أمي في خطر!
الإحساس بمرارة العجز من أصعب المواقف التي قد يتعرض لها الإنسان، خاصة مع أقرب الناس إليه، فما بالكم مع أمه، نعم.. أمي في خطر، وأنا عاجز أمام التهديدات وكله بالقانون.. محضر قصاد محضر وشهود زور جاهزين!
بدأت الحكاية مع والدتي، السيدة المسنة التي ارتبطت بمنزلها ورفضت الانتقال لتعيش معنا، تحت مبدأ “كل واحد من ولادي فيه اللي مكفيه” وعندما ضايقها صاحب البيت أكثر من مرة في “الطالعة والنازلة”، دون مراعاة لكبر سنها فضلت أمي الصمت، فالصمت أفضل من الخوض بأبنائها في مشاكل مع رجل غاوي المشاكل والحوارات، طمعا في الحصول على المسكن لأنه إيجار قديم.
علمت من الجيران بتلك المضايقات، وأبلغت أبناءه وأقاربه بتصرفاته، والغريب أن الكل “رامي طوبته” ولم أجد أحدا مدافعا عنه أو مبررا لمضايقاته.
اقترحت بالود زيادة القيمة الإيجارية لكنه رفض، معتبرا أن طريق المضايقات والتهديد والوعيد وقطع الكهرباء عنها وترويعها، مستعينا بالخارجين عن القانون، هو الأفضل والأسرع لإجبارها على ترك منزلها.
حذرني أحد الجيران من الذهاب إلى والدتي قائلا: "فيه كمين معمول لك.. بمجرد ما تروح هيفتعلوا مشكلة معاك علشان تبات في القسم وتبقى مجبر على أن تترك والدتك مسكنها'.
في الساعة السابعة صباحا استيقظت على كم من الاتصالات والرسائل: “الحق أمك قاعدة في الضلمة.. الراجل قطع عليها الكهرباء للمرة الرابعة”.
تواصلت مع شقيقي الذي أوضح لي أنه تحرك بالفعل ووصل الكهرباء.. وما زالت المضايقات مستمرة لذا أستغيث بالجهات المعنية ورجال الأمن بمراجعة الكاميرات وحماية أمي من جبروت صاحب العقار، خوفا من تعرضها للخطر بسبب تكرار المضايقات.