الصالون الثقافي بمعرض الكتاب يحتفي بسيزا قاسم
استضاف الصالون الثقافي في معرض القاهرة الدولي للكتاب ندوة حول الكاتبة والأكاديمية سيزا قاسم، وشارك في الندوة الدكتورة فريال غزول، والدكتور طارق النعمان، وأدار الندوة الدكتور صبري حافظ، وجاء ذلك ضمن محور مشروعات السرد العربي.
وفي بداية الندوة تحدث الدكتور صبري حافظ أستاذ اللغة العربية المعاصرة والأدب المقارن في جامعة لندن، عن علاقته بسيزا قاسم، مؤكدا أنها كانت قامة وقيمة ضخمة في موقعنا الأدبي والنقدي على مدار طويلة وكانت تتميز بالنزاهة والوعي النقدي المقارن.
وقال الدكتور صبري حافظ: عرفت سيزا قاسم في أوائل ثمانينات القرن الماضي حين تزاملنا معا في الجامعة الأمريكية بالقاهرة.
وتحدث صبري حافظ عن كتاب بناء الرواية لسيزا قاسم مؤكدا أنه يمثل نقلة نوعية في الخطاب النقدي العربي والمصري، لأنه كتاب يتم عن معرفة واسعة وقدرة على التعامل مع المناهج الغربية النقدية الواسعة وعلى رأسها البنيوي، فهو نقلة كبيرة في مسيرة النقد الأدبي المصري.
وأشار الدكتور صبري حافظ إلى تأكيد سيزا قاسم على ضرورة المعرفة النقدية وضرورة الاختلاف مع الغير وهذا ما جعل سيزا قاسم تختلف مع أستاذتها سهير القلماوي، ولم تحصل على المكان الذي تستحقه في الحقل التعليمي الأكاديمي.
ومن جانبها تحدثت العراقية الدكتورة فريال غزول أستاذة الأدب الإنجليزي بالجامعة الأمريكية عن علاقتها بسيزا قاسم موضحة أنها التقطها أول مرة عام 1979،عندما بدأت التدريس بالجامعة الأمريكية فور حصولها على الدكتوراه.
وتابعت: ومع أن سيزا كانت تخصص لغة عربية كانت تدرس الأدب الإنجليزي والفرنسي وجذبتني بشخصيتها الفذة، ولقائي معها كان مفصليا في تاريخي الفكري والشخصي حيث احتضنتني وفتحت لي الأبواب إلى النخبة الثقافية في القاهرة، وأدخلتني في نسيج الثقافة القاهرة، حيث عرفتني على صبري حافظ ونصر حامد أبو زيد وغيرهم من المثقفين المميزين.
وأوضحت أن كل من يعرف سيزا قاسم يشهد لها بالانفتاح والإتقان والتبحر، وعلمتنا اتقان اللغة العربية، باعتبار اللغة العربية وعاء الفكر ولا يجوز أن نقدم فكرا في وعاء مشروخ.
واختتمت فريال غزول: يغيب الجسد وتبقى الكلمة تغادرنا سيزا قاسم إلا أنها حاضرة في أعمالها، فالمفكرون لا يموتون إلا قليلا.
فيما قال الناقد والمترجم الدكتور طارق النعمان إن سيزا قاسم كانت حازمة وصارمة صرامة حديدية، ولا تسمح أبدا بأي شيء ينتهك العلم وكانت مولعة بالإتقان العلمي ولا تعرف في العلم أي نوع من أنواع التهاون.
وأكد أن سيزا قاسم أول من عرف بالبنيوية في العالم العربي بعد كتاب زكريا إبراهيم بعنوان مشكلة البنية، وجاءت بعده سيزا قاسم في كتابها بناء الرواية وتحدثت بشكل مفصل عن المنهج البنيوي، كما أنها من أوائل المؤسسين للدراسات السيموطيقية في العالم العربي.
وأوضح أن سيزا لم تنتج كما كبيرا لكنها أنتجت كما نوعيا استثنائيا في تاريخ الثقافة العربية، فهي كانت حريصة على النقد التطبيقي من خلال كتبها، وكانت مولعة بدراسة الأدب المقارن، كما أنها كانت مهتمة بالتراث والمعاصرة.
وتحدثت منى أنيس عن علاقتها بسيزا قاسم من بداية الثمانينات قائلة: كنت أعيش في إنجلترا أجهز رسالة دكتوراه لم تكتمل في الأدب المقارن وجئت مصر في بداية الثمانينات وعرفت سيزا من كتاباتها وأعجبت بها وتعرفت عليها عن طريق دكتورة أمينة رشيد، وكنت منبهرا بها جدا لأن كانت تعرف الآداب العربية بعمق وكذلك كلمة جيدا للأدب العربي وتراثه.
وتابعت: سيزا قاسم عرفتني على اشياء كثير في الأدب العربي عموما في بدايات القرن التاسع عشر والعشرين.