاليا بين مستويات 300 و400 جنيه، في حين كانت تتراوح أسعار اللحوم في السوق المصرية خلال العام الماضي قبل أزمة مستلزمات الإنتاج الحالية، عند مستويات بين 200 إلى 300 جنيه.
وقال سيد النواوي نائب رئيس شعبة المستوردين بغرفة القاهرة التجارية، خلال تصريحاته لـ القاهرة 24، إن أسعار اللحوم المستوردة والكبدة، ارتفعت بنسبة تتراوح بين 10 و15% ما يعادل بين 30 جنيها وحتى 35 جنيها، بسبب زيادة الطلب وقلة المعروض من اللحوم الحمراء، بالإضافة إلى تكاليف الاستيراد المرتفعة، لافتًا إلى أن السبب الرئيسي وراء تراجع المعروض، هو صعوبة تدبير الدولار، للتمكن من تنفيذ عمليات الاستيراد في ظل نقص العملة الأجنبية.
