كاد أن يفقد بصره وتعرض لمحاولة تسمم.. لماذا تتهم واشنطن الكرملين باغتيال المعارض الروسي نافالني؟

تصدر خبر وفاة المعارض الروسي البارز، أليسكي نافالني، داخل محبسه بالقطب الشمالي، الجمعة، عناوين الأخبار حول العالم، فيما اتهمت الولايات المتحدة الأمريكية، الكرملين بالوقوف وراء الحادث، بينما طالبتها خارجية روسيا بانتظار نتائج الطب الشرعي.

وحسب صحيفة الجارديان البريطانية، يعد نافالني، المعارض الروسي البارز ألد أعداء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وتم اعتقاله قبل نحو 3 سنوات، فيما قالت وكالة السجون الروسية إن نافالني شعر بتوعك بعد المشي وفقد الوعي، وبينما حاول المسعفون إنعاشه، لكنه فارق الحياة.

وفي ذات السياق، أعلنت لجنة روسية أنها بدأت تحقيقًا إجرائيا في ملابسات وفاة السياسي المعارض، الذي شن حملة ضد الفساد، كما نظم العديد من الاحتجاجات الكبيرة المناهضة للكرملين، جعلته يواجه تهمة التطرف وخضع لحكم بالسجن لمدة 19 عاما.

لماذا أثارت وفاة نافالني كل هذه التساؤلات وسبب اتهام أمريكا للكرملين؟

كانت الفترة التي قضاها نافالني في السجن، مليئة بالغموض، بعد أن تم نقله إلى سجن الذئب القطبي، وانقطاع أخباره لحوالي 3 أسابيع، فيما أعربت الولايات المتحدة الأمريكية عن قلقها البالغ إزاء ذلك.

سجن الذئب القطبي

الذئب القطبي هو مؤسسة موروثة عن معسكرات الأشغال الشاقة السوفياتية، ويعمل فيه السجناء بشكل خاص في دباغة وخياطة جلود الرنة التي يستخدمها السكان الأصليون المحليون.

ويقع سجن الذئب القطبي في منطقة فلاديمير الواقعة على بعد 250 كيلومتر شرق موسكو، وهو ما رجح فرضية أن يكون تم نقل نافالني إلي سجن آخر، حيث أكدت المتحدثة باسمه، أن يقبع في سجن في بلدة خارب بمنطقة القطب الشمالي.

وأفادت تصريحات سابقة بأن نافالني، قضى أيام حبسه بين زنزانة عادية وعزل انفرادي، حيث تم وضعه في العزل 24 مرة، وفقًا لمدة إجمالية بلغت 273 يومًا.

سجن وتسمم.. أحداث غامضة في حياة نافالني

واشتهر نافالني بموافقه المعارضة، حيث نظم احتجاجات واسعة في روسيا، قبل أن يتم إيداعه في السجن عام 2021، على خلفية اتهامه في قضايا انتحال، بعد عودته من ألمانيا، وفقًا لصحيفة واشنطن بوست الأمريكية.

وفي وقت سابق، تعرض نافالني لعملية تسمم بغاز نوفيتشوك للأعصاب، خلال وجوده في سيبيريا عام 2020، وتم نقله إلي برلين لتلقي العلاج، ووجهت أصابع الاتهام إلي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالوقوف وراء محاولة اغتياله.

هل هناك علاقة بين موت المعارض البارز والانتخابات الروسية؟

وأفادت تقارير بأن وفاة نافالني الغاضمة، والتي جاءت قبل أسابيع من انطلاق ماراثون الانتخابات الرئاسية الروسية المقررة في مارس، قد تشير إلى أن المعارض الراحل كان قد حاول منافسة بوتين في الانتخابات السابقة.

وقاد المعارض الروسي الراحل تظاهرات حاشدة ضد الفساد، شارك فيها عشرات الآلاف خرجوا يجوبون شوارع موسكو احتجاجا على تزوير الانتخابات البرلمانية، ما أثار غضب الكرملين، وفقًا للصحيفة البريطانية.

وفي عام 2017، اتهم نافالني، رئيس الوزراء الروسي آنذاك، ديمتري ميدفيديف، خلال فيلم وثائقي، بالتورط في قضايا فساد، فكانت بمثابة الشرارة التي أطلقت موجة جديدة من الاحتجاجات في أنحاء البلاد.

تعرض لفقدان البصر وأصيب بطفح جلدي.. مأساة نافالني

ونتيجة تعرضه لحروق كيميائية في عينه، جراء الهجمات التي لاحقته في أثناء الاحتجاجات، كاد نافالني أن يفقد بصره، فاضطر للسفر إلى إسبانيا لتلقي العلاج، كما أصيب بطفح جلدي وتورم في الوجه خلال وجوده بالسجن.

وزير الخارجية الأمريكي يتهم الكرملين باغتيال نافالني

وعقب تداول نبأ رحيله، أعربت الولايات المتحدة الأمريكية عن غضبها الشديد، كما اتهمت الكرملين بالوقوف وراء اغتياله، وحمل وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بيلنكن، روسيا المسئولية عن وفاته.

وقال مستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض، جيك سوليفان، أن وفاة نافالني هي مأساة فظيعة، مضيفًا أن تاريخ الكرملين في إيذاء معارضيه يثير أسئلة حقيقية وواضحة حول ملابسات وفاة نافالني، وفقًا لصحيفة واشنطن بوست.