الإثنين 25 نوفمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

بَدِيلٌ الأُمُّ.. أبناء يروون تجاربهم مع آبائهم بعد التيتم أو الانفصال

القاهرة 24
تقارير وتحقيقات
الخميس 21/مارس/2019 - 08:54 م

في مثل هذا اليوم، 21 مارس من كل عام، يحل الاحتفال السنوي بعيد الأم، تلك المناسبة التي صُنعت خصيصًا لتكريم سيدات أخصهن الله بالأمومة، فقضين ما بقي من عمرهن في رعاية وتنشأه أبنائهن.

“ليس في العالم وسادة أنعم من حضن الأم”، تلك كانت واحدة من أشهر الجمل التي نطق بها ويليام شكسبير ووصفت الأم بمنتهى البساطة، ولكن مثلما تجسد تلك الجملة مشاعر دافئة لأناس، فهي أيضًا تجسد مشاعر مريرة لآخرين.

الملايين من الناس أكملوا حياتهم الطبيعية بلا أم، سواء نتيجة لوفاة الوالدة أو انفصال الوالدين، ليقوم الأب بدور الأم البديلة في حياة أطفاله أو حتى أولاده سواء كانوا مراهقين أو شباب.

“القاهرة24” تحاور شباباً فقدوا أمهاتهم

“القاهرة 24” حاور شبابًا فقدوا أمهاتهم سواء بوفاتهن أو انفصالهن عن أزواجهن، وحرصنا في هذا الحوار أن نختار عينة عشوائية تمثل غالبية المناطق الجغرافية في مصر، لبحث واستبيان نتائج قيام الأب بدور الأم البديلة ونسبة نجاحه.

“ش.ش” شاب من محافظة البحيرة، انفصل والداه وعمره عامًا ونصف، فتزوجا الاثنان بعد انفصالهما وبقي هو مع والده، ليتولى تربيته برفقة زوجته.

يقول “ش.ش”، إنه كان يرى والدته في الأعياد والمناسبات، متابعًا: “ابويا ما ربانيش، اتربيت في الأرض من أول ما عديت 3 سنين، كنت صغير وسط كل ولاد العيله وماسك الفاس الصغيرة وشغال علي قدي، مش فاكر مرة أبويا جالي وقالي مالك، ومحتاج حاجة، وحد زعلك، والحاجات دي عمومًا”.

وتابع: “كنت بشوف أبويا وقت العقاب بس أو الشغل لو هو فاضي يعني”، مضيفًا أنه في عام 2006 أصيبت والدته بمرض القلب وظلت طيلة 3 سنوات تتلقى العلاج في الإسكندريه، وكان يرافقها في رحلة علاجها حتى توفت في 28 مايو 2009.

واستكمل: “أمي توفت قبل امتحانات الثانويه بيومين، جبت دور تاني في الرياضيات.. أبويا عايرني وقتها ونسي أن أمي ماتت قبل الامتحانات”، مشيرًا إلى أن والده رفض دخوله الثانوية العام عدم قدرته على الإنفاق.

وواصل: “الخلاصة أنا أبويا ما ربنيش الشارع والأرض اللي ربوني، الدين بالنسبالي كان الجدار الأول اللي بتسند عليه.. ربنا والمساجد اللي كنت بدخل أسكت فيها ومش عارف أتكلم”، ساردًا العديد من المواقف القاسية التي مر بها مع والده، ومختتمًا حديثه بتحديد نسبة 0% كنسبة لتقييم أداء الأب دور الأم البديلة.

جدى قام بتربيتنا

نادية مبروك، صحفية يبلغ عمرها 31 عامًا وهي من محافظة القاهرة، تروي لنا تجربتها بعد وفاة والدتها وعمرها 3 سنوات، ثم سفر والدها للعمل خارج مصر لمدة 8 سنوات آخرين، لتقضي 14 عامًا تحت رعاية جدها وجدتها.

وتابعت مبروك: “بعد عودة والدي تزوج، وفضلنا مع جدتي وجدي في نفس البيت مع أبويا بس شقة منفصلة”، ملمحةً إلى أن جدها هو من قام بتربيتها إذ كانت قريبة للغاية منه، موضحةً أنه شغل حيز الأب في حياتها فيما قامت الجدة بدور الأم.

وحول تولي الأدب دور الأم حال الإنفصال أو الوفاة، ترى نادية مبروك، إنه من الصعب أن يقوم الأب بدور الأم في كل الأحوال، مشيرةً إلى أن الأم يمكنها أن تنجح في القيام بدور الأب بنسبة 90%، فيما يمكن للأب النجاح في القيام بدور الأم بنسبة 20%.

توفت أثناء إنجابه

من القاهرة إلى المنيا، حيث “م.ش”، شاب عمره 29 عامًا، روى لنا ذكرياته يوم وفاة والدته، إذ لاقت ربها في 8 أغسطس 2002، وكان عمره آنذاك قرابة 13 عامًا، وكان والده يعمل مساعد بشرطة الكهرباء.

وأضاف”م.س”، أنه كان لديه من الأخوة ثمانية، آخرهم من توفت والدته أثناء إنجابه، مبينًا أنه طيلة 17 عامًا ووالده يحاول أن يحتويهم ويعوضهم حنان الأم، خاصةً مع الرضيع الذي وُلد دون أم.

وتابع: “لحد النهاردة والدي شايل مسؤوليتنا، بيحاول يحتوينا ويعوضنا حنان الأم، حتى اخواتي اللي متجوزين وكبروا وعندهم أكثر من 30 سنة بيمارس معاهم دور الأم”، مردفًا: “والدي كان بيموت في اللحظة ألف مرة عشان حاسس أنه مش عارف يعوضه حنان الأم، أضطر يتجوز عشان يجيب واحدة تهتم بالطفل وتحسسه بحنان الأم وتعوضه ده”.

وبسؤاله عما إذا كان نجح الأب في تعويض غياب الأم، أكد الشاب الصعيدي، أنه يستحيل أن يعوضهم أحد عن الأم، متابعًا: “تخيل 17 سنة ماقولتش كلمة أمي ولا سمعت صوتها ولا حسيت بحنانها.. حتي عناق أمي ليا مفتقده لكن لسه عايشة جوايا.. والدي مهما عمل مش هيقدر يعوضنا”، ملمحًا أن والده أدى دور الأم بنسبة 55%.

دور الأم

“ت.غ” فتاة من طنطا يبلغ عمرها 22 سنة، قالت إن والدتها توفت وهي في الصف الأول الجامعي، وكان عمرها آنذاك 18 عامًا، وله شقيقين الأول عمره كان 15 عامًا والثاني عمره كان 8 أعوام، موضحةً أن والدها يعمل وكيل لمعهد أزهري.

وبدأت “ت.غ” حديثها قائلة: “مفيش حد يقدر يقوم بدور الأم وخصوصًا الأب، ممكن العكس اه، ماما دايمًا كانت قايمة بدور الأب.. نعم بابا اتغير كثير جدًا وبقى شايل مسؤلية أكبر، لكن مفيش حد يعوض عن الأم”.

وتابعت: “كل حاجة فقدتها بوفاة أمي، لأني أنا اللى بقيت مطالبة أبقى الأم”، موضحةً أن والدها رفض الزواج نهائيًا، إذ كانت والدتها قصة حبه الكبيرة وأول حب في حياته، مردفةً: “والدي بيدعمنا دايمًا ويشجعنا في أمور منزلية زي السوق وشغل البيت”.

وأكدت الشابة من طنطا، أن والدها عوضهم كثيرًا في بعض الأمور، لكن يستحيل أن يمنحهم أحد شعور الأم، واضعةً نسبة 0% كتقييم لقيام الأب بدور الأم البديلة.

والدى كان يقوم بالأدوار المنزلية

من طنطا إلى أسوان، حيث تحدثنا مع “ع.م” البالغ من العمر 35 عامًا، والذي توفيت والدته عام 1987، وكان عمره آنذاك 3 سنوات ونصف، وكان والده يعمل مفتش تعديات بوزارة الري.

وأضاف الشاب الأسواني، أن والده كان يقوم ببعض الأمور المنزلية قبل أن يتزوج، مثل الغسيل والطبيح، متابعًا: “مكنش الشخص اللي بيطبطب، كان صارم ومغيرش ده حتى في المرحلة دي.. كان حنين معانا واحنا نايمين بس يلف علينا يغطينا ويدخلنا الحمام بليل كذا مرة.. الحزم ثم الحزم ثم نظام صارم من العادات، وتقريبًا اغلب اخواتي الولاد مشيوا منه في سن معينة ما عدا أنا”. وبين، أن والده نجح بنسبة 60% في الخدمات التي تقوم بها الأم بغض النظر عن درجة الإجادة لأنها متدنية، لكن على الجانب المعنوي لم يتخطى نسبة الـ 10%.

والدى لم يتزوج

وقال “أ.ش”، البالغ من العمر 27 عامًا من الجيزة: “أمي ماتت كان عندي 14 سنة تحديدًا كنت في 3 أعدادي، بابا متجوزش رغم أنه كان سنه صغير مكانش وصل الـ 40 سنة، وقدر جدًا يسد مكان أمي في كل الأمور المادية -أقصد الملموسة- زي الطبيخ والغسيل والترويق، لكن مقدرش طبعًا يسد الجانب المعنوي وده ممكن يكون غصب عنه لأنه راجل وكمان صعيدي متربي على الحياة الجافة شوية، من الناس اللي لو حس انه هيعيط يمشي من قدامك، وأنا صغير كان ده بيسبب لي مشاكل عشان كان في مواقف كتير بحس أني محتاج دعم من نوع معين مش بلاقيه لكن لما كبرت أديت له عذرة وكتر ألف خيرة اللي كان بيعمله”. وتابع: “لحظات كثيرة الإنسان بيكون محتاج أمه جنبة، أنا بشوف أن الشخص مهما كبر وبقى راجل بيحتاج حضن يرجع له يقوله انا زعلان.. أنا فرحان، كلمة “ماما بصي” اللي الأطفال بيقولوها دايمًا بنفضل نقولها بس بطرق مختلفة لما بنكبر، بس دي مكنتش بلاقيها جنبي عشان تبص، لما كبرت وأتجوزت يوم الفرح كنت بدور عليها ومعرفتش معيطش، ولما خلفت كان نفسي أوي تكون موجودة وتشوفه، لحد النهاردة عقلي مش مستوعب فكرة أنها ماتت، وعمري ما حلمت بيها إلا وتكون عايشة عادي”. وواصل: “من أهم الأخطاء اللي بشوف أني لازم اتفداها مع ولادي، هو أنه لازم يكون في حضني والمشاعر مش عيب نعبر عنها، أفتكر أن في أوقات كتير بكون نفسي أقوم أحضن بابا أو أقولة كلمة حلوة بس أتكسف او أقول أيه العبط ده، كمان حاجة لازم هربي أبني عليها وهي أن حبي ليك مش مشروط ابدًا بحاجة، مش مشروط بنجاح او سمعان كلام، انا بحبك وده مفيهوش اختلاف وهفضل أحبك حتى لو عملت حاجة غلط، بس ممكن أزعل منك”.

واختتم: “بابا قدر يديني 50% من دور الأم زي ما قلت لك، لكن الـ 50% المعنوي والنفسي أنا مخدتوش من بابا، وبنسبة كبيرة الأحساس ده صعب حد يديهولك غير أمك بس”.

لن أنسى يوم وفاتها

وإلى مدن القناة حيث “س.م” البالغ عمرها 22 عامًا من محافظ بورسعيد، والتي قالت عن يوم وفاة والدتها: “عمري ما هنسى اليوم دا، فاكراه بكل تفاصيله، ليلة امتحان الكيمياء، كنت ساعتها في الدرس وجالي تليفون كان آخر مكالمة منها، بس للأسف لأول مرة أقول “آلو ياماما” ومسمعش صوتها، ساعتها قلبي اتقبض وحسيت أن جرالها حاجة، خصوصًا انها تعبت أوي بعد جلسة الكيماوي الأخيرة”.

وأضافت: “أصوات كتير مش مفهومة، وصوتها الوحيد الغايب، لاقيت نفسي بقول ماما فين، ردت عليا أختي وهي منهارة ماما ماتت”.

وتابعت: “آخر مرة روحنا للدكتور قولتله قولي جراح يرضى يعمل عملية و ينقلها الكبد من عندي حتي لو ينتشر الكانسر فيه تاني بعد نص ساعة بس تعيش شويه مرتاحة من غير ألم”، مشيرةً إلى أنه عقب وفاة والدتها ووالدها يحاول بذل كل جهده لمحاولة تعويضها هي وأختها عن غياب والدتهن قائلة :”لو قعدت اتكلم عن حضن بابا محتاجه كتب”.

وواصلت: “أوقات كتير كنت بحتاج أحكي لماما عن يومي زي زمان، لكن مكنتش بلاقيها، ورغم كدا بابا مقصرش معانا وكان دايما يحس بينا، طبعا في حاجات بتكون بين البنت وأمها دي أكتر حاجه بتوجعني، ومهما كانت درجة قربي من بابا لكن عمري ماهعرف افتحله قلبي زيها، أنا عايزة أشكره عن كل لحظة ضحى فيها براحته ووقته، وأقدر أقولك إنه بنسبة 70%‏ بابا عوضنا عن غياب ماما لكن في حتة ناقصة عمر ماحد يعرف يملاها غيرها”.

والدى تزوج فور وفاة أمى

“ر.ب” البالغ من العمر 20 عامًا من محافظة شمال سيناء، يقول إن والدته وافتها المنية وعمره 5 سنوات بعدما أصيبت بالسرطان، مشيرًا إلى أنه والده تولى مسؤولية تربيته برفقة اخوته الأربعة، قبل أن يتزوج عقب وفاة الأم بعامين.

وأضاف الشاب السيناوي، أن والده كان رجلًا صارمًا للغاية، فلم يكن يؤدي أي دور من أدوار الأمومة من حنان ورعاية، وحتى الحضن الذي ينتظره الأولاد لم يكن يمنحه مجانًا.

تابع: “أبويا تعب نفسيًا بعد أمي ما ماتت، وكانوا زوجات اعمامي واخدين بالهم مننا غالبية الوقت، لكن بالليل كنا بنفضل ندور على أمنا ولما كنا بنلعب مع العيال ونشوف أو نسمع أمهم كنا بنحزن ونبكي”.

وواصل الشاب العشريني: “أبويا كان بيصرف علينا بس ولما اتجوز ربنا رزقنا بزوجة أب حنينة نسبيًا”، موضحًا أن والده رسب في اختبار الأم البديلة ولم يقم بدورها سوى بنسبة 5%.

تابع مواقعنا