ليلة توسيع الأرزاق.. ماذا حدث في النصف من شعبان وكيف تغتنمها؟
قد لا يعلم البعض ماذا حدث في ليلة النصف من شعبان؟، فبعد أيام قليلة تحل علينا بركة تلك الليلة التي لها خصوصية تعكس عظمة ما حدث فيها ومكانتها عند قلب سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، فتلك الليلة حققت له أمنية عزيزة على قلبه طالما تمناها، لدرجة أن تغيرت بعدها عبادة كاملة من أجل تحقيق تلك الأمنية، فما هي؟ ولماذا نخصص لها دعاءً وأذكارا بل وصيام؟، هذا ما نعرض تفاصيله عبر القاهرة 24:
ماذا حدث في ليلة النصف من شعبان؟
إن ما حدث في ليلة النصف من شعبان يستحق الاحتفاء به، فقد كانت القبلة التي أُمر بها النبي صلى الله عليه وسلم عند فرض الصلاة، هي المسجد الأقصى في فلسطين، لذلك يسمى قبلة المسلمين الأولى، ولكن قلب سيدنا محمد كان يميل إلى الكعبة.
ولم يعترض رسول الله على حكم ربه، وأطاع ربه والمؤمنين معه وقتئذ، ومع شدة تعلق قلبه بالبيت الحرام وعلم الله تعالى بزيادة هذا التعلق، أنزل الله تعالى في ليلة النصف من شعبان قَدْ نَرَىٰ تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ ۖ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا ۚ فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ ۚ وَحَيْثُ مَا كُنتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ ۗ وَإِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ ۗ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ.
ورغم أن هناك أقوالا ترى أن القبلة تحولت في منتصف رجب، إلا أن بعض المؤرخين أشاروا في مؤلفاتهم إلى أنها تمت في منتصف شهر شعبان، وهذا ما نقلته دار الإفتاء المصرية، إذ أوضحت أن تحويل القبلة من بيت المقدس إلى الكعبة كان في 15 شعبان، في السنة الثانية للهجرة، ويوافق نوفمبر 623م.
متى ليلة النصف من شعبان 2024؟
أجابت دار الإفتاء المصرية عن متى ليلة النصف من شعبان 2024؟، إذ قالت إنها تبدأ من مغرب اليوم السابق لها وهو يوم الرابع عشر من شعبان، ومن ثم فإن ليلة النصف من شهر شعبان 2024م تبدأ من مغرب يوم السبت المقبل الموافق لـ 24 فبراير 2024.
وأوضحت أن ليلة النصف من شعبان تنتهي فجر اليوم التالي؛ يوم الأحد 25 فبراير 2024، والذي يعد يوم نصف شعبان 2024، وآخر الأيام البيض التي يعد صيامها كصيام الدهر.
فضل ليلة النصف من شعبان
تحدثت دار الإفتاء في فتوى سابقة لها، عن فضل ليلة النصف من شعبان ويمكن إيجاز ما ورد عن تلك الليلة العظيمة فيما يلي:
- رفع الأعمال السنوية
فقد فسر العديد من المفسرين قوله تعالى في سورة الدخان فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ، أنها ليلة النصف من شعبان وقالوا إنها الليلة التي يبرم فيها أمر السَّنَة، وتنسخ الأحياء من الأموات، ويكتب الحاجّ؛ فلا يُزَاد فيهم أحد، ولا ينقص منهم أحد.
- تحويل القبلة
ذكر بعض المؤرخين أن تحويل القبلة من بيت المقدس إلى الكعبة فى مكة المكرمة، تم في ليلة النصف من شعبان، في السنة الثانية للهجرة.
- استجابة الدعاء
ورد عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه إذ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إِذَا كَانَتْ لَيْلَةُ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ، فَقُومُوا لَيْلَهَا وَصُومُوا نَهَارَهَا، فَإِنَّ اللهَ يَنْزِلُ فِيهَا لِغُرُوبِ الشَّمْسِ إِلَى سَمَاءِ الدُّنْيَا، فَيَقُولُ: أَلَا مِنْ مُسْتَغْفِرٍ لِي فَأَغْفِرَ لَهُ؟ أَلَا مُسْتَرْزِقٌ فَأَرْزُقَهُ؟ أَلَا مُبْتَلًى فَأُعَافِيَهُ؟ أَلَا كَذَا؟ أَلَا كَذَا؟ حَتَّى يَطْلُعَ الْفَجْرُ.
- مغفرة الذنوب
روي عن السيدة عَائِشَةَ رضي الله تعالى عنها أنها قالت: "فَقَدْتُ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم لَيْلَةً فَخَرَجْتُ فإذا هو بِالْبَقِيعِ فقال: أَكُنْتِ تَخَافِينَ أَنْ يَحِيفَ الله عَلَيْكِ وَرَسُولُهُ؟ قلت: يا رَسُولَ اللَّهِ إني ظَنَنْتُ أَنَّكَ أَتَيْتَ بَعْضَ نِسَائِكَ، فقال: إِنَّ اللَّهَ عز وجل يَنْزِلُ لَيْلَةَ النِّصْفِ من شَعْبَانَ إلى السَّمَاءِ الدُّنْيَا فَيَغْفِرُ لِأَكْثَرَ من عَدَدِ شَعْرِ غَنَمِ كَلْبٍ.
- توسيع الأرزاق
روى عن السيدة عائشة رضي الله عنها أنها قالت: سمعت النبي صلى الله عليه وآله وسلم يقول: يَفْتَحُ اللهُ الْخَيْرَ فِي أَرْبَعِ لَيَالٍ: لَيْلَةِ الْأَضْحَى، وَالْفِطْرِ، وَلَيْلَةِ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَان؛ ينْسَخُ فِيهَا الْآجَالَ وَالْأَرْزَاقَ، وَيَكْتُبُ فِيهَا الْحَاجَّ، وَفِي لَيْلَةِ عَرَفَة إِلَى الْأَذَانِ، رواه الدارقطني.
- نشر المحبة والسلام
لما رُوِي عن معاذ بن جبل رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: يطَّلِعُ اللهُ إلى جميعِ خلقِه ليلةَ النِّصفِ من شعبانَ، فيَغفِرُ لجميع خلْقِه إلا لمشركٍ، أو مُشاحِنٍ.
- إبعاد الظالمين عن رحمة الله
رُوِي عن عائشة رضي الله عنها قالت: قام رسولُ اللهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- من اللَّيلِ يُصلِّي، فأطال السُّجودَ حتَّى ظننتُ أنَّه قد قُبِض، فلمَّا رأيتُ ذلك قُمتُ حتَّى حرَّكتُ إبهامَه فتحرَّك فرجعتُ، فلمَّا رفع إليَّ رأسَه من السُّجودِ وفرغ من صلاتِه. قال: يا عائشةُ -أو يا حُميراءُ- أظننتِ أنَّ النَّبيَّ قد خاس بك؟ قلتُ: لا واللهِ، يا رسولَ اللهِ، ولكنَّني ظننتُ أنَّك قُبِضْتَ لطولِ سجودِك، فقال: أتدرين أيُّ ليلةٍ هذه؟ قلتُ: اللهُ ورسولُه أعلمُ، قال: هذه ليلةُ النِّصفِ من شعبانَ، إنَّ اللهَ -عزَّ وجلَّ- يطَّلِعُ على عبادِه في ليلةِ النِّصفِ من شعبانَ، فيغفِرُ للمُستغفِرين، ويرحمُ المُسترحِمين، ويؤخِّرُ أهلَ الحقدِ كما هُم.
ماذا يجب أن أفعل ليلة النصف من شعبان؟
يتساءل البعض ماذا يجب أن أفعل ليلة النصف من شعبان؟، وحول ذلك حثت دار الإفتاء على التطوع بالصوم في الأيام البيض من كل شهر خاصة شهر شعبان، والتي تتضمن يوم النصف من شعبان، ونفت القول بأنه يشترط أن يكون قد صام تطوعًا قبله.
وقال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إن الاحتفال بليلة النصف من شعبان يكون بالذكر وقراءة القرآن والدعاء وما نحوها من الأعمال الصالحة؛ مستدلا بقوله صلى الله عليه وآله وسلم: إِذَا كَانَتْ لَيْلَةُ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ فَقُومُوا لَيْلَهَا وَصُومُوا يَوْمَهَا.
ويستحب الإكثار من الدعاء طوال فترة ليلة النصف من شعبان لاغتنام استجابة الدعاء وقت التنزل الإلهي، وتجدر الإشارة إلى أن التنزل الإلهي يكون في كل ليلة في الثلث الأول إلى الأخير من كل ليل حسب أقوال العلماء.
أسماء ليلة النصف من شعبان
تتعدد أسماء ليلة النصف من شعبان فيطلق عليها ليلة البراءة والقسمة والاجابة لما بها من خيرات واستجابة للدعاء ومن ضمن أسماء ليلة النصف من شعبان الفرقان والشفاعة ومن المستحب أن يقوم فيها المسلمين بالدعاء والصلاة والخشوع للتقرب من الله سبحانه وتعالي خاصة أن شهر شعبان ترفع فيه الاعمال الى الله سبحانه وتعالي
مما ورد في أسماء ليلة النصف من شعبان ما يلي:
- ليلة البراءة.
- ليلة الدعاء.
- ليلة القِسمة.
- ليلة الإجابة.
- الليلة المباركة.
- ليلة الشفاعة.
- ليلة الغفران والعتق من النيران.
- ليلة التكفير.
- ليلة الحياة.
- ليلة الفرقان.
