وسط مخاوف من التجربة النووية السابعة.. هل يفعلها كيم ويبدأ الحرب على كوريا الجنوبية؟
في خطوة جديدة، تسارعت فيها التصريحات والخطوات، أعلنت كوريا الشمالية أن جارتها الجنوبية أصبحت العدو الرئيسي لها، كما أغلقت الوكالات التي تعزز التواصل بين الحالتين وتحقيق الوحدة بين البلدين، ما أثار تساؤلات بشأن ما إذا كان الزعيم كيم جونغ أون يستعد للحرب أم لا.
تصريحات زعيم كوريا الشمالية
لم تتوقف التصريحات عند هذا الحد، فكيم قال في تصريحات نقلتها وكالات رسمية كورية شمالية، إنه لن يتردد في القضاء على كوريا الجنوبية حال تعرضت بلاده لهجوم، قائلًا: إذا تجرأ العدو على استخدام القوة ضد بلادنا فسنتخذ قرارًا جريئا سيغير التاريخ.
وفي تقرير نشرته سي إن إن الأمريكية، طرحت سؤالًا حول ما إذا كانت هناك حرب مرتقبة بين الجارتين أم لا، في ظل التهديدات والقرارات الأخيرة التي أعلنت عنها كوريا الشمالية.
وفقًا لتقرير سي إن إن، تشير تقديرات دولية إلى أن كوريا الشمالية قد تكون بصدد حرب قادمة ويظهر ذلك فيما تقوم به من استفزازات على سواحلها البحرية وحدودها مع كوريا الجنوبية ما يستعيد إلى الأذهان طموحات كيم جونج أون في توحيد الكوريتين وأن بلاده لن تتجنب الحرب مجددا رغم كونها لا تريدها حسب تصريح للزعيم الكوري الشمالي كيم جونج أون.
وحسب الشبكة الأمريكية، يأتي هذا التصعيد بالتزامن مع الحرب في أوكرانيا في عامها الثالث والقتال في غزة يؤجج أزمة أوسع في جميع أنحاء الشرق الأوسط، يراقب مراقبو الأمن العالمي عن كثب جزء آخر من العالم - كوريا الشمالية، حيث تثير استفزازات كيم جونغ أون الأخيرة تساؤلات حول نواياه العسكرية.
وفي ذات السياق، لفت مراقبون إلى التحول الشامل في السياسة في الدولة ذات القدرة النووية لتسريع الاستعدادات للحرب ردًا على توسع نفوذ وتحركات الولايات المتحدة في المنطقة.
متي يطلق كيم صافرة الحرب؟
وأشار الخبيران البارزان روبرت كارلين وسيغفريد هيكلر في كوريا الشمالية، إلى أنه من غير المعروف متى أو كيف يعتزم الزعيم الكوري الشمالي الضغط على الزناد، لكن الخطر يتجاوز التحذيرات الروتينية في واشنطن وسيول وطوكيو بشأن استفزازات بيونغ يانغ.
سيناريوهات محتملة من الحرب على كوريا الجنوبية
وتشير تقديرات أخرى معارضة إلى أن الزعيم البالغ من العمر 40 عامًا يعرف جيدًا أن أي تحرك عسكري كبير ضد كوريا الجنوبية وحليفتها الولايات المتحدة يمكن أن يعجل بزوال نظامه.
لكن هؤلاء المراقبين أيضًا يستعدون لعام من العدوان المتزايد، ويعربون عن قلقهم بشأن خطر الأعمال العدائية المتصاعدة في كوريا الشمالية والتي قد تؤدي إلى نوع من الاشتباك العسكري في شبه الجزيرة الكورية، مما يزيد من خطر نشوب صراع نووي، مهما كان بعيدًا.
مخاوف من تعاون كوريا الجنوبية والولايات المتحدة
يرجع كثيرون في ذات السياق مخاوف كيم المتزايدة بالتزامن مع التعاون العسكري الوثيق بين كوريا الجنوبية والولايات المتحدة فيما يتعلق بالتدريبات العسكرية والتنسيق وثقته الجديدة في المناخ الجيوسياسي المتغير الذي جعل بيونغ يانغ أقرب إلى شريك رئيسي، مع روسيا.
هل ينتظر كيم نتيجة الانتخابات الأمريكية قبل إعلان الحرب؟
وتتزامن التغييرات أيضًا مع عام الانتخابات في الولايات المتحدة، حيث يسعى الرئيس جو بايدن لولاية ثانية، بينما يدير أزمات عالمية متعددة، ومن المرجح أن يراقب كيم الأمر بعناية وربما يكون حريصا على رؤيته يحل محله سلفه والمرشح دونالد ترامب.
استعدادات كوريا الشمالية
وعلى الرغم من العقوبات الدولية الشديدة، يواصل كيم بناء تلك الترسانة في السنوات الأخيرة، مع التركيز على تطوير أسلحة قادرة على ضرب ليس كوريا الجنوبية واليابان فحسب، بل أيضًا أراضي غوام الأمريكية والبر الرئيسي الأمريكي - وهي القدرات التي يراها ضرورية لردع أي هجوم محتمل وضمان بقاء نظامه.
ومنذ عام 2022، كرر كيم أن النقطة الأساسية لترسانته النووية هي "ردع الحرب"، لكنه أثار أيضًا احتمال استخدام الأسلحة النووية لمواجهة الجهود الرامية إلى انتهاك المصالح الأساسية لكوريا الشمالية.
تحالف كوريا الجنوبية والولايات المتحدة الأمريكية
وعزز يون وبايدن خطط الردع والتنسيق في بلديهما في مواجهة تهديدات كوريا الشمالية وتطوير الأسلحة، وشمل ذلك توسيع التدريبات المشتركة في المنطقة والتعاون الأمني، بما في ذلك مع اليابان ــ وكل ذلك يعتبره كيم تهديدا لنظامه.
تحليلات الخبراء
يقول الخبراء إن كيم يرى من وجهة نظره أن الولايات المتحدة التي أصبح نفوذها المتضائل يخضع للاختبار في صراعات تمتد من أوكرانيا إلى الشرق الأوسط، والصين الصاعدة المحاطة بتحالف مزدهر من الدول، بما في ذلك روسيا وإيران، وكلها على خلاف مع الغرب.
التجربة النووية السابعة
ومن غير الواضح ما إذا كان كيم سيتعامل مع الرئيس السابق مرة أخرى في حالة إعادة انتخابه، لكن الخبراء يقولون إن كيم يأمل على الأرجح في أن يؤدي ترامب المنتخب حديثًا، الذي ظل لفترة طويلة رافضًا للتحالفات الخارجية، إلى التراجع عن التعاون الأمني الأمريكي مع كوريا الجنوبية واليابان، وقد يسعى الزعيم الكوري الشمالي حتى إلى التأثير على ديناميكيات الانتخابات بخطوة عدوانية.
ولفت إلى أنه من المرجح أن يكون أحد الاحتمالات هو أن يطلق كيم التجربة النووية السابعة لبيونغ يانغ، ما يعني فشلا ذريعا لإدارة بايدن ويعطي نقطة هجوم جيدة للغاية لترامب.