الخارجية الأمريكية لـ القاهرة 24: مصر تلعب دورا حيويا بشأن مساعدات غزة.. ونقف معها بحزم في رفض التهجير
يستمر الوضع في رفح الفلسطينية المتاخمة للحدود المصرية في التفاقم، بعدما دفعت قوات الاحتلال الإسرائيلي مئات الآلاف من سكان قطاع غزة إلى النزوح إليها، حتى باتت تكتظ بالنازحين الذين أجبرهم القصف الوحشي على النزوح إلى المدينة ومغادرة منازلهم وأحيائهم، وفي نفس التوقيت تواصل إسرائيل استعدادها لشن هجوم بري على رفح وسط تحذيرات من كارثة إنسانية ستحدث حال الهجوم.
وبينما تتجهز إسرائيل للهجوم البري الذي أظهر خلافات بين صُنَاع القرار السياسي في دولة الاحتلال وجيشها، تتواصل جهود الإغاثة من أجل التخفيف على الفلسطينيين في قطاع غزة الذي يواجه أكبر أزمة إنسانية على مدى العقود الماضية، والتي كان آخرها إعلان محافظ شمال سيناء إنشاء منطقة لوجستية لاستقبال المساعدات لصالح غزة، وتسهيل عمل الهلال الأحمر المصري.
الوضع في غزة وموقف مصر
كما تواصل المنظمات الدولية وهيئات الأمم المتحدة التحذير من أن الوضع في غزة لا يحتمل قيام إسرائيل بأي عمل عسكري في مدينة رفح، وأن أي تحرك في هذا الاتجاه سيسفر عن كارثة إنسانية غير مسبوقة في القطاع في ظل اكتظاظ المدينة بمئات الآلاف من الفلسطينيين في رفح.
ويلقى تفاقم الوضع في القطاع أعباء إضافية على مصر التي سخرت جهودها منذ اليوم الأول للعدوان لتوفير ودخول المساعدات لقطاع غزة، حتى أن الإحصاءات كشفت أنها أكثر الدول تقديمًا للمساعدات على الرغم من الأزمة الاقتصادية التي تعاني منها.
وفي هذا الإطار، رد متحدث الخارجية الأمريكية، على أسئلة القاهرة 24 حول تفاقم الوضع في غزة والجهود المبذولة مع مصر من أجل الوصول إلى حل يؤدي إلى وقف إطلاق النار، وكذلك سيناريو التهجير الذي ترفضه مصر، في ظل محاولات إسرائيل تضييق الخناق على الفلسطينيين في غزة.
وأكد متحدث الخارجية الأمريكية، أن الولايات المتحدة لا تزال تشعر بالامتنان للدور القيادي الذي تلعبه مصر في المنطقة، وخاصة في تلبية الاحتياجات الإنسانية للفلسطينيين في غزة.
الموقف الأمريكي من سيناريو التهجير
وشدد على أن الولايات المتحدة تلاحظ أيضًا الدور الحيوي الذي لعبته مصر وما زالت تقدمه للمنظمات الإنسانية الدولية، للوصول إلى رفح لمساعدة الفلسطينيين – والجهد الاستثنائي الذي لعبته للسماح للمدنيين بمغادرة غزة بأمان والدخول إلى مصر لمواصلة السفر.
وحول الموقف الأمريكي من سيناريو التهجير ومحاولة إجبار الفلسطينين على النزوح إلى أقصى المناطق الحدودية مع مصر، أكد أن الولايات المتحدة تقف بحزم إلى جانب مصر في الموقف الاستراتيجي والمبدئي الذي يعارض بشدة أي تهجير قسري للفلسطينيين.
وأوضح أن الولايات المتحدة تواصل التنسيق مع مصر بشأن الجهود المبذولة لتأمين جميع الرهائن، وحول كيفية توسيع مستوى المساعدات التي تصل إلى الفلسطينيين في غزة.
وأشار إلى أن الولايات المتحدة تدعم أيضًا إنشاء دولة فلسطينية، باعتبارها أفضل وسيلة لضمان السلام والأمن الدائمين للإسرائيليين والفلسطينيين على حد سواء وتحقيق تكامل أكبر للمنطقة.
يأتي هذا فيما أعلن ضياء رشوان، رئيس الهيئة العامة للاستعلامات، نفي مصر القاطع لما تداولته بعض وسائل الإعلام الدولية، بشأن قيام مصر بالإعداد لتشييد وحدات لإيواء الأشقاء الفلسطينيين، في المنطقة المحاذية للحدود المصرية مع قطاع غزة، وذلك في حالة تهجيرهم قسريا بفعل العدوان الإسرائيلي الدامي عليهم في القطاع.
وأكد رشوان على أن موقف مصر الحاسم منذ بدء العدوان هو الذي أعلنه رئيس الجمهورية وكل جهات الدولة المصرية عشرات المرات، ويقضي بالرفض التام والذي لا رجعة فيه لأي تهجير قسري أو طوعي للأشقاء الفلسطينيين من قطاع غزة إلى خارجه، وخصوصا للأراضي المصرية، لما في هذا من تصفية مؤكدة للقضية الفلسطينية، وتهديد مباشر للسيادة والأمن القومي المصريين، وهو ما أوضحته كل التصريحات والبيانات المصرية أنه خط أحمر وأن لدى القاهرة من الوسائل ما يمكنها من التعامل معه بصورة فورية وفعالة.
وأضاف رشوان أن مصر بموقفها المعلن والصريح هذا، لا يمكن أن تتخذ على أراضيها أية إجراءات او تحركات تتعارض معه، وتعطي انطباعًا - يروج له البعض تزويرا - بأنها تشارك في جريمة التهجير التي تدعو إليها بعض الأطراف الإسرائيلية، فهي جريمة حرب فادحة يدينها القانون الدولي الإنساني، ولا يمكن لمصر أن تكون طرفا فيها، بل على العكس تماما، حيث ستتخذ كل ما يجب عمله من أجل وقفها ومنع من يسعون إلى ارتكابها من تنفيذها.
وأشار رئيس الهيئة العامة للاستعلامات أيضًا، إلى تداول بعض وسائل الإعلام الدولية لما يوصف ببدء مصر إنشاء جدار عازل على حدودها مع قطاع غزة، موضحا أن لدى مصر بالفعل، ومنذ فترة طويلة قبل اندلاع الأزمة الحالية، منطقة عازلة وأسوار في هذه المنطقة، وهي الإجراءات والتدابير التي تتخذها أية دولة في العالم للحفاظ على أمن حدودها وسيادتها على أراضيها.