وبعودة يا أبو الحجاج.. الكباب أكلة ضيوف صاحب المقام بالأقصر
يحرص أهالي الأقصر في عادة متوارثة منذ مئات السنين، منذ مطلع شهر شعبان وحتى ليلة النصف منه على تجهيز الغلال وفرمها مع اللحم لأكلة سميت بـ الكباب، كان يعدها العارف بالله صاحب المقام أبو الحجاج لضيوفه بيده ويقدمها لهم فارتبطت مع أهالي الأقصر باحتفالات مولده حتى الآن.
الكباب.. أكلة ضيوف أبو الحجاج
وانتشرت تلك الأكلة المعروفة بكباب أبو الحجاج وتوارثتها بيوت الأسرة الحجاجية جميعا وسرعان ما ذاع صيتها بين باقي البيوت والعائلات الأقصرية، يقومون بإعدادها طهيا بجوار الولائم لضيوف الأقصر ممن يأتون من كل حدب وصوب لمشاركاتهم احتفالاتهم بمولد أبو الحجاج.
ويعد الكباب أكلة طيبة عبارة عن قمح مطحون مع اللحم على شكل قطع صغيرة كروية، كان العارف بالله أبو الحجاج يقوم يصنعها بيده حين يأتي إليه الضيوف والزائرون ولا يجعل أحد يصنعها سوى تلاميذه ممن كانوا يلازموه إكراما منه لضيوفه.
وحرصت نساء القرى والمدن المجاورة للأقصر على تعلم صناعة كباب أبو الحجاج وطهيه وتقديمه في بلدانهم وقراهم ونجوعهم في احتفالاتهم بالموالد المختلفة لأولياء الله الصالحين بمناطقهم، حتى انتقلت إلى بعض المحافظات المجاورة نتيجة التزاور والأنساب والمصاهرات.
ويعد كباب أبو الحجاج أكلة موسمية، تصنع مرة واحدة في العام لكل مولد ولي من الأولياء ببلده، ولكن الأصل يعود للشيخ أبو الحجاج، فهي أكلة عراقية الأصل أدخل عليها الحجاجية أحفاد الشيخ وعائلته بعض التعديلات مثل إضافة اللحم المفروم والتوابل المختلفة التي تضيف لها طعم لا يضاهيه أي طعم فهي الطبق الرئيسي على كل مائدة بكل بيت في يوم 13 من شهر شعبان من كل عام بالأقصر.
بعودة يأ بو الحجاج والخلوى أكلوا الكباب
وانتشرت منذ القدم دعابة على شكل أنشودة كان يغنيها الصغار منذ سنوات طويلة تقول كلماتها: وبعودة يا أبو الحجاج والخلوى أكلوا الكباب، في إشارة لأهل الخلا كما يطلق عليهم أهالي الأقصر، وهم أهل الأرياف الذين ياتون إلي مدينة الأقصر في ذلك الموعد من كل عام احتفالا بالمولد وتكتظ بهم الشوارع والميادين والبيوت والساحات.
إقبال على فرم الغلال وتجهيزها للكباب
ورصدت عدسة القاهرة 24، إقبالا كبيرا من أهالي الأقصر على محلات طحن الغلال أو ما يطلقون عليها المدشة، وهم يحملون أواني الغلال استعدادا لفرمها مع اللحم، وتجهيزها لصنع كباب أبو الحجاج في فرحة تجمع العائلات والأسر.