سياسة ومساعدات.. السعودية التي حسمت موقفها: فلسطين أولا
لا علاقات على حساب فلسطين وأهلها.. هكذا كان موقف المملكة العربية السعودية الأخير في وجه أكبر قوى العالم الولايات المتحدة الأمريكية، رفضا لأي محاولة للتطبيع بينها وبين الكيان المحتل دون وقف العدوان الإسرائيلي الغاشم على قطاع غزة، والذي أدى إلى سقوط آلاف الشهداء والجرحى من سكان القطاع ودون دولة فلسطينية مستقلة على حدود عام 1967، وهو الشرط الذي تخلت عنه بعض الدول في السنوات الأخيرة، لتؤكد أنها مستمرة على نهج السابقين في دعم القضية الفلسطينية.
سياسة ومساعدات..السعودية التي حسمت موقفها: فلسطين أولا
ضرب الموقف السعودي القوي والذي يمكن القول أنه الأقوى عربيا كل المزاعم التي حاول البعض الترويج لها أن علاقات في الخفاء يجري الترتيب لها، في ظل التغيرات التي تشهدها المملكة ليكون موقفها الأخير كاشفا تماما وواضحا إلى أقصى حد أن المملكة إلى جوار فلسطين وأهلها حتى يحققوا دولتهم، وربما يكون هذا الموقف سببا في تحرك دولي في هذا الاتجاه.
ثمة الكثير من التفاصيل في بيان المملكة الأخيرة، فهي وضعت الشروط وحددتها، وأكدت أنها لن تتراجع عن تلك الشروط واستحالة وجود علاقات دبلوماسية مع إسرائيل ما لم يتم الاعتراف بالدولة الفلسطينية المستقلة على حدود عام 1967م وعاصمتها القدس الشرقية، وإيقاف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة وانسحاب كافة أفراد قوات الاحتلال الإسرائيلي من قطاع غزة.
وإلى جانب ذلك، كانت المملكة أكثر وضوحا في موقفها بشأن القدس، عندما دعت دول العالم إلى الإسراع في الاعتراف بالدولة الفلسطينية على حدود 1967م وعاصمتها القدس الشرقية ليتمكن الشعب الفلسطيني من نيل حقوقه المشروعة وليتحقق السلام الشامل والعادل للجميع.
موقف المملكة كان تأكيدا لموقفها الذي ظهر أكثر وضوحا في كلمة ولي عهدها الأمير محمد بن سلمان في افتتاح أعمال السنة الرابعة من الدورة الثامنة لمجلس الشورى، قائلا: نستمر في دعم الشعب الفلسطيني الشقيق الذي تعرض لحرب شعواء في قطاع غزة راح ضحيتها الآلاف من الأطفال والنساء والشيوخ والمدنيين العزل، ونبذل كل الجهود الممكنة بالتواصل مع الأطراف الدولية والإقليمية كافة؛ لوقف أعمال العدوان الجاري في قطاع غزة.
ولي عهد السعودية استخدم لهجة قوية وحاسمة في حديثة تؤكد ضرورة الالتزام بالقانون الدولي الإنساني، وعدم استهداف المدنيين، وتشدد على دور الأمم المتحدة ومؤسساتها في توفير ممرات إنسانية آمنة، لتقديم الرعاية الطبية والاحتياجات الغذائية للمدنيين الذين هم تحت الحصار في غزة، وتؤكد رفض السعودية القاطع لاستهدافهم بأي شكل من الأشكال وتحت أي ذريعة، ورفض محاولات التهجير القسري.
وعلى المستوى السياسي، كانت المملكة أكثر الدول نشاطا في دعم القضية الفلسطينية وأهل غزة، فتحركت دوليا بطريقة غير مسبوقة لحشد موقف عربي واسلامي كبير موحد خلف غزة، مستغلة ثقلها الإقليمي والدولي، حيث استضافت قمة عربية وإسلامية وجلسات تشاورية، بمشاركة مختلف القادة وفي الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي؛ للضغط من أجل وقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.
وعلى المستوى الإغاثي، كانت المملكة الأكثر نشاطا بداية من قيادتها، حيث وجه العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده، الأمير محمد بن سلمان، الخميس، بإطلاق حملة شعبية لإغاثة الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.
اللافت أن إقبال السعوديين على دعم غزة كان غير مسبوق، وبلغت قيمة التبرعات 100 مليون دولار بعد أيام من إطلاق الحملة، ليؤكد أن المملكة دائما مع شعبها في الوقوف خلف القضية الفلسطينية.
وعلى مستوى المساعدات الرسمية، كشف متحدث مركز الملك سلمان للإغاثة، سامر الجطيلي، أن تكلفة المساعدات الإجمالية المقدمة من المركز إلى قطاع غزة بلغ حتى الآن نحو 350 مليون ريال.