وُصفت بمقابلة القرن وحققت 250 مليون مشاهدة.. خبراء روس يكشفون كواليس لقاء بوتين مع الصحفي الأمريكي
مقابلة القرن.. هكذا وصف الروس لقاء الرئيس فلاديمير بوتين مع الصحفي الأمريكي تاكر كارلسون، في أول مقابلة له مع وسيلة إعلام أجنبية، منذ بدء العملية الروسية الخاصة في أوكرانيا، في فبراير عام 2022، استمرت لأكثر من ساعتين، تناول فيها بوتين معظم القضايا الشائكة على مستوى العالم والصراع الروسي الغربي تاريخيًا.
مقابلة بوتين التي حققت أكثر من 250 مليون مشاهدة على مختلف وسائل التواصل الاجتماعي حول العالم، حظيت بمتابعة كبيرة من الجميع، خاصة الدول الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية التي وجه لها بوتين رسائل خاصة عبر واحد من أشهر صحفييها المحسوبين على الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب.
كذلك تطرق حديث بوتين المطول حول مختلف القضايا، للملف الأهم بالنسبة لروسيا، وهو العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا، حيث أشار إلى أنه عاجلًا أم أجلًا ستتوصل موسكو وكييف لاتفاق حول نهاية الحرب، متناولًا في حديثه كيف ستبدو أوضاع العالم بعد انتهاء هذه الحرب.
وتداول مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي في روسيا والعديد من دول العالم، هذه المقابلة الهامة للرئيس الروسي بوتين، حيث وصفها بأنها مقابلة القرن، نظرًا لأهمية الحديث والتوقيت الحساس للمقابلة والرسائل التي وجهها بوتين خلال لقاء مع واحد من أهم الصحفيين في أمريكا.
خبراء يكشفون كواليس لقاء بوتين
وكشف عددًا من الخبراء الروس، في حديث خاص لـ القاهرة 24، كواليس لقاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع الصحفي الأمريكي تاكر كارلسون، والذي أثار حالة من التفاعل على مستوى العالم، مؤكدين على أهمية هذا اللقاء وتوقيته، والرسائل التي وجهها بوتين خاصة للولايات المتحدة الأمريكية.
القليوبي: اللقاء يروج للأفكار الروسية في الرأي العام الأمريكي
وقال الدكتور رامي القليوبي الأستاذ بمعهد الاستشراق في موسكو حول كواليس لقاء بوتين، إنه من اللافت أن الإعلام الروسي ركز كثيرًا على تغطية خلفيات المقابلة أكثر من المقابلة نفسها وروج لها كثيرًا، وربما هذا يرجع إلى أن هذا الصحفي من المعارضين للدعم الأمريكي لأوكرانيا، هو صحيح لا يصل إلى درجة الولاء لروسيا، لكن في الوقت نفسه لا يمكن وصفه بأنه مؤيد لسياسات بايدن، بل هو معروف بانتقاداته للرئيس الأوكراني زيلنيسكي، ولذلك يبدو أنه تم اختياره كوسيلة للترويج للأفكار الروسية في الرأي العام الأمريكي.
وأضاف القليوبي في تصريحات خاصة لـ القاهرة 24: بخصوص مستخلص اللقاء لم يتم الكشف عما هو جديد للمتابع الروسي، بل كان التركيز الرئيسي على الخلفيات التاريخية للنزاع الروسي الأوكراني، ولكن هذا قد يكون مفيد للجمهور الأمريكي غير المطلع على الشأن الروسي، لكن من منظور المتابع الروسي فأن هذا اللقاء لم يكشف أمريكا.
وفيما يخص الحرب في أوكرانيا، أوضح القليوبي أن العملية العسكرية الروسية تمر بمرحلة من الركود، وعلى الأرجح لن نشهد انفراجة فيها اللى في نهاية العام الحالي أو بداية العام المقبل، فحتى الآن لا تزال روسيا وأوكرانيا غير قادرتين على إلحاق الهزيمة إحداهما بالأخرى، فيبدو أن نتائج الانتخابات الأمريكية هي التي ستحدد نهاية الحرب، ومن الوهلة الأولى يبدو أن فوز ترامب سيكون في صالح روسيا، لكن في الوقت نفسه يجب الإقرار بأن عند انتخابه في عام 2016 مع وعوده بتحسين العلاقات مع روسيا، لم يتمكن ترامب من التصدي للموقف الأمريكي المعادي لروسيا.
مورتازين: هذه المقابلة رسالة للعالم وحققت مشاهدة ضخمة
أما أندريه مورتازين الكاتب والباحث في الشؤون الروسية من موسكو، فيقول، إن هذه المقابلة لها أهمية كبيرة جدًا، خاصة أن الصحفي مشهور في روسيا والولايات المتحدة والعالم كله، وهو من أنصار دونالد ترامب، وتعود أهمية هذه المقابلة إلى كونها أول مقابلة للرئيس بوتين مع صحفي أجنبي منذ بداية العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا، وقد تطرق بوتين لكثير من النقاط الرئيسية وعبر عن الموقف الروسي تجاه جميع التطورات، وتحدث عن تاريخ العلاقات الروسية الأوكرانية، وتشكيل أوكرانيا نفسها كدولة.
وأضاف مورتازين في تصريحات لـ القاهرة 24: لقد تكلم بوتين بالتفاصيل عن المحادثات التي جرت مع الولايات المتحدة منذ 20 سنة، خاصة بين جهازي المخابرات في البلدين، فقد كان حديثه ممتع للغاية، وتكلم عن تغير الأوضاع مع الغرب خلال آخر سنتين بشكل جذري، وتفكير الغرب في إلحاق الهزيمة بروسيا، وتعتبر هذه المقابلة رسالة للعالم، وقد لقت مشاهدة ضخمة لأكثر من 250 مليون شخص حتى الآن، وهذا مهم للغاية، لأن جميع وسائل إعلام الغرب كانت تغلق أبوابها أمام بوتين، ويصفونه بالشيطان، لكن في الحقيقة هو رجل ذكي ويتكلم بطلاقة حول مواضيع هامة للغاية وبالأرقام، لذلك سيعرف الكثير من الناس في الولايات المتحدة والغرب أفكار بوتين والاستماع له، وهذا مهم للغاية.
دويدار: جيوش أوكرانيا انتهت أمام روسيا رغم الدعم الغربي
وفي السياق ذاته، يؤكد الدكتور تيمور دويدار خبير الشئون الروسية على أهمية هذا اللقاء وتوقيته، قائلًا: كان الجميع ينتظر لقاء الرئيس بوتين، وكانت هناك أسئلة هامة أجاب عليها بوتين حول بعض القضايا الهامة، وأرسل بوتين رسائله لقوم يفقهون وليس للعامة، حول السلام العالمي والمخاطر القائمة التي تهدد المجتمع العالمي، وهو أمر مهم.
وأضاف دويدار في تصريحات خاصة لـ القاهرة 24: فيما يخص أوكرانيا، فيبدو من تصريحات بوتين الدائمة أن جيوش أوكرانيا انتهت أمام روسيا رغم الدعم الغربي، ونحن على وشك انتهاء الأوكرانيين من محاربة روسيا، فهل الغرب مستعد لإرسال أبنائه لأوكرانيا ونشوب حرب عالمية، سيكون الغرب خاسرًا بها في مصير مجهول.