هل ترفع الأعمال ليلة النصف من شعبان تحديدًا؟
يتساءل المسلم هل ترفع الأعمال ليلة النصف من شعبان أم لا؟، وما معنى رفع الأعمال، وهل ترفع يوميًا ومتى؟، وما رأي ابن باز في مسألة رفع الأعمال، وهل المتخاصمين لا ترفع أعمالهم؟، أسئلة كثيرة نجيب عنها عبر القاهرة 24 بعرض آراء العلماء والفقهاء وحسم مسائل فقهية خاصة بشهر شعبان.
هل ترفع الأعمال ليلة النصف من شعبان؟
أجاب الكثير من العلماء على سؤال هل ترفع الأعمال ليلة النصف من شعبان، وتناولوا فضل ليلة النصف من شعبان منهم الشيخ الشحات عزازي، من علماء الأزهر الشريف، الذي أكد أن السنة النبوية تحدثت عن رفع الأعمال في شهر شعبان كله وليس ليلة النصف فقط.
وقال عزازي إن تحويل القبلة تم في ليلة النصف من شعبان بقول غالبية أهل العلم، وأنها الليلة التي تختم فيها صحيفة العام، أي ترفع فيها الأعمال السنوية للعباد إلى الله ليفصل بين الخلائق، وهي الليلة المقصودة في قوله عز وجل "فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ".
وفي تصريحات سابقة له، أشار الدكتور هاني تمام، أستاذ الفقه بجامعة الأزهر، إلى أن ليلة النصف من شعبان أفضل ليلة عند الله سبحانه وتعالى بعد ليلة القدر، وسميت ليلة البراءة، لأن الله تعالى يبرئ من يشاء من عباده فيها من عذاب النار، مستندًا إلى حديث "5 ليال لا يرد فيهم الدعاء، أول ليلة من رجب، وليلة النصف من شعبان، وليلة الجمعة وليلة عيد الأضحى وليلة عيد الفطر".
ترفع الأعمال في شعبان إلا المتخاصمين
وقال الشيخ الشحات عزازي إنه ترفع الأعمال في شعبان إلا المتخاصمين والمشركين، مناشدًا كل من له خصومة مع غيره أن يزيلها ويصفي العلاقات "وعلشان كده لازم نصفي قلوبنا ونسامح كل الناس ولا نشغل نفسنا إلا بالله حتى يتجلى علينا الله بالمغفرة".
هل ترفع الأعمال في شهر شعبان ابن باز؟
أما مسألة رفع الأعمال في شهر شعبان ابن باز له فيها رأي آخر، إذ يرى أن ليلة النصف من شعبان ليس فيها أحاديث صحيحة، وأن كل أحاديثها ما بين موضوع، وضعيف، وليس لها خصوصية في قراءة، ولا صلاة خاصة، ولا جماعة.
متى ترفع الأعمال إلى الله في شعبان؟
وفقًا لما يراه جمهور العلماء، ترفع الأعمال إلى الله في شعبان كله دون تخصيص ليلة النصف منه.
قال الشيخ أحمد ممدوح، مدير إدارة الأبحاث الشرعية وأمين الفتوى بدار الإفتاء، إن السنة النبوية لم يرد فيها ما يخص ليلة النصف من شعبان برفع الأعمال.
وأوضح أن النصوص التي وردت تؤكد رفع الأعمال في شهر شعبان إلى الله، لما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم "ذلك شهر يغفل الناس عنه بين رجب وبين رمضان، وأنه شهر تُرفع فيه أعمال العباد إلى الله، وأحب أن يُرفع عملي وأنا صائم".
وأوضح أن التابعين من أهل الشام كانوا يعظمون ليلة النصف من شعبان ويحيوها بالعبادة، ويلبسوا فيها أحسن الثياب، وأنه ورد في فضلها كثير من الأحاديث تدل على أنها ليلة من ليالي النفحات، ينبغي علينا أن نتقرب إلى الله تعالى فيها.
صحة حديث ترفع الأعمال في شعبان
يستدل على صحة حديث ترفع الأعمال في شعبان، أنه ورد برواية أبو داود والنسائي وابن خزيمة من حديث أسامة بن زيد رضي الله عنهما قال: قلت: "يا رسول الله لم أرك تصوم من شهر من الشهور ما تصوم في شعبان؟" قال: "ذلك شهر يغفل الناس عنه بين رجب ورمضان، وهو شهر ترفع فيه الأعمال إلى رب العالمين، فأحب أن يرفع عملي وأنا صائم".
وحسّن الألباني هذا الحديث وقال عنه حديث حسن، وهو ما يدل على أن الأعمال ترفع إلى الله تعالى في شهر شعبان.
وقالت دار الإفتاء المصرية، إن من يشكك في فضل ليلة النصف من شعبان "بعض المتنطعين" فهي ليلة مباركة والتشكيك فيها مردودٌ؛ فقد ورد في فضلها أحاديث وآثار، والطعن بتضعيف كل ما ورد في فضل هذه الليلة غيرُ مُسَلَّم.
وأوضحت أنه "إن كان في بعض أسانيدها ضعفٌ، فقد صحَّح الحفاظ بعضها الآخر، ولو سلمنا بضعف بعض ما ورد في فضلها، فالقاعدة الحديثية أن الأحاديث الضعيفة الإسناد تتقوى بالمجموع".
وأكدت الإفتاء أنه وإن لم تتقوَّ الأحاديث الواردة عن فضل ليلة النصف من شعبان بمجموع الوارد وبتعدد الطرق؛ فإنَّ جواز العمل بالحديث الضعيف في الفضائل هو قول جماهير العلماء سلفًا وخلفًا.
هل ترفع الأعمال كل يوم؟
أكدت السنة النبوية أن الأعمال ترفع كل يوم عند صلاتي الفجر والعصر، ففي حديث أبي هريرة رضي الله عنه، أَنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "يتعاقبون فيكم ملائكة بالليل وملائكة بالنهار، ويجتمعون في صلاة الفجر، وصلاة العصر، ثم يعرج الذين باتوا فيكم، فيسألهم ربهم وهو أعلم بهم: كيف تركتم عبادي؟ فيقولون تركناهم وهم يصلون، وأتيناهم وهم يصلون". رواه البخاري ومسلم.