بصرف على نفسي.. محمود طالب هندسة يعمل في سن السكاكين بقنا: فخور بشغلي
في الصباح يذهب إلى كلية الهندسة باحثا عن العلم والمعرفة، وفي المساء يذهب إلى عمله في سن السكاكين، في ورشة والده بمنطقة السوق الفوقاني بمدينة قنا، باحثا عن لقمة عيش حلال، لم يفكر في ردود الفعل السلبية من معارفه وأصدقائه، ونظرة الناس له، لكنه فكر في كيفية بناء مستقبله بالاعتماد على نفسه ومساعدة أسرته.
اشتغلت في سن السكاكين وأنا عمري 6 سنين، عشان دي مهنة والدي وأجدادي على مدار 7 أجيال، بهذه الكلمات بدأ محمود عبده السنان، 23 عاما، الطالب في الفرقة الثالثة بكلية الهندسة قسم إلكترونيات- جامعة المنيا، ابن محافظة قنا، حديثه لـ القاهرة 24، مؤكدا أنه يعمل لمدة أكثر من 12 ساعة في فترة الإجازة، أما في الدراسة فيكون العمل وفق الوقت المتاح، بما لا يؤثر في دراسته.
قصة كفاح طالب هندسة في سن السكاكين
مهنة سن السكاكين تحتاج إلى كثير من الجهد والتركيز الكبير، خاصة وأن الغفلة في وقت قصير قد يدفع ثمنها غاليا من صحته وقد تصل إلى إنهاء حياته - بحسب محمود السنان-، لافتا إلى أن الماكينة التي يقف أمامها ذات قوة وقدرة كبيرة في الدوران، ولكن عمله في تلك المهنة منذ طفولته من خلال مساعدة والده، جعله يتقنها ويتعلمها بشكل جيد خاصة وأن أسرته تمتلك خبرة كبيرة في هذا المجال، لأنها ميراث أجداده.
وأشار طالب الهندسة إلى أن عمله في سن السكاكين لا يقلل من شأنه، بل سعيد به، قائلا: أنا فخور بنفسي لأن دي شغله حلال، مؤكدًا أن ردود الفعل على عمله هذا متفاوتة، إذ أن أصدقاءه في الكلية يدعمونه ويشجعونه على العمل، لكن بعضهم يتعجب ويستنكر: في ناس بتقولي أنت إزاي طالب في كلية هندسة وشغال سنان، وكأنها شغلانه عيب ولا حرام.
وأشار ابن محافظة قنا إلى أنه استفاد بشكل كبير من دراسته في كلية الهندسة من خلال تطبيق بعض ما تم دراسته على تركيب أجزاء جديدة بماكينة سن السكاكين، خاصة أن ذلك ساعد في تشغليها بشكل أفضل ودون أعطال، مضيفا أنه استغل دراسته أيضا في تطوير المهنة ونجاحه في سن ماكينات الحلاقة وأدوات البناء وغيرها من الأدوات التي كان يصعب سنها بأدوات السن القديمة.
وأكد الشاب العشريني أنه يعمل بحثا عن لقمة عيش حلال، لينتهي من الكلية بسلام، ولمساعدة نفسه في مصروفات الكلية المرتفعة، موجها الشكر لكل من يدعمه ويشجعه، مؤكدا أنه يحلم بأن يصبح مهندسا مشهورا وناجحا في الجانب المهني بعد تخرجه، كما أنه سيستمر في عمله في سن السكاكين للحفاظ على مهنة أجداده.
