حكم صيام ليلة النصف من شعبان ويوم الشك لدى الفقهاء

يثار الجدل حول حكم صيام ليلة النصف من شعبان ما بين الرافضين لتخصيص والقائلين بالاستحباب والآخرين الذين يرونها بدعة، ويبقى رأي الدين الأول والأخير في هذا الجدل. ونظرًا لقرب موعد ليلة النصف من شعبان 2024، وفضلها العظيم، والحث على صيامها بين الأيام البيض لشهر شعبان أو منفردة، نقدم عبر القاهرة 24 تفاصيل ما يدور حول تلك الليلة وإجابات لأكثر التساؤلات حولها.

حكم صيام ليلة النصف من شعبان

كشفت دار الإفتاء المصرية حكم صيام ليلة النصف من شعبان، حيث أكدت أن صيام النصف من شهر شعبان، من المستحبات وليس بدعة، مؤكدة أنه يجوز صيامها ضمن الأيام البيض الثلاثة أو منفردة.

وتبدأ الأيام البيض لشهر شعبان 2024، من يوم الجمعة 23 فبراير 2024، الموافق لـ13 شعبان 1445، حتى الأحد 25 فبراير 2024 الموافق لـ15 شعبان 1445، وهو يوم النصف من شعبان.

بينما تبدأ ليلة النصف من شعبان من مغرب السبت 24 فبراير 2024، وتمتد حتى فجر الأحد 25 فبراير 2024، وذلك وفقًا لما أكدته دار الإفتاء المصرية.

فضل صيام النصف من شعبان

وحول فضل صيام ليلة النصف من شعبان، قال النبي صلى الله عليه وسلم عن شهر شعبان: "ذلك شهر يغفل الناس عنه بين رجب ورمضان، وهو ‌شهر ‌ترفع فيه الأعمال إلى رب العالمين، فأحب أن يرفع عملي وأنا صائم".

وقال معظم مفسري القرآن الكريم ومنهم الطبري، أن المقصود بقول الله تعالى في سورة الدخان "فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ"، هي ليلة النصف من شعبان، وأن فيها ترفع أعمال العباد طوال العام، وقال ابن عباس أنها "يبرم فيها أمر السَّنَة".

لذلك وكما كان يحب النبي صلى الله عليه وسلم أن يُرفع عمله وهو صائم، فإن هذه الليلة ترفع فيها الأعمال السنوية للعباد ويُستحب ذلك وهم صائمون.

 نوهت دار الإفتاء المصرية أن ليلة النصف من شعبان لها فضل عظيم لما ورد عَنْ أم المؤمنين عَائِشَةَ -رضي الله عنها- قَالَتْ: "فَقَدْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لَيْلَةً فَخَرَجْتُ فَإِذَا هُوَ بِالْبَقِيعِ، فَقَالَ أَكُنْتِ تَخَافِينَ أَنْ يَحِيفَ اللَّهُ عَلَيْكِ وَرَسُولُهُ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي ظَنَنْتُ أَنَّكَ أَتَيْتَ بَعْضَ نِسَائِكَ فَقَالَ، إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَنْزِلُ لَيْلَةَ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا فَيَغْفِرُ لِأَكْثَرَ مِنْ عَدَدِ شَعْرِ غَنَمِ كَلْبٍ".

صيام النصف الثاني من شعبان عند المالكية

ويعد صيام النصف الثاني من شعبان عند المالكية، جائز لمن له عادة الصيام كصيام يوم وإفطار يوم أو صيام الاثنين والخميس والأيام البيض، كما يرى الإمام مالك أنه لا بأس بصيام يوم الشك تطوعًا وهو اليوم التاسع والعشرين من شهر شعبان.

ويستند حكم صيام النصف الثاني من شعبان عند المالكية إلى ما ورد عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لا تَقَدَّمُوا رَمَضَانَ بِصَوْمِ يَوْمٍ وَلا يَوْمَيْنِ إِلا رَجُلٌ كَانَ يَصُومُ صَوْمًا فَلْيَصُمْهُ".

هل يجوز صيام شهر شعبان كامل؟

أجازت لجنة الفتوى بمجمع البحوث الإسلامية بالأزهر صيام شهر شعبان كامل لمن اعتاد ذلك استنادًا إلى حديث رسول الله بما في ذلك صيام يوم الشك، فيما قالت بعدم جواز ذلك لمن لم يعتد الصيام إلا للقضاء فقط كما يرى المالكية.

أما عند الشافعية، بينت اللجنة أنه لا يجوز صيام النصف الأخير من شعبان سواء يوم الشك وما قبله من النصف الثاني، إلا أن صيامه يصل ببعض النصف الأول أو يوافق عادة له وهو الأصح عندهم.

وقال كثير من العلماء بتحريم صيام يوم الشك مطلقًا  استنادًا لما جاء  عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لا تَقَدَّمُوا رَمَضَانَ بِصَوْمِ يَوْمٍ وَلا يَوْمَيْنِ إِلا رَجُلٌ كَانَ يَصُومُ صَوْمًا فَلْيَصُمْهُ".

هل يجوز الصيام بعد النصف من شعبان للقضاء

هل يجوز الصيام بعد النصف من شعبان للقضاء؟، أكثر سؤال يراود المسلمون الراغبون في صيام ما بعد ليلة النصف من شعبان، وقد أوضحت دار الإفتاء المصرية أن الصيام في النصف الثاني من شعبان جائز لمن له عادة الصيام المطلق في أيام العام بأكمله مثل صيامه للاثنين والخميس.

فيما استثنت دار الإفتاء من ليس له عادة الصيام أو غير المعتاد على الصيام كامل شعبان أو في أيام محددة أن يصوم في النصف الثاني، حيث يكون صيامه غير جائز إلا وإن كان قضاء لابد من صيامه.

واستندت دار الإفتاء إلى ما ورد عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "إِذَا انْتَصَفَ شَعْبَانُ فَلا تَصُومُوا"، وهو حديث صححه الألباني في صحيح الترمذي، وبناء عليه ورد النهي عن الصيام بعد نصف شعبان.