شالله يا سيدنا اشفع لي عند ربنا.. كيف تناولت الدراما تعلق المصريين بمقامات أولياء الله الصالحين؟
مدد يا سيدنا مدد.. عبارة تتكرر كثيرا بشكل يومي أمام مقامات الأولياء الصالحين وآل بيت النبي -صلى الله عليه وسلم- من قبل عباد الله الذين ملأهم اليأس وأعطت لهم الحياة وجهها السيئ، وأنهكتهم بمشاغلها، والذين اغتصب الروتين والمسئوليات صفاء ذهنهم، فلم يجدوا أمامهم طريقا سوى التعلق في حبال تلك المقامات والأضرحة والتضرع لها، آملين أن يشفعوا لهم عند الله -سبحانه وتعالى- وذلك على حسب اعتقاداتهم.
ولعل الجدير بالذكر حول هذا الأمر، أنه تناولت العديد من الأعمال الفنية، وتحديدًا الدرامية، أمثلة لتلك الشخصيات التي تتبع هذه الطقوس في دعائها، ولا يقتصر التوسل بأصحاب المقامات على فئة أو طبقة اجتماعية أو تعليمية محددة، ولكن يجتمع على هذه الأجواء مختلف الطبقات والمستويات التعليمية.
ونستعرض في السطور التالية أبرز الأعمال الفنية التي تناولت شخصيات لديها تعلق كبير بقامات أولياء الله الصالحين، وكيف أظهروا توسلهم بها
أولاد سيد نفيسة الطامعين في غفران خطاياهم
عرض مسلسل السبع وصايا في موسم رمضان 2014، وتناول حياة 7 أشقاء، قرروا قتل أبيهم -سيد نفيسة-.. فأصابتهم لعنة لبثت في تفاصيل حياتهم لفترة طويلة، وانقلبت حياتهم رأسا على عقب بعد قتلهم لوالدهم، الذي اختفت جثته فور قتله، ففروا هاربين إلى عدة محافظات مختلفة، نادمين على ما فعلوه، وجمعهم مشهد في المسلسل، حينما وصل كل منهم تلك المحافظة، ولم يجدوا أمامهم سوى بيوت الله ومقامات أولياء الله الصالحين، ليفتحوا أبوابهم وأحضانهم لهم، فكان مشهدا مطوّلا يجمع بين عدة لقطات منفصلة لكل منهم وهو يتوسل بمقام مختلف، لينجده من مصيبته، ومن أبرز الجُمل التي جاءت على ألسنة أبطال هذا المشهد: “شالله سيد يا بدوي.. اقف جنبي.. أنا عارفة إني خاطية، بس عايزاك تشفع لي عند ربنا، يا سيدي عبد الرحيم.. اشفع لي عند ربنا يفك ضيقتي، الدنيا براحها بيضيق عليا.. جيالك يا سيدي يا مرسي تتوسطلي عند ربنا.
دعوات أم البنات بالستر والزواج
كما كان لـ الفنانة الراحلة دلال عبد العزيز مشهد مميز ضمن أحداث مسلسل سابع جار، والذي عرض عام 2017، وهي تدعي أمام مقام السيدة نفيسة وتتوسل لله عز وجل عن طريقها، بأن يرزق بناتها بالأزواج الصالحين، وهنا كانت شخصية لمياء التي تجسدها، من طبقة اجتماعية متوسطة تحظى بمستوى عالِ من التعليم، وتذهب لمقامات أولياء الله، وتتفاءل بها، ولكن الجدير بالذكر أن هذا المشهد سلط الضوء على الفرق بين التفاؤل بالمقامات وبين طلب الدعاء من الأولياء أنفسهم، وليس الله، عندما قالت لشقيقتها: الست اللي واقفة جنبي بتدعي لـ ستنا نفيسة هي اللي تشفيلها ابنها.. أنا هروح أقولها إن ده حرام وغلط.
عمرك ما كسفتيني.. دولت ابنة حي السيدة زينب
أما عن مسلسل موجة حارة، فعرض العمل في موسم رمضان عام 2013، وعرض نماذج مختلفة وعديدة من البشر، وأهمهم الأشخاص المتعلقين بالمقامات والأضرحة، وكانت شخصية الفنانة الراحلة معالي زايد هي تلك السيدة التي تعيش بحي السيدة زينب بالقاهرة، ومنذ صغرها وهي متعلقة بمقام السيدة زينب وتتفاءل به، وكلما وقعت في ضيق، تنادي عليها قائلة مثل تلك العبارة: انجديني يا سيدة زينب.. عمرك ما كسفتيني.
خوفا من كشف سرها.. ضحى المتضرعة داخل ضريح السيد البدوي
ومنذ 3 أعوام، قدمت الفنانة ريهام عبد الغفور مسلسل وش وضهر، الذي جسدت به شخصية ضحى الراقصة، التي تقرر الهروب من حياتها القديمة، واختلاق ملامح حياة جديدة، تمثل بها دور ممرضة شريفة، وتخبئ سر حقيقتها، على الدكتور الذي تعمل معه، وكانت تمكث ضحى في أركان محافظة طنطا، فكان البيت المفتوح لها دائما هو مقام السيد البدوي الشهير بطنطا، وكانت تدعو به كثيرًا.
