حقهم يعرفوا دينهم.. أول مترجم لخطبة الجمعة بلغة الإشارة في قنا: خطوة تأخرت وفخور بشغلي
وسط المصلين الرجال، وعلى مسافة قريبة من خطيب الجمعة، بمسجد ناصر بمحافظة قنا، ظهر محمد إبراهيم، أول مترجم لخطبة الجمعة بلغة الإشارة، ينقل كلمات الخطبة للرجال والشباب، وسط نظرات انتباه المصلين من ذوي المهم من الصم والبكم، والأصحاء أيضا وتركيزهم مع حركات أصابعه.
يقول محمد إبراهيم، معلم بمدرسة للصم والبكم بقنا والذي يترجم خطبة الجمعة بالإشارة للصم، لـ القاهرة 24، إن بداية عمله في ترجمة خطبة الجمعة ترجع إلى عام 2018، عندما تقدمت أسماء رمزي عضو المجلس القومي للمرأة عن ذوي الهمم بطلب للواء عبدالحميد الهجان محافظ قنا السابق، لتحقيق رغبة ذوي الاحتياجات الخاصة بترجمة خطبة الجمعة إلى لغة الإشارة، والذي وافق على الفور وجرى اختياره لترجمة الخطبة بالإشارة بمسجد ناصر بمدينة قنا.
وأشار غبراهيم إلى أنه جرى تخصيص الركن الأمامي أقصى يسار المحراب والمنبر، لتقديم الخدمة للأشخاص ذوي الهمم، وتوفير كافة الخدمات المساعدة لهم.
أول مترجم لخطبة الجمعة بلغة الإشارة بقنا
وأضاف أن أول خطبة جمعة بلغة الإشارة شهدت حضور عدد قليل من الصم والبكم، إلا أنه مع انتشار الفكرة زاد العدد بشكل كبير إلى أن وصل لقرابة الأربعين شخصا من الصم، بحسب إبراهيم، متابعًا: أشعر بالسعادة والفخر لأنني أصبحت سببا في تعليمهم أمور الدين، وجعلهم حريصين على أداء الصلاة وحضور الدروس الدينية.
وأردف: كتير من ضعاف السمع كانوا بيروحوا صلاة الجمعة بعد انتهاء الخطبة، لأنهم مكنوش بيفهموا منها حاجة.
ترجمة الخطبة بشكل فوري دون تدريب سابق عليها، ليس بجديد على إبراهيم، بحكم عمله معلما بمدرسة الأمل للصم والبكم للبنين بقنا، قبل سفره إعارة إلى دولة الكويت للعمل مدرسا بأحد مدارس الصم على مدار 20 عاما، مشيرا إلى أنه لا يعلم ما سيقوله الإمام في الخطبة، ولكنه يستطيع أن يترجم ما يقوله بشكل مباشر نظرا لسنوات خبرته في ذلك المجال والتي تخطت الـ 30 عاما.
ويتابع أول مترجم لخطبة الجمعة بلغة الإشارة أن التجربة تأخرت كثيرا، خاصة وأن حضور الصم والبكم صلاة الجمعة له مردود طيب، خاصة أنهم دائما كانوا يشعرون بعدم الاهتمام، كما أن دعوة أصحاب الإعاقات السمعية والإعاقات المختلفة للصلاة في المسجد وتوفير ترجمة لغة إشارة لهم خطوة مهمة أسعدت الحضور منهم في الصلاة، مردفا: لازم نساعدهم على فهم دينهم عشان محدش يلعب بعقولهم.
واختتم محمد إبراهيم حديثه أنه يتمنى إنشاء أول مركز إشاري لتعليم لغة الإشارة في مصر، وعمل دروس دينية بالإشارة فقط ليتعلموا أمور دينهم، بالإضافة إلى تعليم أولياء الأمور والآصحاء لغة الإشارة لمساعدتهم على فهم الأشخاص من الصم والبكم.