آخر 3 ساعات قبل الفجر.. أدعية النصف من شعبان التي لا تُرد أبدًا

تأتي أدعية النصف من شعبان كأحد مظاهر إحياء تلك الليلة المباركة التي تبدأ من مغرب اليوم السبت 24 فبراير 2024، وتستمر حتى فجر الغد، ويستحب فيها الدعاء والتضرع إلى الله تعالى. وعبر القاهرة 24 نوضح للسادة القراء كيف يمكن اغتنام تلك الليلة العظيمة التي قيل عنها أنها ليلة الغفران، في الدعاء المستجاب وتحقيق أكبر نفع ممكن من ساعاتها المباركة.

أدعية النصف من شعبان

لم ترد أدعية النصف من شعبان بألفاظ محددة أو مخصوصة في السنة الشريفة، بل تعد ليلة النصف من شعبان مثل كل الليالي التي تشهد التنزل الإلهي للمولى عز وجل. ففي صحيح البخاري، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال "يَنْزِلُ رَبُّنا تَبارَكَ وتَعالَى كُلَّ لَيْلةٍ إلى السَّماءِ الدُّنْيا حِينَ يَبْقَى ثُلُثُ اللَّيْلِ الآخِرُ، يقولُ: مَن يَدْعُونِي، فأسْتَجِيبَ له؟ مَن يَسْأَلُنِي فأُعْطِيَهُ؟ مَن يَستَغْفِرُني فأغْفِرَ له؟".

ورغم ما سبق، قالت دار الإفتاء المصرية إن "الدعاء في ليلة النصف من شعبان بألفاظ مخصوصةٍ ومشروعةٍ مندوبٌ إليه شرعًا؛ وعبادة داخلة في ذكر الله تعالى والثناء عليه والتوجه إليه بالدعاء".

واستدلت الإفتاء بقوله تعالى: "وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ"، لذلك يستحب إحياء ليلة النصف من شعبان وخاصة الثلث الأخير من الليل في الدعاء، وهي آخر 3 ساعات قبل الفجر، ومن أجمل الأدعية التي يمكن الاستعانة بها ما يلي:

• اللّهُم اجعل سعيي فيما تبقى من شعبان مشكورًا، وذنبي فيه مغفورًا، وعملي فيه مقبولًا، وعيبي فيه مستورًا، وبلغني رمضان لا فاقدًا ولا مفقودًا.
• اللّهُم اقسم لنا في هذه الليلة من الخيرات والبركات والنعمات من جود كرمك، واكتب لنا توبة نصوح وعملًا صالحًا ما حيينا.
• اللّهُم اجعلني في هذه الليلة ممن يغنمون بالمغفرة والعتق من النيران، واجعلني ممن يتقرب إليك بذكرك ليل نهار، ولا يمل من حلاوة الصوم وتلاوة القرآن.
• اللّهُم اجعلني في هذه الليلة ممن رضيت عنهم ورفعت أعمالهم بعد غفران الذنوب.
• اللّهُم في هذه الليلة اغفر لي وتقبل مني صالح الأعمال وبلغني رمضان مغفور الذنب وأنت راض عني.
•  اللّهُم إني أسألك سؤال من اشتدت فاقته، أن توسع رزقي، وارزقني من لدنك ذرية صالحة ولا تذرني فردًا وأنت خير الوارثين.
• اللّهُم في هذه الليلة المباركة اجعلني من عبادك الصالحين الصابرين، ولا تسلط علي الدنيا وهمومها واشفني شفاء لا يغادر سقمًا.
• اللّهُم يا فعال لما تشاء، فرج همي وأزل عني الأحزان وانقلني من ضعفي وقلة حيلتي إلى قوتك وحسن تدبيرك.
• اللّهُم اغفر لي خطيئتي وجهلي، وإسرافي في أمري وما أنت أعلم به مني، اللّهُم اغفر لي جدي وهزلي وخطئي وعمدي وكل ذلك عندي.
• أسألك يا جواد يا غني يا كريم من رزقك الحلال أرزقني ومن العافية زدني وبمغفرتك ورحمتك اشملني.
• اللّهُم اغفر لي ما قدمت وما أخرت، وما أسررت وما أعلنت وما أنت أعلم به مني، أنت المقدم وأنت المؤخر وأنت على كل شيء قدير ومن راجع كتب الحديث وجد أشياء كثيرة من هذا.
• اللّهُم اغفر لأبى وارزقه أعلى درجات الجنة وألحقني به على حسن خاتمة.
• اللّهُم بلغنا رمضان معافين مغفور لنا، وارزقنا بركة ليلة القدر وفرج همومنا وأشرح صدورنا ووسع أرزاقنا.
• اللّهُم في ليلة النصف من شعبان، ارزقني بزوج صالح يقر عيني، وأسألك من كل خير بركته، وفي كل بلاء لطفك.
• اللّهُم اجعلنا إذا وقفنا بين يديك لتعرض أعمالنا يوم القيامة من أهل الجنة وقد غفرت لنا.
• اللّهُم ارزقنا توبة نصوح وأيقظنا قبل أن يأتي رمضان، اللّهُم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك.
• اللّهُم اجعلني في شهر شعبان من المستغفرين وقربني فيه إلى مرضاتك، وجنبني فيه من سخطك ونقماتك.

دعاء ليلة النِّصْفِ من شعبان اللّهُم ياذا المن

حثت دار الإفتاء المصرية على دعاء ليلة النِّصْفِ من شعبان اللّهُم ياذا المن، عبر صفحتها الرسمية على فيسبوك، مؤكدة أن تلاوة هذا الدعاء وتخصيص ليلة النصف من شعبان به "أمرٌ حسنٌ لا حرج فيه ولا منع".

وأوردت الإفتاء نصه كالتالي:

اللَّهُمَّ يَا ذَا الْمَنِّ وَلَا يُمَنُّ عَلَيْهِ، يَا ذَا الْجَلَالِ وَالإِكْرَامِ، يَا ذَا الطَّوْلِ وَالإِنْعَامِ. 

لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ ظَهْرَ اللَّاجِئينَ، وَجَارَ الْمُسْتَجِيرِينَ، وَأَمَانَ الْخَائِفِينَ. 

اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتَ كَتَبْتَنِي عِنْدَكَ فِي أُمِّ الْكِتَابِ شَقِيًّا أَوْ مَحْرُومًا أَوْ مَطْرُودًا أَوْ مُقَتَّرًا عَلَيَّ فِي الرِّزْقِ، فَامْحُ اللَّهُمَّ بِفَضْلِكَ شَقَاوَتِي وَحِرْمَانِي وَطَرْدِي وَإِقْتَارَ رِزْقِي، وَأَثْبِتْنِي عِنْدَكَ فِي أُمِّ الْكِتَابِ سَعِيدًا مَرْزُوقًا مُوَفَّقًا لِلْخَيْرَاتِ، فَإِنَّكَ قُلْتَ وَقَوْلُكَ الْحَقُّ فِي كِتَابِكَ الْمُنَزَّلِ عَلَى لِسَانِ نَبِيِّكَ الْمُرْسَلِ: ﴿يَمْحُو اللهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ﴾،

إِلَهِي بِالتَّجَلِّي الْأَعْظَمِ فِي لَيْلَةِ النِّصْفِ مِنْ شَهْرِ شَعْبَانَ الْمُكَرَّمِ، الَّتِي يُفْرَقُ فِيهَا كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ وَيُبْرَمُ، أَنْ تَكْشِفَ عَنَّا مِنَ الْبَلَاءِ مَا نَعْلَمُ وَمَا لَا نَعْلَمُ وَمَا أَنْتَ بِهِ أَعْلَمُ، إِنَّكَ أَنْتَ الْأَعَزُّ الْأَكْرَمُ، وَصَلَّى اللهُ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ النَّبِيِّ الأُمِّيِّ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ.

فيما أوضحت أن بعض الصحابة والسلف ورد عنهم بعض هذا الدعاء، فعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال وهو يطوف بالبيت: "اللّهُم إن كنت كتبت علي شقاوة أو ذنبًا فامحه؛ فإنك تمحو ما تشاء وتثبت، وعندك أم الكتاب، فاجعله سعادة ومغفرة".

وأوردت قول ابن مسعود رضي الله عنه عن هذا الدعاء: "ما دعا عبد قط بهذه الدعوات إلا وَسَّع الله له في معيشته"، موضحة أن بقية الدعاء من عند قولهم: "إلهي بالتجلي الأعظم" إلى نهايته، زادها الشيخ ماء العينين الشنقيطي.

ماذا حدث في ليلة النصف من شعبان

 يعد  ما حدث في ليلة النصف من شعبان حدثًا عظيمًا إن ثبت ما يراه جمهور العلماء حول صحته، فإن معظم أهل العلم يرجحون أن تحويل القبلة من المسجد الأقصى إلى المسجد الحرام حدث في ليلة النصف من شعبان في السنة الثانية من الهجرة، بما يوافق أحد أيام شهر نوفمبر عام 623م.

أجمل ما قيل عن ليلة النصف من شعبان

من أجمل ما قيل عن ليلة النصف من شعبان، ما ذكرته دار الإفتاء المصرية عن السلف وأئمة الإسلام، فقد أوردت في عدد من فتواها حول شهر شعبان، أن شيخ الإسلام تقي الدين السبكي في تفسيره قال "أن إحياء ليلة النصف من شعبان يكفر ذنوب السنة، وليلة الجمعة تكفر ذنوب الأسبوع، وليلة القدر تكفر ذنوب العمر كله".

وقال العلامة ابن نجيم الحنفي في "البحر الرائق": "ومن المندوبات: إحياء ليالي العشر من رمضان، وليلتي العيدين، وليالي عشر ذي الحجة، وليلة النصف من شعبان".

وورد عن الحافظ ابن رجب الحنبلي في "لطائف المعارف" أن  "وليلة النصف من شعبان كان التابعون من أهل الشام؛ كخالد بن معدان، ومكحول، ولقمان بن عامر، وغيرهم، يعظمونها ويجتهدون فيها في العبادة، وعنهم أخذ الناس فضلها وتعظيمها".

وقال عنها مفسرون أمثال الطبري، أن المقصود في قوله  "فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ"، أنها ليلة النصف من شعبان وقالوا إنها الليلة التي يبرم فيها أمر السَّنَة، وتنسخ الأحياء من الأموات، ويكتب الحاجّ؛ فلا يُزَاد فيهم أحد، ولا ينقص منهم أحد".

كما فسر ابن عباس رضي الله عنه قوله: "يمحو الله ما يشاء ويثبت" إنها ليلة النصف من شعبان، يُدبر أمر السنة، فيمحو ما يشاء ويُثبت غيره؛ الشقاوة والسعادة، والموت والحياة.