خطبة عن الإسراء والمعراج ومقدمات بديعة.. 10 معجزات في ليلة واحدة
تحرص المساجد اليوم الأربعاء على إلقاء خطبة عن الإسراء والمعراج، احتفالا بالمعجزة الإلهية واليوم التاريخي الذي فرض فيه الصلاة وخفف الله تعالى عن العباد من 50 صلاة حتى 5 صلوات بفضل سعي النبي صلى الله عليه وسلم.
وعبر القاهرة 24 نعرض نماذج من الخطب عن الإسراء والمعراج وما يمكن أن يقال فيها ومقدمات ذات قافية ورائعة لموضوع الخطبة.
خطبة عن الإسراء والمعراج
يجب أن تتضمن أي خطبة عن الإسراء والمعراج، الحديث عن المعجزات التي حدثت خلال الرحلة المقدسة وأدلتها والرد على شبهات المكذبين، فقد قال الله تعالى في سورة أسماها كاملة باسم سورة "الإسراء" تكريمًا لتلك المعجزة "سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى".
ومن تلك الخطب نعرض نموذجًا كما يلي:
الحمد لله وكفى، وصلاة وسلام على الهادي المصطفى، سيد العالمين والأولين والآخرين محمدا، صعد به جبريل إلى السماء السابعة، وآراه من الحقائق ما عن البشر خفى، وأمتع أنظاره وأسماعه بالأنبياء من قبله، موسى وعيسى ومن اصطفى، وبلغ من المراتب عند ربه، ما بفضله المولى عن عباده خفّفا، فإليك منا أجل الصوات يا علم الهدى، وأتم التسليمات على آلِك ومن اقتفى، أما بعد،…
ها نحن في معرض الإسراء والمعراج، تلك الرحلة المقدسة التي هي في الأساس آية باهرة، ومعجزة ظاهرة، وأعظم ما من به الله على البشرية والمسلمين منهم بصفة خاصة، تلك الليلة التي كُتب فيها نجاة عباد الله مما لا طاقة لهم بهم.
أيها المسلمون..
أي كلام بعد قول الله تعالى في سورة سميت بـ"الإسراء" وقد أقر فيها المولى بأهم تفصيلة في تلك الرحلة المباركة فقال في صدرها "سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ" وقد حدد الله تعالى لنا ولجميع البشر ما لا شك فيه من معجزة حقيقية تحتاج إلى آلاف السنوات لتتم على هذا الوجه الكامل المتقن.
قد قالها المولى "أسرى بعبده ليلًا" فأي ليلة يمكنها بمقادير الخلق أن تستوعب كل تلك التفاصيل وهذا المدد الزمني لرؤية آيات الله في سمواته السبع؟، لا والله ما هي إلا معجزة إلهية، فقد استيقظ النبي وسط أهله النائمين، ووالله ما أيقظه إلا ذي القوة المتين، ليرسل إليه جبريل يصطحبه إلى البراق في يقظته ورؤية العين.
وفي صحيح البخاريُّ ومسلم روى سيدنا أنس بن مالك رضي الله عنه، أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال: "أُتيتُ بالبُراق، وهو دابَّة أبيضُ طويل، فوق الحمار ودون البغل، يضَع حافره عندَ منتهى طرفه. فقال أُوتيت وليس برغبة منه بل بقدر من المولى عز وجل.
ثم قال النبي: فركبتُه حتى أتيتُ بيت المقدس، قال: فربطتُه بالحلقة التي يربط به الأنبياء، وتلك الحلقة إخواني المسلمين هي ما يسميه أهل فلسطين "حائط البراق" أو حائط الأنبياء، ويحاول العدو الغاشم تدليس تلك الحقيقة ليدعي أنها "حائط المبكى" كما يروجون.
تابع سيدنا رسول الله بقوله: "ثم دخلتُ المسجِد، فصليتُ فيه رَكعتين، ثم خرجتُ فجاءني جبريلُ عليه السلام بإناء مِن خمر، وإناء مِن لبن، فاخترتُ اللبن، فقال جبريل: اخترتَ الفِطرة". وهل هناك إلا الفطرة ليختارها حبيب الله!.
فهذه تفاصيل الإسراء بالنبي جسدًا وروحًا وليس كما يروج الجُهال أنه كان نائمًا صلوات الله عليه، وجاءت تفاصيل المعراج في حديث طويل قال فيه المصطفى صلى الله عليه وسلم "ثم عرج بنا إلى السماء فاستفتَح جبريل، فقيل: مَن أنت؟ قال: جبريل، قيل: ومَن معك؟ قال: محمد، قيل: وقدْ بُعِث إليه؟ قال: قد بُعِث إليه، ففُتِح لنا، فإذا أنا بآدمَ، فرحَّب بي، ودعا لي بخيرٍ. ثم عُرِج بنا إلى السماءِ الثانيةِ، فاستفتح جبريلُ، فقيل: من أنت ؟ قال: جبريلُ، قيل: ومَن معك" وهكذا حتى لقى في كل سماء نبي.
أهلًا بسادتنا آدم وعيسى وزكريا ويوسف وإدريس وهارون وموسى وإبراهيم، فكل منهم دعا لخاتم الأنبياء في رحلته، ولكن كانت تحية سيدنا موسى خاصة؛ إذ أعانه على العودة مرارًا وتكرارًا للتخفيف عن العباد ما لا يطيقون، وكانت ثمرة جهودهما أن كتب الله علينا 5 صلوات كل صلاة بعشرة أمثالها، فالخمس أجرها خمسين، فأي كرم بعد ذلك؟.
أيها المسلمون… لقد علمنا الله ورسوله في رحلة الإسراء والمعراج دروس وعبر لا يمكن لجموع العلماء والمثقفين أن يجمعوها في مؤلف واحد، فقد تعلمنا الحياة بكل معانيها، حياة الإيمان وكيف تكون، غضب الرب وكم هو شديد، كرم المولى وكم هو كبير، فأن يتكرم القدوس علينا بخمس أجرها خمسين فهذا اكبر نعمة ترفع العبد في درجات الجنة، تميز بين الخاشع واللاهي، بين المصلي وتارك الصلاة. وهل بعد هذا الكرم تُترك الصلاة؟.
وقد لا يعلم الكثير من شبابنا أن النبي صلى الله عليه وسلم قد امتحنه ربه بأصعب الابتلاءات من قبل أن يولد وحتى تشرفت الأرض باحتضانه، فكان قبل الإسراء والمعراج صابرًا محتسبًا لم يدر بخلده حتى مجرد توقع بحدوث جديد أو فرج يغير وجه الظلام، لكنه فوجئ بدفعة قوية من ربه لتثبيته، ومعجزة تُريه البلاء الحقيقي حتى يصبر على بلاء الدنيا وعذاب الكافرين.
فما رآه النبي من عذاب لأقوام عصوا الله تعالى وخالفوا الفطرة، يدفعنا جميعًا للاتعاظ والتقرب إلى الله تعالىوأن نعلم أن اليسر لا يكون إلا في ذيل العسر، وأن ما يتعرض له المسجد الأقصى الذي لم يعرج النبي صلى الله عليه وسلم إلى السماء إلا بعد صلاة ركعتين فيه، هو بلاء لجموع المسلمين، وحتى يحين نصر الله فكل يوم يمر علينا والمسجد الأقصى ليس بين أيدينا ويُنتهك، نذوق فيه جرعات العذاب النفسي، فلا حيلة لنا إلا الدعاء، فاللهم انصر أهل فلسطين واكتب لهم النصر المبين وعجل بعودة الأقصى للمسلمين لنُسري إليه بأجسادنا ونبارك أبداننا بالصلاة فيه.
ولتكن رحلة الإسراء والمعراج رسالة لكل مهموم ومحزون ومبتلًى، فإن صبرت فهناك مسرة لا تتوقعها تأتيك ولو بعد حين، وهي رسالة أيضًا لكل من أحدقت به الذنوب وأحاطت به مشاغل الدنيا، وتتكبد نفسه كل يوم المزيد من الظلم لابتعاده عن الصلاة أن يستفيق ويرجع إلى ربه، فصلاة واحدة لك تُكتب عند الله عشرة، "والحسنة بعشر أمثالها".
أيها المسلمون إن الله القوى المتين من فوق سبع سموات أسعد نبيه وأزال عنه الحجاب ليرى ما لن نرى إلا يوم القيامة لمن شاء الله له أن يرى، فاعتصموا بربكم واتبعوا سنة حبيبكم ولا تجعلوا الدنيا تلهيكم عن متاع ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر.
مقدمة خطبة عن الإسراء والمعراج
هناك عدد من النماذج يمكن الاستعانة بها كمقدمة لـ خطبة عن الإسراء والمعراج نعرض منها 3 نماذج وردت على ألسنة أشهر خطباء العصر الحديث، ويُفضل أن تكون المقدمة مختصرة وجاذبة للانتباه والتفكر، وبها قافية أو موسيقى سمعية تطرب آذان المستمعين وتلفت انتباههم لمعاني جليلة.
وفيما يلي 3 نماذج كالتالي:
- مقدمة خطبة للدكتور أحمد عمر هاشم: الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا وعلى آله وصحبه، سيدي يا رسول الله صلوات ربي وتحياته عليك يا رحمة ربنا المهداة ويا نعمة مسداة ويا خير خلق الله نجتمع اليوم في ذكرى إسرائك ومعراجك لنرقب عن كثب إلى أي مدى أطلع رب العزة الملأ الأعلى وأهل السموات والأرض على كرامتك وعظمتك حين أسرى بك من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى.
- مقدمة الدكتور الشحات العزازي التي قال فيها:
الحمد لله له أجل المحامد وأخفاها، أنعم علينا بالنعم وأوفاها، فأنزل علينا كتابًا كالشمس وضحاها، على قلب نبي كالقمر إذا تلاها، من تبع هدايته صار في ضوء النهار إذا جلاها، ومن ومن ضل عنها صار في ظلمة الليل وما يغشاها، فبالذي خلق السماء وبناها، ورفع سقفها فاعلاها، وألقى الجبال فأرساها، وخلق النفوس وسواها، وألهمها فجورها وتقواها، أن المفلح من زكاها، وأن الخائب من دساها، فأمه الإسلام ومن والاها، التزمت بطاعة مولاها، فأعطاها الله وأرضاها، وأشهد أن سيدنا وحبيبنا وعظيمنا ومخرجنا من الظلمات إلى النور محمد رسول الله، شهادة لله بالوحدانية، وبسيدنا محمد بالرسالة الخاتمة التامة الأبدية، أما بعد..
- الحمد لله ولي النعم، ومبدئ الخلق من العدم، وصلاة على النبي المعتصم، يا آل طه لنا في حيِّكم قمرٌ، له الحصى ناطق والبدر منقسم، طه البشير وله أسماء أربعة؛ محمد أحمد هادي ومعتصم وله على وجنتي خديه أربعة؛ الورد والياسمين ثم الآس والعنم، انطقت لرسول الله أربعة؛ الضب والظبي والثعبان والصنم، آمنت برسول الله أربعة؛ الإنس والجن ثم العرض والعجم، لولاه ما كان في الإسلام أربعة؛ حج ومنى ثم بيت الله والحرم، صلى على خلق الله أربعة؛ العرش والكرسي ثم اللوح والقلم، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه الطاهرين ومن تبعه بإحسان الى يوم الدين، أما بعد..
خطبة معجزاتِ الإسراء وَالْمِعْرَاجِ
هناك العديد من الأمور يمكن أن تتحدث عنها خطبة معجزاتِ الإسراء وَالْمِعْرَاجِ، وهي المعجزات التي مر بها النبي صلى الله عليه وسلم ليلة الإسراء والمعراج وهي كالتالي:
- رؤية النبي لسيدنا جبريل في أبهى صوره فقد قال ابن مسعود رضي الله عنه "رَأَى رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم جبرائيلَ في حُلّةٍ من رفرفٍ قد ملأ ما بين السماءِ والأرضِ".
- ذهاب النبي صلى الله عليه وسلم إلى المسجد الأقصى من مكة في لمحة بصر، وقد وصفه النبي صلى الله عليه وسلم للمشركين حين أرادوا التشكيك في الإسراء والمعراج.
- عروج النبي إلى السماء، بل وبلوغه السموات السبع حتى سدرة المنتهى.
- رؤية النبي صلى الله عليه وسلم لتفاصيل وشكل سدرة المنتهى وعرش الرحمن.
- رؤية النبي لعدد من الأنبياء الذين أرسلوا من قبله.
- بلوغ النبي البيت المعمور الذي يصلي فيه سبعون ألفا من الملائكة.
- رؤية النبي لأنهار أربعة لما قاله النبي صلى الله عليه وسلم: "رُفِعْتُ إلى السِّدْرَةِ، فإذا أرْبَعَةُ أنْهارٍ: نَهَرانِ ظاهِرانِ ونَهَرانِ باطِنانِ، فأمَّا الظّاهِرانِ: النِّيلُ والفُراتُ، وأَمَّا الباطِنانِ: فَنَهَرانِ في الجَنَّةِ".
- فرض الصلاة على النبي لقوله صلى الله عليه وسلم "فأوْحَى اللَّهُ إلَيَّ ما أوْحَى، فَفَرَضَ عَلَيَّ خَمْسِينَ صَلاةً في كُلِّ يَومٍ ولَيْلَةٍ".
- استجابة الله تعالى للتخفيف عن العباد لقوله صلى الله عليه وسلم "فَلَمْ أزَلْ أرْجِعُ بيْنَ رَبِّي تَبارَكَ وتَعالَى، وبيْنَ مُوسَى عليه السَّلامُ حتَّى قالَ: يا مُحَمَّدُ، إنَّهُنَّ خَمْسُ صَلَواتٍ كُلَّ يَومٍ ولَيْلَةٍ".
- رؤية النبي للجنة والنار حيث رأى جَهنّم وشيئًا من عذابِها.
