الإثنين 18 نوفمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

من السياحة والفنادق لبائع كشري متجول.. عم محمود: اللي محققتوش معجزنيش وعملت مشروعي

عم محمود بائع الكشري
محافظات
عم محمود بائع الكشري المتجول بشوارع الشرقية
الجمعة 09/فبراير/2024 - 08:52 ص

رجل في آواخر الأربعينات من العمر يقف إلى جوار عربة تروسيكل محملّة بأواني الكشري، تلك الوجبة الشعبية المفضلة للكثيرين، تختط على ملامحه علامات الرضا والشقاء، يتحرك بأحد الأسواق رفقة صبي بهمة ونشاط، لتوصيل الطلبات للزبائن، ولا يتجاوز سعرها 20 جنيها، فيما تفوح رائحتها الشهية وهي عامل جذب الزبائن له.

 

حكاية عم محمود بائع الكشري في شوارع الشرقية 

 

التقى القاهرة 24 محمود سليمان الذي يبلغ من العمر 48 عاما، أحد شوارع الزقازيق بمحافظة الشرقية، وخلال حديثه كشف أنه صنايعي كشري بالوراثة عن والده الذي جعله يتقن الصنعة منذ طفولته، بينما كانت والدته تدعو له دائما بأن يحسن الله ما بين يديه، فاستجيبت دعوتها إذ تميز الكشري خاصته بمذاقه الشهي ورائحته الزكية، فعرفه الزبائن والذين ينتظرونه في المواعيد التي يمر منها بالقرب منهم.

 

كان محمود يعمل مع والده إلى أن توفاه الله، فقرر أن يصنع مشروعا خاصا به لكنه لم يتسع له عمل محل خاص، فكانت كل حصيلته وعائده من الرزق يكفي حاجة أسرته وما يتبقى يشتري بضاعة جديدة ومستلزمات طهي الكشري لاستمرار السعي واستدامة مصدر الرزق، ولم ينس أن صنعته كانت سببا في بناء أسرة، وأنجب اثنين، الكبير شرب صنعة والده وجده ويعمل صنايعي شيف بأحد المحلات بينما يساعد الأصغر أحمد والده.

 

حاصل على كلية السياحة والفنادق ويعمل بائع كشري متجول بالشرقية 

 

يوضح محمود أنه حصل على كلية السياحة والفنادق، لكنه لم يحقق الحلم بأن يكون شيفا بأحد الفنادق فاستمر في مواصلة السعي، واشترى تروسيكل وأصبح منذ أكثر من 25 عاما بائع كشري متجول في الأسواق بالقرى والمدن والشوارع بالمحافظة، حتى ذاع صيته وأصبح ينتظره الزبائن كل يوم سوق يأتي إلى بلدانهم، ويحصلون عليها ساخنة كما لو كانت في مطعم كشري هذا بالإضافة لمذاقها اللذيذ.

 

يستيقظ محمود رفقة أسرته فكل فرد يعرف إلى أين يتجه لمواصلة قصة كفاحه اليومية، يستقل التروسيكل المحمل بكمية الكشري التي ظل يجهزها رفقة أسرته في ساعات الليل المتأخرة، وينطلق بها إلى الأسواق فهو كل يوم يقصد مكانا مختلفا رفقة نجله، ثم ينتهي اليوم بانتهاء الكميات من بضاعته ويبدأ شراء التزاماته ليعود إلى المنزل ليبدأ عمل يوم جديد.

 

ويختتم محمود أنه يشعر بالرضا والستر رغم مشقة العمل، فكده وسعيه يجلب له الرزق الحلال إلا أنه رغم بساطة إمكانياته لم تفارقه الأمنية التي تداعبه طوال الوقت، بأن يمتلك محل كشري يلم شمل نجليه فيه ويبدأ مشروعه الخاص ليتخلى قليلا عن مشقة التجوال في الشوارع، معلقا: نفسي يكون لي محل كشري وتجيلي زبايني فيه، وبشكر ربنا لأنه مراضيني ومبحتاجش لمخلوق ومكفيني ولو بالقليل.

تابع مواقعنا