سنوات عجاف في إثيوبيا.. آلاف الموتى جوعًا ومرضًا
لم تُمطر السماء ولم تُنبت الأرض.. مجاعة يواجهها سكان إقليم تيجراي في إثيوبيا، وسط أسوأ موجات الجفاف التي ضربت الإقليم.. تفاقم الأمر مع تعليق المساعدات التي كانت ترسلها الأمم المتحدة وأمريكا منذ مارس الماضي.
وفي وقت سابق، أعلن أمين المظالم الإثيوبي، وفاة ما لا يقل عن 351 شخصًا جوعًا في تيجراي و21 آخرين في منطقة أمهرة المجاورة له، والتي تعاني أيضًا من الجفاف وعدم الاستقرار.
كارثة إنسانية
كما طالب وزير الدولة البريطاني للتنمية والشئون الإفريقية، أندرو ميتشل، عقب عودته من رحلة إلى تيجراي، الأسبوع الماضي، بضرورة اتخاذ إجراءات فورية لوقف ما وصفه بكارثة إنسانية تلوح في الأفق، مطلقًا صندوقًا بقيمة 100 مليون جنيه إسترليني لمساعدة الأطفال والنساء الحوامل.
أزمة الجوع والجفاف تضرب شمال إثيوبيا
وفي تقرير نشرته صحيفة الجارديان البريطانية، بعنوان علي باب الموت.. أزمة الجوع والجفاف تضرب شمال إثيوبيا، سلّطت فيه الضوء على أحوال المواطنين، واستمعت إلى البعض منهم لوصف ما يعانون منه في سبيل الحصول على لقيمات يقمن صلبهم.
آلاف الموتى جوعًا في إثيوبيا
وأشارت الصحيفة البريطانية إلى أن آلاف المواطنين فقدوا حياتهم نتيجة الجوع وانتشار الأمراض، إلى جانب الصراع العسكري في إقليم يبلغ عدد سكانه 6 ملايين نسمة تقريبًا، في أمس الحاجة إلى المساعدات الإنسانية.
مواطنون من إقليم تيجراي يصفون معاناة الجوع والجفاف
ونقلت الصحيفة عن هابين أسيفا، المسؤول في بلدة يشيلا، أن الربط بين تعليق المساعدات والحرب والجفاف أمر كارثي، مضيفًا أن الموت سيحصد سكان الإقليم جميعًا إذا لم يحصلوا على تلك المساعدات.
وتحدثت ماشو بيلاي، إلي الصحيفة قائلة، إنّها كانت تبيع الخضار في أحد الأكشاك بالسوق، لكن الحرب سلبتها كل شيء، وأصبحت تعتمد على المساعدات في سد جوع أطفالها، مضيفة: أطفالي يبكون دائمًا من الجوع ويطلبون مني أن أقدم لهم الطعام، أشعر باليأس والحزن ولا أدري ماذا أفعل.
وتابعت الحديث، ميريسا هافت، التي ترعى والدتها البالغة من العمر 50 عامًا، وقد أضعفها الجوع وتعاني من نوبات السعال المزمن، بأنهم في أمس الحاجة إلى المساعدات وأنهم على باب الموت.
فيما قالت تسيلالي أبرالي، أم لـ 6 أطفال تعيش عن الأزمة التي يعيشونها: نفكر كل يوم في مكان الحصول على الطعام، الجوع لا يفارقنا ولا ندري من أين نأتي بطعام.
كيف أثر وقف المساعدات على إقليم تيجراي؟
وأشارت الصحيفة البريطانية إلى أنّ أزمة الجوع لا تقتصر على تيجراي فقط، بل إنها منتشرة في جميع أنحاء إثيوبيا، حيث يحتاج واحد من كل 6 من السكان البالغ عددهم 120 مليون نسمة إلى المساعدات الغذائية، بسبب الجفاف والصراع وارتفاع التضخم.
كما أن وقف المساعدات أدى إلى تفاقم الوضع، خاصة بين النازحين داخليا الذين لا يستطيعون العودة إلى ديارهم؛ لزراعة أراضيهم ومن ثم الحصول على الطعام.
وذكرت الصحيفة أن تلك المجاعة، كشفت الادعاء بأن إثيوبيا تحولت من كونها مستوردًا للقمح إلى الاكتفاء الذاتي، وبدلًا من استخدام الفائض لتلبية الاحتياجات الإنسانية المتزايدة في الداخل، تصدر إثيوبيا الحبوب إلى الخارج لكسب العملة الأجنبية مقابلها، لإنقاذ الاقتصاد الذي يشهد تدهورا حادًا، وفقًا للصحيفة.