بتشتغل بعين واحدة.. الحاجة زينب تعمل في ورشة النول الفرنسي بقنا: بساعد جوزي الكفيف عشان أجوز بناتي
بوجه بشوش وابتسامة رضا لا تفارقها وعزيمة قوية، متحدية إعاقتها البصرية بعدما فقدت إحدى عينيها تجلس أمام النول الفرنسي بإحدى الورشة بمنطقة المعنا بمدينة قنا، لتعمل وسط عشرات الفتيات والسيدات في نسج المنتجات اليدوية بدقة وسرعة، لمساعدة زوجها الكفيف على مصاعب الحياة والإنفاق على أبنائهما الأربعة.
الظروف قادرة على تغيير حياتنا في لحظة ووضعنا في مواقف صعبة، بتلك الكلمات بدأت زينب عبدالحميد ياسين، صاحبة الـ 52 عاما، كلمتها لتشرح الظروف التي وضعته في محنة لتساعد زوجها العامل الكفيف الذي يعمل مقابل أموال ضعيفة لا تكفي توفير حياة لأبنائهم، مشيرة إلى أن لديها 3 فتيات وولد صغير، وزوجها عامل بالأوقاف والذي يعاني من إعاقة بصرية.
كفاح سيدة بقنا لمساعدة زوجها الكفيف
منذ 8 سنوات اضطرت الحاجة زينب للاقتراض لإجراء عملية جراحية في إحدى عينيها لتركيب عين زجاجية، قائلة: وعيت على الدنيا لقيتني بشوف بعين واحدة، وكان لازم أعمل عملية في عيني فأخذت قرض على مرتب زوجي لأتمكن من إجرائها، ما زاد من أعباء الحياة علينا.
وتضيف السيدة الخمسينية، أنه في ذلك التوقيت وبالتحديد في عام 2018 أعلنت إحدى المؤسسات عن افتتاح مشروع المشغولات على النول الفرنسي في محافظة قنا، فتقدمت للعمل فيها وبعدها تم تدريبها على العمل على مدار سنة و9 أشهر، مردفة: مينفعش أجلس وأضع يدي على خدي وأنا بشوف ولادي عايزين طلبات وزوجي بيعمل اللي عليه، وقررت أنزل وأشتغل عشان أقدر أساعدهم وأسدد القرض اللي أخده.
تعمل الحاجة زينب من الثامنة صباحا وحتى الثانية ظهرا، طوال أيام الأسبوع ما عدا يوم الجمعة، قائلة: الشغل في البداية كان صعب لكن دلوقتي بقى سهل بالنسبة لي بعد ما أخدت الخبرة، وكمان بقيت مستمتعة وأنا بشتغل مع سيدات المنطقة في ورشة النول الفرنسي، مشيرة إلى أن أبناءها طالبوها بالتوقف عن العمل نظرا للظروف إعاقتها البصرية إلا أنها تصر على الاستمرار في عملها، مردفة: بناتي على وش جواز ولازم أشتغل عشان أقدر أجوزهم.