صراع إلكتروني.. كيف اخترقت الصين شبكات في واشنطن وما سر التحذيرات من حرب تايوان؟
في الوقت الذي لا تزال فيه التوترات بين الولايات المتحدة والصين بشأن تايوان وغيرها من القضايا الرئيسية قائمة، ومع تزايد المخاوف من أزمة جيوسياسية أو صراعات عسكرية، تلقت واشنطن ضربة جديدة بعدما تبين سيطرة قراصنة على الشبكات الإلكترونية في واشنطن لمدة تزيد على 5 سنوات.
ووفقًا لموقع سي إن إن الأمريكي، حذر رؤساء المخابرات الأمريكية من التهديدات التي يواجهها الكونجرس، بعد القراصنة (الهاكرز)، إلى الشبكات الأمريكية وأمضوا فيها ما يصل إلى خمس سنوات، كجزء من عملية إلكترونية استهدفت البنية التحتية الحيوية في واشنطن.
حرب تايوان.. كلمة السر في تأزم العلاقات الصينية الأمريكية
وأكد خبراء أمريكيون أن بكين قد تستخدم هؤلاء القراصنة، لعرقلة الرد الأمريكي، حال غزت الصين تايوان، فيما أكد مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي كريستوفر راي، أن عملية الاختراق هذه قد تسبب حالة من الفساد وإلحاق أضرار بالغة بالولايات المتحدة.
ماذا وراء العمليات السيبرانية الصينية في واشنطن
تأتي هذه العمليات السيبرانية التي تشنها بكين على واشنطن، ضمن الجهود الصينية لتقييد البنية التحتية الأمريكية في حالة نشوب صراع بين القوتين العظمتين، وفقًا لمسؤولين أمريكيين.
ووفقًا لمسئولين أمريكيين، فإن عملية الاختراق التي شنها القراصنة الصينيون، بدأت في وقت أبكر بكثير مما كان معروفًا من قبل، حيث تمكنوا من التعرف على أنظمة تكنولوجيا المعلومات والوصول إليها منذ سنوات، كما اقتحموا كاميرات أمنية في بعض المنشآت الحيوية.
تحذيرات وكالات الأمن السيبراني
وحذرت وكالات الأمن السيبراني والبنية التحتية، وكذلك مكتب التحقيق الفيدرالي، من أن بكين تسعى إلى وضع نفسها على شبكات تكنولوجيا المعلومات، مضيفة أن العملية السيبرانية التي ترعاها الصين، والذي أطلقت عليه واشنطن اسم Volt Typhoon، كانت الوسيلة الوحيدة لوضع نفسها في مكان مناسب للهجوم على البنية التحتية الحيوية للولايات المتحدة باستخدام البرامج الضارة.
وقال إريك جولدستين، مساعد مدير CISA، إن عملية الاختراق حدثت قبل خمس سنوات وحتى الآن، مضيفًا أن هناك العديد من قطاعات البنية التحتية الحيوية في الفضاء السيبراني، بما في ذلك الاتصالات والطاقة والنقل والمياه ومياه الصرف الصحي، تضررت وتم اختراقها بالفعل.
وجاء في البيان، أن الجهات الفاعلة السيبرانية الصينية تهدف إلى "شن هجمات إلكترونية مدمرة من شأنها أن تعرض السلامة الجسدية للأمريكيين للخطر وتعيق الاستعداد العسكري في حالة حدوث أزمة كبيرة أو صراع مع الولايات المتحدة".
كيف اخترق القراصنة الصينيون الشبكات الإلكترونية؟
وذكرت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية، أن القراصنة اخترقوا شبكات أجهزة الكمبيوتر في بعض منشآت الطاقة والنقل والمياه في الولايات المتحدة، حتى أنهم تمكنوا من الوصول إلى مجموعة من المعلومات المهمة حول محطات معالجة وآبار المياه وآبار المياه.
مخاوف الخلفاء ودول الجوار
لم تهدد العمليات السيبرانية الصينية، الولايات المتحدة فحسب، بل أثارت مخاوف في عدة دول، منها كندا والتي تخوفت من تعرضها لاختراق مماثل، وكذلك التهديدات التي قد تواجهه عبر الحدود، بينما أبدت أستراليا ونيوزيلندا، الحليفتين الرئيسيتين في سعي الولايات المتحدة لمواجهة الصين في المحيط الهادئ، مخاوفها من التعرض لنشاط مماثل.