كيلو رز بياكله 50 فرد.. فلسطينيون يستغيثون من المجاعة في غزة: اعملوا معروف لوجه الله يا عالم
136 يوما من القهر عاشها الفلسطينيون، تلك أيام الحرب التي ما زالت مستمرة، خلفها أزمة إنسانية في قطاع غزة، تضمنت كل أشكال المعاناة من قصف المنازل والمباني، واستهداف المدنيين، واستشهاد آلاف الفلسطينيين، وخروج المستشفيات عن نطاق الخدمة الطبية لتصبح مأوى للنازحين، كل هذا ظل استمرار أعمال العنف من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي، حتى أن وصل تضيق الخناق على أهالي غزة إلى الحصار ومنع الإمدادات والمساعدات الغذائية، ليموت الناس جوعًا.
معاناة أهالي غزة في الحصول على الطعام
ونشر المصور الصحفي الفلسطيني عماد غبون، مقطع فيديو عبر حسابه، بموقع تبادل الصور والفيديوهات إنستجرام، يوثق من خلاله معاناة أهالي غزة، في ظل استمرار المجاعة وعدم توافر الطعام والشراب.
وظهرت في الفيديو أم فلسطينية من قطاع غزة، وهي تصرخ من أمام الحطب، قائلة: احنا بدنا الطحين.. إحنا بدنا أكل وشرب، عندنا أطفال وأولاد صغار بيصحوا من النوم عايزين ياكلوا ومفيش حاجة عشان نطعمهم، اعملوا معروف مع الله يا عالم.. احنا جوعنا.
وتابعت الأم الفلسطينية، واحنا قاعدين في مجاعة، ومفيش لقمة نضيفة.. رجعولنا بيوتنا وأولادنا.. رجعولنا حالنا، كلنا ضيعنا، ما ظل لنا حياة في الدنيا يا ناس، أنا بطبخ كيلو أرز لأولادي، لكن هياكل منه 50 فرد، عمينا من النار والطبخ على الحطب.
الموت من الجوع وليس الخوف
وروى شاب فلسطيني يدعى يحيى محمود، من مدينة جبالية بشمال غزة، في مقطع فيديو نشره عبر إنستجرام، عن المعاناة التي يعيشها أهالي غزة فيما يتعلق بعدم وجود الطعام، وقال يحيى: دخلنا في مرحلة خطيرة وليست مرحلة الموت فقط، إحنا جوعنا وعلى المستوى الشخصي بقالي 4 أيام على وجبة واحدة، وهذا الكلام مش عشان التعاطف.. لا إحنا لازم نتخلص من الكابوس، الناس ما بتموت من الخوف ولكن تموت من الجوع.
وتابع يحيى، أنا بتكلم وأنا دبلان ما عاد فينا صحة ولا قوة، إحنا بني أدمين وأنا بتكلم باسم الإنسانية اللي كل العالم بيتغنى بها، مش هحكي عن ذكرياتنا ومستقبلنا اللي راح وجامعتنا اللي انتهت وسنوات حياتنا اللي راحت على الفاضي، أنا بحكي عن إننا بدنا ناكل وما نجوع.. في ناس بتموت جوعًا.
ووثق عماد غبون، في فيديو آخر، حجم الأزمة الإنسانية في قطاع غزة، حيث صور مشهدًا حقيقيًا تضمن استخدام علف الحيوانات في شمال غزة لعدم توفر الطحين، وقال أحد المدنيين الفلسطينيين، إن هذا العلف عبارة عن قمح مخصص للماشية، ولكنهم اضطروا إلى تحميصه في الشمس، حتى يتمكنوا من طهيه للأطفال، وخاصة مع عدم توافر الطعام.
نفاد الحبوب والطحين والأرز والأعلاف.. وحتى أعلاف الحيوانات
وكتب الصحفي الفلسطيني إسماعيل الغول، في منشور له عبر موقع إنستجرام، الإنذار الأخير.. بشكل فعلي نفد الطعام، وملامح التعب والإرهاق ظهرت على وجوهنا، نقصان الوزن بات واضحًا على أجسادنا، نفدت الحبوب والطحين والأرز والأعلاف، وحتى أعلاف الحيوانات، لم يبقى شيء.
وأضاف إسماعيل الغول، دلالات كثيرة على حالة المجاعة وعمق الأزمة، وتوقف الحياة أمام صمت العالم، ماذا نفعل أمام أساليب القتل الممنهج؟، فقر وحصار وقتل وتجويع وتدمير وبرد، هذا جزء مما نعيشه في شمال القطاع، مات الأطفال وجف حليب المرضعات، ووقعنا في حالة الخطر، نطلق الإنذار الأخير ما بين الحياة والموت خطوات وساعات محدودة، غزة بحاجة أولًا لإيقاف الحرب، فيما بعد دخول المساعدات.. أوقفوا كل أساليب القتل.
