جنود إسرائيليون في حوار مع سي إن إن: لا نلوم الفلسطينيين على كرههم لنا ونتمنى إزاحة نتنياهو
نشرت شبكة سي إن إن الأمريكية، تقريرا على موقعها الإلكتروني حول الحرب في غزة كانت قد أجرته مع مقاتلين بجيش الاحتلال الإسرائيلي، رصدت فيه رؤيتهم للحرب في غزة وما بعد الحرب.
تصريحات جنود إسرائيليين حول الحرب في غزة
يقول عاموس شاني أتزمون، إنه لا يلوم الفلسطينيين في غزة على كرههم لإسرائيل في الوقت الحالي، مضيفًا: عندما ترى المدن تشتعل فيها النيران وتتعرض للقصف، كان لدي صديق مقرب قُتل في غزة وحزنت عليه كثيرًا، لذا أفكر في الأشخاص الذين ماتت عائلاتهم بأكملها في القصف، كيف يكون شعورهم.
وتابع: سرعان ما ردت إسرائيل على هجوم 7 أكتوبر بحملة قصف جوي واسعة النطاق، أعقبتها عملية برية، قتلت فيها أكثر من 27 ألف شخص في غزة منذ ذلك الحين، وفقا لوزارة الصحة الفلسطينية، ووفقا لوكالات الأمم المتحدة، فإن 400 ألف من سكان غزة معرضون لخطر المجاعة.
وأضاف أتزمون الجندي الاحتياطي، الذي تم استدعاؤه في جيش الدفاع الإسرائيلي، عقب هجوم طوفان الأقصي في أكتوبر الماضي، بعد عودته من غزة، أن معظم جنود الاحتياط قاموا بالاحتجاج ضد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وخططه لإصلاح القضاء الإسرائيلي.
وأكد أنه يريد أن تعمل إسرائيل على تحقيق حل الدولتين، وأن الشعب الفلسطيني لن يتوقف أبدًا عن قتال دولة الاحتلال حتى يحصل على حكم ذاتي خاص به.
وواصل: في المستوطنات، قُتل مئات الأشخاص في بئيري ونير عوز وكفار عزة وغيرها من الكيبوتسات القريبة من محيط غزة، والذي بدا وكأنه أكثر شيء غير إنساني شهدته على الإطلاق، لذلك عندما أواجه هذا النوع من الشر، شعرت، وما زلت أشعر، أن الدخول في الحرب هو الطريق الوحيد.
جندي يتمني إزاحة بنيامين نتنياهو من الحكم
وأعرب أتزمون عن أمنيته بإزاحة بنيامين نتنياهو، الذي يحاكم بتهمة الرشوة والاحتيال وخيانة الأمانة، عن منصبه، مضيفًا: كان ينبغي أن يستقيل في السابع من أكتوبر، أردت أن أستيقظ في اليوم الثامن وأشاهده على شاشة التلفزيون وهو يقول للناس: لقد خذلتكم وأنا آسف، أنا أتنحى، لكن هذا لم يحدث، وكان سيرحب بأي شخص آخر تقريبًا في هذا المنصب.
وتحدث أيضًا إيمانويل، وهو جندي احتياط يبلغ من العمر 35 عامًا ويخدم حاليًا في وحدة قتالية في قطاع غزة، وعلى عكس أتزمون، لا يزال إيمانويل في الخدمة الفعلية ويمنع رسميًا من التحدث إلى الصحفيين، ولذلك طلب عدم نشر اسمه كاملا.
ويعتقد إيمانويل أن إسرائيل ستحتاج إلى السيطرة على غزة لسنوات قادمة، متفقا مع نتنياهو الذي قال إنه يريد أن تتحمل إسرائيل المسؤولية الأمنية الشاملة في القطاع لفترة غير محددة بعد انتهاء الحرب.
وزعم أن الضفة الغربية يمكن أن تكون بمثابة مخطط لمستقبل غزة، وأن المنطقة باسمها التوراتي والممالك الإسرائيلية القديمة، يهودا والسامرة، موضحًا أنها ليست سوى تذكير بسيط بأنه في هذه المنطقة التي تتسم بالانقسامات والتعقيدات، فإن الكلمات التي يختارها المرء تتحدث عن قناعاته ومعتقداته.
وواصل: استخدام الاسم التوراتي للوطن القديم للشعب اليهودي هو إحدى الطرق التي تحاول بها الحكومة الإسرائيلية إضفاء الشرعية على المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية المحتلة، والتي تعتبر غير قانونية بموجب القانون الدولي.
ويلفت إيمانويل إلى أن قضية المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية تشكل بالفعل خط صدع كبير داخل المجتمع الإسرائيلي وفي العلاقات الدبلوماسية للبلاد، وأثارت فكرة بناء المستوطنات في غزة قلق حلفاء إسرائيل، حيث انتقد كبير الدبلوماسيين الأمريكيين هذه الخطط.
وتابع: يجب علينا إنشاء مستوطنات جديدة، ليس لأننا نريد محو الفلسطينيين، بل يجب أن نحقق انتصارًا واضحًا وحقيقيًا على أعدائنا، مضيفًا: هذا هو الثمن الذي تدفعونه إذا عبثتم معنا، مؤكدًا أن الانقسامات والخلافات داخل المجتمع الإسرائيلي حول مستقبل غزة والضفة الغربية، أصبحت أعمق وأكثر حدة منذ هجوم السابع من أكتوبر.
وبالنسبة للجندي مندل البالغ من العمر 19 عامًا، تبدو الخلافات السياسية بلا معنى إلى حد ما في هذه المرحلة، وقال في حديثه في مقابلة لشبكة CNN في مركز خلوة في القدس تديره منظمة Never Alone، وهي منظمة تقدم الدعم للجنود المنفردين بدون العائلة في إسرائيل: أنت في الجيش وأنت هناك لحماية الناس فقط، ولا يهم ما هو رأيك، أو ما تبدو عليه أو من أين أنت.
وأوضح مندل، أنه أمريكي الجنسية من لونغ آيلاند، حيث قرر الانضمام إلى الجيش الإسرائيلي بعد أن عاش في إسرائيل لبضع سنوات.
الجيش والسياسية
وعلى عكس إيمانويل وأتزمون، لا يتمتع مندل بخبرة عسكرية سابقة، تم تجنيده قبل أشهر قليلة فقط من اندلاع الحرب وتم استدعاؤه منذ ذلك الحين في غزة كجزء من كتيبة نيتساح يهودا، وهي وحدة تابعة للجيش الإسرائيلي مصممة خصيصًا لرجال الدين.
وقال مندل إنه لم يكن يعلم أنه سيشارك في الحرب على غزة، كما أن الأمور تغيرت في أكتوبر عما قبلها، مضيفًا: ما زالوا يحتجزون الرهائن، ماذا تريد منا أن نفعل؟ إذا تراجعنا وما زالوا يحتجزون رهائننا؟ ماذا ستفعل لو كان هذا أنت؟ ماذا تريد أن تفعل عائلتك لو كنت أنت؟.
شهادات جنود الاحتلال حول الحرب على غزة
وأشار إيمانويل إلى أنه يتعاطف أيضًا مع المدنيين الأبرياء، لكنه قال إنه يعتقد أن خوض الحرب بالطريقة التي تُدار بها حاليًا هو الخيار الوحيد.
وأضاف: لا ينبغي للحروب أن تحدث، ولا أعتقد أن البدء فيها يبرر موت أي مدنيين، لكنها حرب والحرب شيء فظيع ووحشي، لكنها إما أن تكون كذلك وإلا قامت الفصائل الفلسطينية بذبحنا جميعًا والابتسامة على وجوههم.
واختتم: الأهم من ذلك كله أن تنتهي الحرب، لأنني افتقد عائلتي، وأمي بشكل خاص.