يشهد احتفالا سنويا وتقصده النساء بحثا عن الإنجاب.. قصة حجر المعراج في قنا
يطوفون حوله 7 مرات، ويأتون لزيارته خلال احتفالهم بليلة الإسراء والمعراج، طلبًا للإنجاب.. تلك هي رحلة زائري قرية النجمة والحمران بمركز أبوتشت، شمالي محافظة قنا، من الرجال والنساء، ظنا منهم ببركة حجر المعراج حتى ولو تنافى ذلك مع العقيدة الدينية.
على بعد 90 كيلو مترا من مركز مدينة قنا، وتحديدا قرية النجمة والحمران بمركز أبوتشت، تبدأ رحلة الباحثين عن الإنجاب، ليشاهدوا حجر المعراج والطواف حوله 7 مرات، داعين الله أن يرزقهم الذرية الصالحة، بعد فشل الأطباء في علاجهم من العقم، وذلك خلال الاحتفالية التي ينظمها أهالي القرية على مدار 3 أيام بليلة الإسراء والمعراج.
قصة حجر المعراج في قنا
التبرك بالحجر يرجع إلى اعتقاد الأهالي بأنه مبروك نزل من السماء في ليلة الإسراء والمعراج، وآخرون يدعون أن الرسول صلى الله عليه وسلم لمسه أثناء رحلته إلى السماء، رغم عدم وجود أي دليل قاطع على صدق كلامهم، وما أهي إلا أقاويل تتناقلها الأجيال.
الطواف حول حجر المعراج الذي يصل وزنه إلى قرابة الـ 120 كيلو جراما ليس الطقس الوحيد الذي يمارسه أهالي القرية وضيوفهم في ليلة الإسراء والمعراج، ففي وقت سابق، كان الشباب يتقامرون على حمله، قبل منعهم من قبل العائلة المالكة للحجر بسبب نشوب المشاجرات بين الشباب المتقامرين.
مجرد حجر لا يضر ولا ينفع.. بهذه الكلمات قال كمال الحمراني، أحد أفراد الأسرة المسؤولة عن حماية الحجر لـ القاهرة 24، ردا الأقاويل التي تتردد بشأن حجر المعراج الذي يقارب عمره الـ500 عام، قائلا إن اعتقاد الأهالي بأنه يشفي المرضى، أو أن به آثار لأصابع الرسول محمد، يرجع إلى عدم انتشار التعليم في القرية خلال العقود الماضية.
ويوضح الحمراني أن غرابة الحجر ترجع لشكله الذي جعل البعض يعتقد أنه جرم سماوي، فهو به فتحات حلزونية الشكل وأملس من الخارج وأجوف من الداخل والأهم هو وزنه الذي يصل إلى 120 كيلو جراما، فلا يستطيع أحد حمله مهما كانت قوته إلا بطريقة معينة، مشيرا إلى أن الحجر أصبح بمثابة جزء من تاريخ العائلة تتوارثه الأجيال ويتعهدون بالحفاظ عليه.
ويتابع الحمراني، أنه رغم أهمية الحجر بالنسبة لأسرته إلا أنهم لا يعتقدون بوجود أهمية دينية أو بركات للحجر، كما يظن الأهالي، الذين يتوافدون لزيارة الحجر خلال احتفال سنوي يتزامن مع ليلة السابع والعشرين من شهر رجب، مبينا أنه رغم اعتراض العائلة على أي تجاوزات تجاه الحجر، الذي يعتبرونه بمثابة أمانة وتراث يجب الحفاظ عليه لا يملكون منع أحد من رؤية الحجر، فهو ملك للجميع - بحسب قوله.
ويختتم حديثه قائلا: لا أستطيع أن أنفي أهمية وقيمة الحجر لعدم وجود دليل يؤكد أو ينفي، فما نسمعه عن الحجر من روايات بعضها يتقبله العقل وكثير منها لا يمكن القبول به، لكن نحاول بقدر الإمكان محاربة الخرافات التي تدور حول الحجر، مثلما نلتزم بالحفاظ عليه.