تبادل أسرى مع روسيا وإعادة هيكلة القيادة العسكرية الأوكرانية.. هل تضع الحرب أوزارها؟
شهدت الحرب الروسية الأوكرانية تطورات متلاحقة، خلال الساعات الماضية، كان أبرزها إقالة قائد الجيش الأوكراني من منصبه، وإتمام صفقة صفقة لتبادل الأسرى بين موسكو وكييف، في الوقت الذي يدور فيه الحديث حول حاجة أوكرانيا لهدنة بسبب خطورة مواصلة الحرب مع روسيا.
إقالة وزير الدفاع الأوكراني
أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، تعيين أوليكسندر سيرسكي قائدا جديدا للجيش الأوكراني خلفا فاليري زالوجني، الذي أقيل من منصبه، بعدما قاد قوات كييف منذ بدء الحرب الروسية الأوكرانية.
وأوضح وزير الدفاع الأوكراني رستم عمروف، أنه تم اتخاذ قرار بتغيير قيادة القوات المسلحة الأوكرانية، قائلًا: أنا ممتن بصدق لفاليري فيديروفيتش (زالوجني) على كل انجازاته وانتصاراته.
وحسب ما نشرته وسائل إعلام أوكرانية، فإن إقالة زالوجني تأتي بعد أيام من التكهنات بأن زيلينسكي كان يفكر في إقالة قائد جيشه الذي يتمتع بشعبية كبيرة والذي يعتبره العديد من الأوكرانيين بطلًا قوميًا لإشرافه على المجهود الحربي منذ فبراير 2022.
وجاء في بيان لزيلينسكي: ناقشنا ما تحتاجه القوات المسلحة الأوكرانية من تجديد، وناقشنا أيضًا من يمكن أن يكون في القيادة المتجددة للقوات المسلحة الأوكرانية، وحان وقت هذا التجديد.
وأضاف الرئيس الأوكراني زيلينسكي: نحتاج إلى خطة واقعية ومفصلة للعمليات العسكرية لعام 2024، والجيش يحتاج إلى أنظمة إدارة فعالة ونهج جديد للتعبئة والتجنيد.
تبادل الأسرى بين روسيا وأوكرانيا
وأعلنت وزارة الدفاع الروسية، أن أوكرانيا أفرجت عن 100 روسي في عملية تبادل للأسرى بين الجانبين، لتتواصل صفقات التبادل بشكل مكثف بين الجانبين منذ بداية العام الجاري.
وقالت الوزارة في بيان: في الثامن من فبراير، إثر مفاوضات، عاد 100 جندي روسي كانوا معرضين لخطر الموت في الأسر من الأراضي التي يسيطر عليها نظام كييف، وفي المقابل، تم تسليم 100 أسير حرب من القوات الأوكرانية.
ويأتي إعلان الدفاع الروسية، بعد نحو أسبوع من عملية مماثلة شملت نحو 200 جندي لدى كل من الجانبين، في أكبر عملية تبادل للأسرى بينهما، منذ بداية الحرب في فبراير 2022.
أوكرانيا بحاجة إلى هدنة من الحرب
وتأتي التطورات الأخيرة للحرب الروسية الأوكرانية، في القوت الذي يدور فيه الحديث حول حاجة كييف لهدنة من الحرب مع روسيا، بسبب خطورة مواصلة الحرب عليها.
وفي هذا السياق، أفادت صحيفة سترانا الأوكرانية بأن استمرار النزاع في أوكرانيا سيؤدي إلى انهيار البلاد مع كل ما يترتب على ذلك من عواقب على كييف.
وقالت الصحيفة: استمرار الحرب يخلق خطر الهزيمة الكاملة لأوكرانيا في حالة حدوث تطورات غير مواتية على الجبهة، مع كل العواقب المترتبة على ذلك، مشيرة إلى أن كييف بحاجة ماسة إلى هدنة.
وبحسب تقرير الصحيفة الأوكرانية، فأن الجيش الأوكراني يعاني الآن من نقص هائل في الأسلحة والذخيرة، ليس فقط بسبب عدم وجود قرار من قبل الكونجرس الأمريكي، ولكن أيضا بسبب حقيقة أن الصناعة العسكرية الغربية تكتسب زخما في الإنتاج بشكل أبطأ بكثير من الصناعة العسكرية الروسية.
وأشارت الصحيفة إلى أن القوات الأوكرانية هي التي تعاني الآن بشكل حاد من النقص في الأفراد، ولذلك، فإن كييف، منطقيا، هي التي تحتاج الآن إلى هدنة لالتقاط أنفاسها، والتي يمكن استخدامها لإعادة التسلح.
وأكدت صحيفة واشنطن بوست في تقرير لها، على مخاطر استمرار الحرب في أوكرانيا، مشيرة إلى أن القوات الأوكرانية تعاني من نقص حاد في قذائف المدفعية على خط المواجهة، ما يثير المخاوف بشأن المدة التي ستتمكن فيها قوات كييف من البقاء في مواقعها.